ثقافة الأهداف - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 13893 - عددالزوار : 743393 )           »          ليدبروا آياته (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          من خلق المسلم: الرفق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 8 - عددالزوار : 82 )           »          أبو منصور الجواليقي‎ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          خطبة الجمعة والفرص الضائعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          الخطابة في الأندلس المنذر بن سعيد البلوطي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          قراءة في حديث (البر والإثم) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          من وحي سورة القصص (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          نفحات القرآن...حول ظلمات الكفر وأضواء الإيمان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          ثُمامة ابن أثال أسير إحسان النبي صلى الله عليه وسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > الملتقى العلمي والثقافي
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى العلمي والثقافي قسم يختص بكل النظريات والدراسات الاعجازية والثقافية والعلمية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 21-08-2022, 05:05 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 154,134
الدولة : Egypt
افتراضي ثقافة الأهداف

ثقافة الأهداف


نسمة السيد ممدوح




والعلاقة بين الطموح والنجاح وتحقيق الأهداف

دراسة استكشافية


المقدمة:
إن كل ما هو موجودٌ في هذا الكون قد وُجِد لغاية، وقد خلق الله الإنسان لغاية واضحة ومحددة، وهي عبادته سبحانه وتعالى، وعمارة الأرض، وتبدو تلك غايةً رئيسية واضحة، ولولا وضوحُها لتحوَّلت حياتُنا في جملتِها إلى فوضى، وفي حياة كل فرد منا لا بد من وجود غاية وهدف واضح ومحدَّد، يسعى إليه، ويمثل قيمته في هذه الحياة، ومن الضروري أن يكون هذا الهدف واضحًا؛ لأن الشيء المجهول أو غير المحدد لا يمكن بلوغه.

تعتبر ثقافةُ الأهداف وتحديدُها وتحقيقُها من الموضوعات الجديدة، خاصة على مجتمعنا العربي، وهي من الموضوعات التي لا تحظى باهتمام كبير، ويُنظَر إليها في الأغلب على أنها موضوعاتٌ نظرية بعيدة عن أرض الواقع، لأجل هذا رأينا أن نناقش موضوع الأهداف، منطلقينَ من أرض الواقع، فتخيَّرنا لتلك الدراسة موضوعها عن الأهداف كفكرة رئيسية، ووصولاً للأهداف كان علينا أن نبدأ من الأعم أو الأشمل، فحاولنا أن نفهم أولاً ما تَعْنيه كلمة "الطموح"، تلك الكلمة السِّحرية التي نصِفُ بها غالبية الناجحين والمتميزين، ومن ثَمَّ انتقَلنا إلى تحديد معنى النجاح، فإذا كان الطموح ضرورةً للنجاح:
فما العَلاقة بين الاثنين؟
ثم انتقلنا إلى محاولة الإجابة عن السؤال الأهم:
كيف تكون ناجحًا؟
وفي محاولتِنا للإجابة على هذا السؤال وجدنا أنفسَنا وجهًا لوجهٍ مع الأهداف؛ فالنجاح يعني تحقيق الأهداف:
فما هي الأهداف؟
وما هي أنواعها؟
كيف نُحدِّدها، ومن ثَمَّ نُحقِّقُها؟
ما هي مُعوِّقات تحديد الأهداف وتحقيقها؟

وقد تخيَّرنا أحد الأهداف الهامة في حياة الفرد، التي تحتاج إلى قرارٍ حاسم يُغيِّر في مستقبله، وهو الهدف التعليمي، وما يتبعه من هدف مِهْنِي، فناقشنا كيفية تحديد الفرد لأهدافه في مرحلة دخول الجامعة، وناقشنا سن الثامنة عشرة، وهل هي السن المناسبة لاتخاذ قرار كهذا، ورسم هدف بتلك الأهمية، وحاولنا معرفة العوامل التي أثَّرت على قرار الشباب في تلك المرحلة.

ولأن حياة الفرد متعدِّدة الجوانب، فقد تخيرنا منها جانبَينِ شديدَي التداخل، ومتصلين بحياة الشباب اتصالاً وثيقًا، بل إن اتخاذَ القرار ورسم الأهداف في كلَيْهما يُحدِّد مستقبل الشاب أو الفتاة، وهذان الجانبان هما: الجانب الشخصي، والجانب المِهْني، وحاولنا أن نجيب على السؤال التالي: أيُّهما يسبق الآخر: النجاح في الجانب الشخصي وتكوين أسرة مستقرة، أم النجاح في الجانب المهني والحصول على وظيفة جيدة والترقي في العمل؟

وحاولنا الإجابة على هذا السؤال، واكتشاف عوامل تفضيل أي الجانبين على الآخر، وكذلك الكشف عن صورة شريك الحياة، وما يمكن أن يقدمه لدعم شريكه مِهْنيًّا، مما يجعل الزواج عائقًا أو مساندًا للنجاح المهني.

