صراع الأصهار بين الجاهلية والإسلام - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 5117 - عددالزوار : 2396708 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4705 - عددالزوار : 1702638 )           »          المبسوط فى الفقه الحنفى محمد بن أحمد السرخسي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 469 - عددالزوار : 20796 )           »          جهاد الأم في ميادين الصبر والتربية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 44 )           »          السجائر الإلكترونية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 40 )           »          أكثر ما نحرص عليه أكثر ما نتركه خلفنا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 54 )           »          إذا ثَقُلَ صدرُك راجِع وِرْدَك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 70 )           »          الثمرات اليانعات من روائع الفقرات .. (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 27 - عددالزوار : 7991 )           »          فضل الصدقة سرًا وعلانية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »          تداول النكت والطرائف (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 38 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى الشعر والخواطر
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الشعر والخواطر كل ما يخص الشعر والشعراء والابداع واحساس الكلمة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 08-08-2022, 05:37 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 168,421
الدولة : Egypt
افتراضي صراع الأصهار بين الجاهلية والإسلام

صراع الأصهار بين الجاهلية والإسلام


د. ياسر عبدالحسيب رضوان







مدخل:
شهد التاريخ العربي القديم مجموعة من الصراعات والحروب القبلية التي عُرِفَت بأيام العرب في الجاهلية مثل حرب البسوس بين قبيلتيْ تغلب وبكر ابنيْ ربيعة، وداحس والغبراء بين عبس وذبيان، وغيرهما من الحروب والأيام التي كانت بين قيس فيما بينها، وبينها وكنانة وبينها وتميم، وأيام ضبة وغيرهم من القبائل العربية التي كانت تربطها إلى القرابة النسب والصهر، وما ترتب على ذلك من عداوة بين الأقارب، وتقطيع لأواصر النسب والمصاهرة، وهو أمر امتد لما بعد الإسلام عندما قتل هدبة بن الخشرم العذري زيادة بن زيد العذري، وبينهما قرابة ومصاهرة، وذلك في عصر الدولة الأموية، وإذا كانت هذه الأيام والحروب قد أبرزت معادن الرجال، وتمخضت عن بعض القيم الطيبة، فإن الشعر قد واكب هذه الصراعات وصورها وأرّخ لها، ومنه عرفنا طبيعة الحياة الاجتماعية عند العرب القدامى، ونحن هنا نحاول رصد مظاهر التحول في هذه الصراعات بين الجاهلية والإسلام.

1- في الجاهلية:
حدّث أبو الفرج الأصفهاني في كتاب الأغاني عن كُليب بن ربيعة أنه " عزّ وساد في ربيعة، فبغى بغيًا شديدًا، وكان هو الذي ينزلهم منازلهم ويُرَحِّلهم، ولا ينزلون ولا يرحلون إلا بأمره، فبلغ من عزّه وبغيه أنه اتخذ جِرْو كلب - كلب صغير - فكان إذا نزل منزلاً به كلأٌ قذف ذلك الجرو فيه فيعوي، فلا يرعى أحدٌ ذلك الكلأ إلا بإذنه، وكان يفعل هذا بحياض الماء فلا يردها أحد إلا بإذنه " [1] وقد بلغ من عزته أن ضُرب به المثل، فقيل: "أعزّ من كليب وائل" [2] ولعل هذه العزة والاعتداد بالنفس مع شيء من التسرع وعدم التريث قد كان السبب في مقتله على يد صهره جساس بن مرة في حادثة ناقة البسوس الشهيرة التي تُنسب إلى البسوس خالة جساس عندما جاءته جارة لبني مرة، وخرجت ناقتها الخوارة ترعى في أرض من حِمى كليب الذي رآها ونكرها من بين نوقه، وما كان منه إلا أن أمر غلامه برمي ضرعها بسهم فاختلط لبنها بدمها [3] وعندما رأتها البسوس أنشأت تقول [طويل] [4]:
لَعَمْرِيَ لَوْ أَصْبَحْتُ فِي دَارِ مُنْقِذٍ
وَلَكِنَّنِي أَصْبَحْتُ فِي دَارِ غُرْبَةٍ

