|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() لماذا أنا رخيصة عند أهلي؟ أ. عائشة الحكمي السؤال: ♦ ملخص السؤال: فتاة في العشرين من عمرها، تركها أهلها وهي صغيرة وسافروا، وتربَّتْ مع قريبة لها، وتشكو من إهمال والديها لها، وفقدان الثقة في النفس. ♦ تفاصيل السؤال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أبي وأمي ظلماني وأنا صغيرة وتركاني عند قريبة لي وسافرا، أخذوا إخوتي كلهم معهما وتركاني، ولا أعلم سبب ذلك. اهتزتْ ثقتي في نفسي، وأشعُر أني محبَطة دائمًا، أعيش مع قريبةٍ لي زادتْ مأساتي بسببها؛ إذ هي لا ترى إلا مصلحتها، ويمكنها أن تدوس على أي إنسان في مُقابل أنْ تُحَقِّق هدفَها! قريبتي هذه تُفَضِّل الخادمة عليَّ، وإذا فعلتُ شيئًا تُخبر الجميع به، حتى لو شربتُ كوبًا مِن اللبن فالجميعُ سيعرف أني شربت! عاد أهلي من السفر، عادوا بعدما أصبحتُ مُعَقَّدة نفسيًّا، وللأسف لم أنسجم مع أمي نهائيًّا، فدومًا أتشاجر معها، ليستْ حنونًا معي نهائيًّا، ولم تعوضني عن الأيام والسنوات التي تركتني فيها وحدي! أما والدي فحاول الاقتراب مني كثيرًا، والحمد لله تقربتُ منه، وقويتْ شخصيتي كثيرًا، ووثقتُ فيه، لكن للأسف عدتُ كما كنتُ مهزوزةَ الثقة في النفس، مُتْعَبَة بسبب سفره مرة أخرى، وعدم حضوره لحفل زفافي! حتى المال الذي تركه لي لا يشتري ربع الجهاز، وأمي كانتْ تنفق منه وكأنها مجبرة، ولكن عندما تزوَّجَتْ أختي أعطوها كل ما تتمنى! لم أحزنْ بسبب جهاز أختي؛ فهذه كلها أمور يسيرة، لكني وقتها عرفتُ قيمتها عندهم، وعرفتُ كم أنا رخيصة! تزوجتُ وتضررتُ في زواجي، وذهبتُ إليهم ليقفوا معي بعدما ضربني زوجي وأهانني أهله، لكنهم تخلَّوا عني. دومًا أسأل نفسي: لماذا يعاملونني مثل هذه المعاملة؟ لماذا أنا رخيصة إلى هذه الدرجة؟ أنا متعبة، كيف أتخلَّص مِن الألم والجرح النفسي والإهمال الأسري؟ كيف هنتُ على أمي أن تتركني وتسافر وتأخُذ إخوتي؟ الجواب: بسم الله الموفق للصواب وهو المستعان فقد ذكَّرتني استشارتك بقصة هانز كريستيان أندرسون الموسومة بالبطة القبيحة "البطة السوداء"، التي عانت الاضطهاد وسوء المعاملة، حين تقمَّصَتْ دور البطة في مجتمع البط، ففشلتْ! ولما كبرتْ وأدركتْ أنها لم تكن سوى بجعة بيضاء متفرِّدة بحُسْنٍ لا يشاركها فيه غيرها، استطاعتْ أن تتغلَّبَ على مشاعرها وأفكارها السلبية! فلماذا تستمرئين تقمُّص دور البطة القبيحة، في حين أنك من داخلك لستِ سوى بجعة جميلة؟! توقَّفي - عزيزتي - عنْ مُقارنة نفسك بالآخرين، ولا تُضَيِّعي عمرك وتتعبي نفسك في تعداد ما ضاع منك، وما لم تحصلي عليه، وما لم يُقَدَّر لك، وركِّزي عِوضًا عن ذلك على ما تملكين مِن نِعَمٍ ومزايا، واستمتعي بها، واشكري الله عليها ليزيدك مِنْ فضْلِه، وتذكَّري أن ما يَسُوءك مِن معاملة ليس سوى تطهير وتقوية، غير أنك لن تدركي الحكمة حتى تُسَلِّمي أمرك لله الذي أحسن التدبير. ارفُقي بنفسك، وأحبيها واحترميها، فما ينقصك حقًّا هو احترام الذات وتقديرها، وهنالك الكثيرُ مِن كتُب تطوير الذات التي تُعَزِّز احترام الذات، وتُعالِج تدنِّي الثقة بالنفس، وتساعد في التغلب على مشاعر الدونية، فاقتني واحدًا واستفيدي منه، أما والداك فاطلُبي لهما المغفرة، وتسامَحي مع تقصيرهما، ولا تُكَلِّفيهما فوق طاقتهما. ومَن ذا الذي يقضي حقوقك كلها؟ ومَن ذا الذي يرضى سوى مَن تسامحُ؟ وعن قريبٍ ستجنين ثمارَ هذا التسامح في صوَرٍ متعددةٍ حلوة وطيبة، أحلاها وأسماها عفوُ الله عنك؛ ﴿ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ ﴾ [النور: 22]، قواك الله وجبر قلبك وخاطرك ووفقك. والله - سبحانه وتعالى - أعلم بالصواب
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |