محمد قطب وأدب المقالة

[ابوالوليد المسلم]

محمد قطب وأدب المقالة


شريف الله غفوري






المشرف: الدكتور: محمد علي رفعت.
اسم الباحث: شريف الله غفوري، طالب في مرحلة الماجستير، الفلسفة، بالجامعة الإسلامية العالمية/ 1435هـ.

مدخل:
الحمد لله وكفى، والصلاة والسلام على رسُله الذين اصطفى، وعلى خاتم النبيين المجتبى، محمد وآله وصحبه أئمة الهُدى، ومن اقتدى بهم فاهتدى.

خلق الله البشرَ لعبادته وتوحيده، هذا التوحيد الخالص لا يكون إلا باعتناق الرسالة المحمدية الخالدة، باعتبارها آخر الرسالات، وبنزولها نُسِخت كل الرسالات السابقة، ومن خصائصِها أنها بلغة العرب، وحبُّ تعلُّم اللغة العربية جزءٌ من هذا الدين، والاشتغالُ به لفهم كتاب الله والسنة النبوية من العبادات الشرعية التي يُؤجَرُ عليها العبد، واللغة اسم عامٌّ تحته اثنا عشر عِلمًا، كما هو مبيَّنٌ في موضعِه، ومنها: علم الأدب ومفردات اللغة الذي يبحث عنه كل دارس، والحاجة إليه لفهم القرآن والسنَّة المطهرة حاجةٌ ماسَّةٌ.

لأجل هذا لا بد أن أشير إلى ضرورة التدين بالإسلام، وهذا لا يكون إلا بدراسة اللغة العربية، باعتبارها لغةَ الوحي والعبادة، ولا يستطيع أي دارسٍ وباحث أن ينكر ما للأدب من أثرٍ في الفكر الإنساني الفردي والجمعي، فيحتل فن المقالة في الأدب العربي الحديثِ مكانةً رفيعة الشأن في جميع الأجناس النثرية الأخرى.

وقد دفعني ذلك إلى أن أتوجَّه تلقاء هذا الفن، وخدمة شقَّيه النظري والتطبيقي - وهذا من أسلوب الدراسة الموضوعية - وأن أبحثَ عن بيئة مزدهرة بهذا الفن، فوجدت أن جيل الرواد في جمهورية مصر العربية، وهم عبقريات فضل وسبق.

ووقع اختياري على أحد روادهم، وهو الأستاذ محمد قطب، الذي يمثل قيادة فكرية وحركية بارزة بالنسبة للحركات الإسلامية في هذا العصر؛ فهو صاحب مؤلَّفات عديدة هامة في مجال الأدب والفكر الإسلامي المعاصر من منطلق معرفي إسلامي مضاد لنظرية المعرفة الغربية، وهو يربط بين الأدب والجمال، وبين الفكر والواقع، عبر العديد من مؤلَّفاته التي حاولت التعبير عن الواقع أيضًا من منظور إسلامي، ويرجع الفضل لمحمد قطب في تأسيس مدرسة إسلامية ذات طابع حركي.

ولإعداد المادة العلمية تم البحث عن مقالاته، وأطلتُ النظر والتأمل فيها، حتى تكشَّف لي من الرأي والأفكار الجديرة بالدرس والبحث.

أهمية البحث:
1- تميز أسلوب المقالة عند محمد قطب بالواقعية والصِّدق، والوضوح والسهولة؛ مما أثار كوامن الإعجاب في نفسي.

2- ركزت على موضوع هام، لم يكتب فيه من قبل، وهو إطلاع القارئ على حياته ومؤهلاته الأدبية.

3- كشفت عن بعض الآراء الخاطئة التي كتبها الباحثون حول مقالاته الفكرية، وقمت بمناقشتها.

4- ضرورة دراسة التيارات الدينية في الأدب بصورة موضوعية، مع بيان نقاط الإيجابية فيها.

عوائق البحث:
1- واجهت مشكلة قلة البحوث والمصادر التي ألفت حول الموضوع، فطلبتُها من البلدان الأخرى، فأخذ ذلك مدة لم تكن قصيرة.

2- خُضت تجربة البحث لأول مرة في حياتي العلمية، ومن الطبيعي أن توجد في بداية أي عمل مشاكل وصعوبات، ولكنني رغم ذلك حاولت أن أجتاز كل هذه الصعوبات بفضل الله تعالى وعونه.

أسباب اختيار البحث:
1- حبي للغة العربية وآدابها منذ أن كنتُ طالبًا في المراحل الأولى من الدراسة الجامعية؛ لأن اللغةَ العربية هي اللغة التي نزل بها ديننا.

2- خوضي في هذا الموضوع جديد وبِكر، لم يدرُسْه أحدٌ من قبلُ - حسب علمي - في هذا العصر.

3- أردت أن أسهم قدر استطاعتي في الدراسات التي يقدمها الكُتّاب والدارسون عن حياة الأديب وأدبه.