فَيَا سَعْدُ لاَ تَغْرُرْ بِنَفْسِكَ وَارْتَحِلْ
لَمَا ضِيمَ سَعْدٌ وَهْوَ جَارٌ لأَبْيَاتِي

مَتَى يَعْدُ فِيهَا الذِّئْبُ يَعْدُ عَلَى شَاتِي
فَإِنَّكَ فِي قَوْمٍ عَنِ الْجَارِ أَمْوَاتِ


فلما سمعها ابن أختها جساس هدّأها أضمر في نفسه العداوة لكليب زوج شقيقته، وعندما واتته الفرصة لم يتوانَ عن قتله ونشبت الحرب الضروس بين تغلب وبكر وتشاءم الناس بالبسوس حتى ضُرب بها المثل فقيل: "أشأم من البسوس" [5] لأن الحرب بين ابنيْ العم تغلب وبكر استمرت زمنًا طويلاً، تعددت فيها الأيام وكثر فيها القتلى من الجانبين، وانبرى المهلهل بن ربيعة أخو كليب للثأر لدم أخيه، وانطلق لسانه بشعره يتوعد فيه بكرًا وفرسانها.

إن أسوأ ما في تلك الحرب ما تمخضت عنه من تقطع أواصر القربى، وانحلال روابط المصاهرة بين أبناء العمومة، فقد كانت جليلة بنت مرة شقيقة جساس زوجةَ كُليب بن ربيعة، ولعلها أكثر أبناء القبيلتين تأثُّرًا بتبعات تلك الحرب، من ذلك أنه عند اجتماع نساء تغلب للمأتم نصحن أخت كليب بترحيل جليلة وطردها من المأتم قائلات لها: " فإن قيامها فيه شماتةٌ وعار علينا عند العرب " [6] فأخرجتها أخت كليب من المأتم، وقالت: " رحلة المعتدي، وفراق الشامت، ويلٌ غدًا لآلِ مُرّة من الكَرّة بعد الكَرّة " [7] وكم تمنت جليلة أن تقول شقيقة زوجها القتيل غير هذا؛ لأنه كيف تشمت الحرة بهتكِ سترها؟ وأنشأت تقول [رمل] [8]:
يَابْنَةَ الأَقْوَامِ إِنْ شِئْتِ فَلا
فَإِذَا أَنْتِ تَبَيَّنْتِ الَّذِي

إِنْ لَمْ تَكُنْ أُخْتُ امْرِئٍ لِيمَتَ عَلَى
جَلَّ عِنْدِي فِعْلُ جَسَّاسٍ فَيَا

فِعْلُ جَسَّاسٍ عَلَى وَجْدِي بِهِ
تَعْجَلِي بِاللَّوْمِ حَتَّى تَسْأَلِي

يُوجِبُ اللَّوْمَ فَلُومِي وَاعْذُلِي
شَفَقٍ مِنْهَا عَلَيْهِ فَافْعَلِي

حَسْرَتِي عَمَّا انْجَلَتْ أَوْ تَنْجَلِي
قَاطِعٌ ظَهْرِي وَمُدْنٍ أَجَلِي


وهي قصيدة بلغت ستة عشر بيتًا كشفت فيها الشاعرة المصابة عن عِظم مصيبتها التي لم تقف عند حد تقويض بيت زوجيتها، وإنما كانت له تداعيات أشد خطرًا من مجرد ذلك، تقول جليلة:
يَا قَتِيلاً قَوَّضَ الدَّهْرُ بِهِ
هَدَمَ الْبَيْتَ الَّذِي اسْتَحْدَثْتُهُ

خَصَّنِي قَتْلُ كُلَيْبٍ بِلَظًى
سَقْفَ بَيْتَيَّ جَمِيعًا مِنْ عَلِ

وَانْثَنَى فِي هَدْمِ بَيْتِي الأَوَّلِ
مِنْ وَرَائِي وَلَظًى مُسْتَقْبِلِي


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 94.23 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 92.51 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (1.82%)]