وأخيرًا تحدثنا عن السعادة، التي هي غاية كلِّ فرد في المجتمع؛ فالكل يسعى لأن يكون سعيدًا، فما هي السعادة؟ وكيف يمكن تحقيقُها في ضوء الحياة المنظمة المخططة، التي تحدَّد فيها أهدافُ كل مرحلة، ويسعى فيها الفرد عن اقتناع ورغبة لتحقيقها؟

وسعيًا منا لربط الموضوع بالواقع، فقد اخترنا عيِّنة مصغَّرة من الأفراد من كلا الجنسين، مختلفي الظروف الاجتماعية ما بين متزوج وأعزب، ومختلفي الأعمار والمؤهِّلات التعليمية، وكانت نسبة الإناث 68%، في حين نسبة الذكور 32%، وتقدَّمنا إليهم بالعديد من التساؤلات حول موضوع الدراسة، وكانت نسبةُ التفاعل جيدةً، ومثَّلت العينة السلبية 36%، أغلبها من الإناث، أما من حيث العمر، فكانت النسبة الأعلى من بين أفراد العيِّنة السلبية من الفئة العمرية ما بين 30 و40 سنة.

أما عن أفراد العينة الإيجابية فقد كان التفاعل أعلى من قِبَل الإناث، وكانت أعلى فئة عمرية من حيث التفاعل هي الفئة ما بين 20 و30 سنة بنسبة 42.9%، ثم الفئة العمرية ما بين 50 و60 سنة بنسبة 28.8%، أما أقل فئة عمرية تفاعلاً، فكانت من 40 إلى 50 سنة بنسبة 7.1%.

وبالرغم من كون عينة الدراسة عينة مصغَّرة جدَّا، فإنها موافقة مبدئيًّا لطبيعة الدراسة، من حيث إنها دراسة استكشافية جاءت محاولةً لاستكشاف الواقع، علَّها تكون بداية لدراسات أخرى أكثر تفصيلاً بمشيئة الله.

مفهوم الطموح:
يبدو وصف أحدِ الأشخاص بكونه "إنسانًا طموحًا" وصفًا براقًا ومثيرًا للاهتمام، وبالرغم من ذلك يصعب وضع تعريف واضح ومُتفق عليه لمعنى تلك الصفة "الطموح"، ومن بين ما ذُكر حول مفهوم الطموح: أن الطموح ليس إلا حافزًا يدفع بالفرد لبلوغ القوة بمختلف أشكالها، مما يُعينه فيما بعد على تحقيق الأهداف، ويبدو هذا التعريف مقاربًا لمفهوم العامة عن "الحماس".

في سياق آخر جاء تعريف الطموح على أنه الشيء الذي ينمو بداخل الفرد ليكسبه القدرة على بذل مجهود أكبر لكي يحقق ما يريد.

وقد ذكر ماركوس أوريليوس - الإمبراطور الروماني السادس عشر، والمعروف بالإمبراطور الفيلسوف - الطموح على أنه قيمة الإنسان، بقوله: "قيمة أي إنسان لا تتعدى قيمةَ طموحه"، فكان الطموح عنده هو قيمة الشخص ذاته، ما يملكه وما يستطيع أن يُنجِزَه.

وقيل عن الطموح: إنه الرغبة في الازدياد المستمر، وعدم الاكتفاء بما نحن عليه، أو هو نزوع الإنسان إلى معالي الأمور، والعمل على تغيير حاله إلى ما هو أسمى وأنفع.

ويبدو هذا المفهوم مقاربًا للمعنى اللُّغوي لكلمة الطموح، التي هي مصدر طمَح يطمَحُ، وتدل على علوٍّ في الشيء، وقد يبدو لدى البعض التباسٌ في المعنى ما بين الطموح والقناعة، في حين أن الفارق بينهما كبير؛ حيث إن القناعة تحكمُها محدودية النظر لِمَا يملكه الإنسان بين يديه، في حين يدفع الطموح إلى التطلُّع إلى ما لا يملكه الإنسان دون طمع فيما يملِكه الغير.

والفهم الصحيح للقناعة وما يميزها عن الطموح يجعلُ الفرد في مأمن من الوقوع في فخِّ القناعة، الذي قد يكون مجرَّدَ حيلةٍ زائفة تلجَأُ إليها النفس بشكلٍ لا واعٍ؛ لتهدئة الآلام، أو البعد عن المخاطرة، أو نَيْل السعادة المؤقتة.

ولقد أشار د. براين ترايس في كتابه "الأهداف" إلى معنًى مقارب لِمَا ذُكر حول حيلة القناعة الزائفة؛ حيث تحدث عما أسماه: "فخ منطقة الراحة"، وجاء في كتابه:

"إحدى العقبات الذهنية التي تحتاج للتغلُّب عليها هي "منطقة الراحة"، يُصبِح العديد من الأشخاص راضين عن موقفهم الحالي، إنهم يشعرون بارتياح كبير في وظيفةٍ أو عَلاقة معينة، أو تجاه مرتب، أو مستوى مسؤولية معين، لدرجة أنهم يعارضون القيام بأي تغيير، حتى لو كان للأفضل.

