زوجتي استغلالية

[ابوالوليد المسلم]

زوجتي استغلالية
د. سليمان الحوسني

السؤال:

♦ ملخص السؤال:
شابٌّ متزوِّج، ولا يتقبَّل زوجتَه، وغير مرتاح لها، بسبب استغلاليتها ومشكلاتها الدائمة وعدم تقبلها لأهله، ويسأل: هل أطَلِّقها أو لا؟

♦ تفاصيل السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

تقدمتُ للزواج مِن فتاةٍ، وعلمتُ أنها خُطِبَتْ قبل ذلك عدة مرات، وفسخت خطبتها، منهم مرة طُلقت قبل الدُّخْلة، لاختلاف الأسرتين على الأمور المادية ولوازم الزفاف.

تقدمتُ لها، ولم تدخلْ قلبي، لكن كرم الضيافة جعلني لا أستطيع أن أرفُض! وقلتُ في نفسي: الجمالُ ليس كل شيء، والحبُّ يأتي بعد الزفاف.

تزوجتُها، وشعرتُ من أول أسبوع بأنها فتاة مُستغلة، تريد شراء كل شيء، وتُعايرني بأنَّ أثاث البيت لا يُعجبها، وأن الأثاث الذي اشتريته رخيصٌ، وأني لم أكن الزوج الذي تطمَح إليه!

كنتُ أكتم في نفسي ما أجده منها، فضلاً عنْ أنَّها لم تكن نظيفة، فكانتْ رائحةُ فمِها سيئة، وشعرها خشنًا، بالإضافة إلى وجود شعر في أماكن غير مرغوب فيها.

وإذا أتى وقتُ العمل أو الدراسة - حيث إني مسجل للماجستير - أفرح وأشعر براحةٍ في الخروج والبُعد عن البيت!

إذا دعوتُ أحدًا مِن أهلي للزيارة في بيتي تصرخ، وتقول: لا أحب أهلك، وتحاول الإيقاع بيني وبين إخوتي.

حاولنا الإنجاب بالعمليات، لكننا فشلنا لأن لديَّ ضعفًا، وهي تُحب الأطفال، وأنا لا أستطيع أن أفعلَ شيئًا؛ لأن الأمرَ ليس بيدي.

فهل تنصحونني بالطلاق؟ أو الصبر عليها؟

الجواب:

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

في البداية نُرَحِّب بك في شبكة الألوكة، مُتَمَنِّين لك المزيدَ مِن الصبر والعون والتوفيق، وهنيئًا لك تميزك في عملك، ومواصلة دراستك العليا.

حاولْ أن تشرك الزوجة في مواصلة دراستها؛ لتتعاونَ معك، وتشغل نفسها في وقت فراغها، وخاصة أنه لا يوجد لديها أطفالٌ، فهذه فرصةٌ للعلم والتحصيل.

ونحن معك في مُعاناتك، ونتألَّم لألمك، ونسأل الله أن يفرجَ كربك، ويزيل همك، ويُوجِد لك مخرجًا وحلاًّ مناسبًا لما أنت فيه، ونوَدُّ أن نُذَكِّرك باحتساب الأجر، وأنك تُؤْجَر عند الله على ما تجد.

والذي يظهر أخي الحبيب أنَّ وَضْع المرأة غير طبيعي، وخاصة فيما يتعلق بوجود الشعر الأماكن غير المرغوب فيها، فقد يكون الأمرُ راجعًا إلى هرمونات معينةٍ، ومن ثَم تحتاج مراجعة العيادات المتخصصة مِن أجل الفُحوصات وأخذ العلاج المناسب.

وكذلك تصرفاتها السيئة معك وتعييرها لك، واستغلاليتها ومواقفها السلبية مع أهلك، وسعيها لإيجاد المشاكل بينك وبين إخوتك، كل ذلك يحتاج لعلاجٍ مِن خلالك، أو الاستعانة ببعض المشايخ الأفاضل، والدعاة الموثوق بهم؛ حتى يُبَيِّنوا لها حكمَ الشرع فيما تقوم به، أو من خلال شرح الموضوع لوالدها أو إخوانها؛ بهدف نصحها وتوجيهها.

وشيءٌ جميلٌ ما تقوم به أنت مِن نُصْحٍ وتوجيهٍ للزوجة، وخاصة فيما يتعلق بالمظهر والنظافة، وعليك بالاستمرار في ذلك، وبيان هدْي الرسول صلى الله عليه وسلم لها ووعظها باستمرار.

وعليك أن تُفَرِّغَ لها بعض الوقت يوميًّا أو أسبوعيًّا، وتنقلها إلى بعض البيئات المؤثرة إيمانيًّا وروحيًّا؛ كالذهاب للعمرة، أو حضور بعض المحاضَرات والدورات.

ولا بد مِن مُقابلة استشاريين في العلاقات الزوجية؛ مِن أجْل الوقوف على الأسباب الحقيقية وراء تصرفاتها غير المقبولة تجاه الزوج.

والذي أنصحك به أن تصبرَ عليها، وتَتَرَيَّثَ في موضوع الطلاق؛ حتى ترى نتيجة العلاج بشِقَّيْه الجسدي والنفسي، وتقف على بينةٍ مِن أمرك، وقبل أن تذهبَ لمراكز الاستشارات الزوجية عليك أن تنهي الفحوصات والتحاليل الجسدية والإرشادات الطبية.

ومن خلال جهودك عبر الوسائل المتعددة قد تتغير الأمور للأفضل، وتتحسن العلاقة بينكما، أو تستجد أمورٌ أخرى تدرس في وقتها.

وقبل هذا كله نُوصيكما جميعًا باللجوء إلى الله، وطلب العون منه سبحانه، وعليكما بكثرة ذكره، والمحافظة على عبادته وتقْواه.

سائلين الله لكما العون والسداد والفوز في الدنيا ويوم المعاد