4- أردت أن أكمل بهذا الموضوع درجة الماجستير في اللغة العربية، وهذا من الأمور الأكاديمية الهامة.

5- اخترت الكتابة في الأدب، وبخاصة أدب المقالة؛ لأنه وسيلةٌ من وسائل الحِفاظ على هوية اللغة.

منهجي في البحث:
حاولتُ - بتوفيق الله - القيام بالأمور التالية عند إعداد البحث:
1- ركزت على المصادر الأصلية للمادة إن وجدت، وإلا اكتفيت بالمراجع، مراعيًا التوثيق العلمي في الهوامش حسب أصول البحث.

2- قمت بترجمة الأعلام غير المشهورة الواردة في طيات البحث.

3- أترجم للأعلام حيثما ذكروا لأول مرَّة، لكن ربما أعيد ترجمة عَلَمٍ معين لضرورة.

4- شرحتُ الكلمات الصعبة الواردة في المقالات، معتمدًا على أمهات كتب معاجم اللغة العربية.

5- عزوتُ الآيات القرآنية الواردة في البحث إلى سورها وأرقامها، وهكذا الأحاديث النبوية إلى كتب السنة.

6- ذكرت في الهامش عند بداية ذِكر المصدر أو المرجع جميع ما يتعلق به من اسم الكتاب، واسم المؤلِّف، ورقم الجزء، ثم الصفحة، واسم محققه إن وجد، ورقم الطباعة ودارها، ثم تاريخها، وإن لم أجد التاريخ رمزت بحرفي (ب، ت)؛ أي: بدون تاريخ.

خطتي في البحث:
لقد دعت طبيعة هذا البحث أن يشتمل على مقدمة وتمهيد وفصلين كاملين، وأخيرًا خاتمة.
♦ المقدمة: تحتوي على أهمية البحث، ومعوقات البحث، وأسباب اختيار الموضوع، ومنهج الدراسة.

التمهيد يشتمل على ثلاثة جوانب كالتالي:
♦ الأحوال السياسية والاجتماعية والثقافية في عصره.
♦ نبذة عن حياة محمد قطب.
♦ محمد قطب بين مؤيِّديه ومعارضيه.

الفصل الأول: أسلوب المقالة وأنواعها في أدب محمد قطب.
أ - تعريف المقالة وأنواعها.
ب- مراحل كتابة المقالة عند محمد قطب.

المبحث الأول: المقالة الأدبية.
أ- قضايا الأدب والنقد.
ب- معاركه الأدبية.
ت- رصد الفعاليات الأدبية وشؤون الكتابة والفِكر.

المبحث الثاني: أسلوب المقالة عند محمد قطب:
الأفكار والمعاني:
♦ خطاب التغيير.
♦ مبدأ الحرية.
♦ فكرة الصراع.

الألفاظ والتراكيب:
♦ الألفاظ.
♦ التراكيب.

البناء المقالي وعناصره:
♦ العنوان.
♦ المدخل.
♦ العرض.
♦ طول المقالة وحجمها.
♦ الخاتمة.

المبحث الثالث: أنواع المقالة.
المقالة الاجتماعية:
• المرافق والخدمات العامة.
• التربية والتعليم والتوجيه.
• المبادئ والأخلاق والسلوك.
• الظواهر والمزايا الاجتماعية وقضايا المرأة.
♦ المقالة السياسية
♦ مقالة السيرة الذاتية.
♦ المقالة الدينية.
♦ المقالة التاريخية.

الفصل الثاني: الدراسة الفنية لمقالاته.
المبحث الأول: الخصائص الفنية:
♦ الطابع العقلي.
• الحس النقدي.
• الحكمة والفلسفة.

♦ ظاهرة الزمان ودلالاتها.
• براعة اللغة.
• اللغة الفصحى.
• اللهجة العامية.

المبحث الثاني: الظواهر البلاغية.
• الصورة البيانية.
• المحسنات البديعية.
• الاستشهاد.

المبحث الثالث: القيمة الفنية لمقالات محمد قطب.
• تدفق الصُّوَر الذهنية في مقالاته.
• خاتمة: تشتمل على نتائج البحث.

المصادر والمراجع التي اعتمدت عليها في نواة هذه الخطة:
1- حول التفسير الإسلامي للتاريخ - لبدر محمد بدر.
2- علماء ومفكِّرون عرفتهم - لمحمد مجذوب.
3- منهج الفن الإسلامي.
4- دراسات قرآنية.
5- الوعي الإسلامي (مقالة).
6- أدب الدعوة (مقالة).
7- الأدب الإسلامي (مقالة).
8- كيف نكتب التاريخ الإسلامي؟
9- مكانة التربية في العمل الإسلامي.
10- هلمَّ نخرج من ظلمات التِّيه!
11- في النفس والمجتمع.
12- واقعنا المعاصر.
13- محمد قطب: الحركة الإسلامية تحتاج لمزيد من التربية - مقالة كمال حبيب.

وما توفيقي إلا بالله، عليه توكلت، وإليه أنيب