تُعَدُّ منطقةُ الراحة عقبةً أساسية للطموح، والرغبة، والعمل، والإنجاز، والأشخاصُ الذين يَعْلَقون في منطقة الراحة إذا كانت متحدة مع العجز المكتسب بالتعلم - يجدون المُضِي قُدُمًا في غاية الصعوبة، لا تدَعْ هذا يحدث معك".

في موضع آخر يُعرِّف الطموح بأنه ما تهفو إليه النفس بدافع من العقل الباطن غالبًا، بعد وضوحه في العقل الظاهر، على هذا يبدو أن الطموح يوجد أولاً على نحو غير واعٍ.

ويتحدث د. إبراهيم الفقي في كتابه "المفاتيح العشرة للنجاح" عن مفهوم آخرَ قد يتداخل في الأذهان مع مفهوم الطموح، ألا وهو الالتزام، فيقول:

"الالتزام هو القوة التي تدفعُنا لنستمرَّ، حتى بالرغم من الظروف الصعبة، وهو القوة الدافعة التي تقودنا لإنجاز أعمال عظيمة... هو تعهُّد قويٌّ لتغيير الأشياء العادية لتصبح أشياء ممتازة، هو الذي يُخرِج من داخلك جميع القدرات الكامنة، ويجعلها تحت تصرُّفك، وبقوة الالتزام فإنك لن تتراجع، وكلما خُضْتَ تجرِبة ستفتح أمامك الفرص الأكثر والأكبر للنجاح".

وفي محاولة لاستقراء مفهوم الطموح قُمْنا بطرح هذا السؤال على العديد من الأفراد مختلفي الأعمار، ومن كلا الجنسين، وقد بدا واضحًا الخلط بين مفهوم الطموح كما أشرنا إليه سابقًا، وبين مفهوم النجاح أو الأهداف، وقد تباينت المفاهيم المقدمة من عيِّنة الدراسة، وجاء من بينها:
الطموح هو الهدف.
الطموح هو الطاقة.
الطموح هو حُلم تحقيق ما يظنه الآخرون صعبًا أو مستحيلاً.
الطموح هو رؤية مستقبلية للشخص.
الطموح هو الأمل.
الطموح هو إرضاء النفس.
الطموح هو رغبة في التغيير للأفضل وإرضاء الذات.

كما جاء الربط في بعض الإجابات ما بين الطموح والإمكانيات الشخصية والأهداف؛ فالطموح مبنِيٌّ على استقراءٍ للنَّفْس من الداخل، وتقدير جيد لإمكانياتها، وبالتالي وضع الأهداف الموائمة، والسعي لتحقيقها مما يرفَعُ من الإمكانيات، ومن ثَمَّ سقف الأهداف.

وقد ربط البعضُ بين الطموح وبين عملية داخلية تجري داخل العقل الباطن بشكل لا شعوري، فجاء وصفُ الطموح بكونه أحد أحلام اليقظة في بدايته، وأن هذا الحلم هو المسؤول عن نقل ما هو كامن في خيال الشخص إلى الواقع؛ فهو طاقة يولدها العقل الباطن بشكل لا شعوري، وأن تحوُّل هذا الحُلم إلى واقع يستلزم توافر الإمكانيات اللازمة لدى الشخص؛ كالقدرة على التخطيط الجيد، والمثابرة، والاجتهاد.

ماذا يعني النجاح؟ وما هي صفات الناجحين؟
ومع وجود الخلط بين مفهوم الطموح والنجاح في أذهان الكثيرين فقد طرَحنا على عينة الدراسة هذا السؤال:
"هل تشعر بأنك طموح؟
هل تشعر بأنك ناجح؟

وهنا بدا الخلطُ واضحًا في أذهان الأغلبية، كما تباينت الإجابات، وفشِل البعضُ في استقراء أنفسهم بشكل دقيق، وفي حين وصف البعض أنفسَهم بالناجحين وغير الطموحين، فقد وصف البعض أنفسهم على نحو عكسي، وقد أشار البعض إلى كونِ مقياس الطموح مقياسًا داخليًّا ذاتيًّا؛ فكل إنسان بإمكانه أن يتعرَّف على درجة طموحه بنفسه، وقد يبدو هذا مقبولاً إذا ما نظرنا إلى الطموح باعتباره حافزًا أو طاقة داخل الفرد، تدفعه للتقدم نحو الأمام، واكتساب المزيد من القوة لبلوغ الأهداف، وقد أشارت الإجابات كذلك إلى كون مقياس النجاح خارجيًّا، فهو معتمد على نظرة الآخرين للفرد.

ولكن ما هو النجاح؟
وما هي صفات الناجحين حقًّا؟
يتبع


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 137.17 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 135.46 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (1.25%)]