تسرعت في زواجي.. ولا أجدها مناسبة - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1389 - عددالزوار : 140213 )           »          معالجات نبوية لداء الرياء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          التربية بالحوار (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          صور من فن معالجة أخطاء الأصدقاء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          في صحوةِ الغائب: الذِّكر بوابة الحضور (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          آيات السَّكِينة لطلب الطُّمأنينة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: (العليم, العالم. علام الغيوب) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          سبل إحياء الدعوة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          التساؤلات القلبية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          الحب الذي لا نراه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى مشكلات وحلول
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 04-08-2022, 08:32 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,163
الدولة : Egypt
افتراضي تسرعت في زواجي.. ولا أجدها مناسبة

تسرعت في زواجي.. ولا أجدها مناسبة
أ. أسماء حما

السؤال:

ملخص السؤال:
شابٌّ تسرَّع في الزواج من فتاةٍ بسبب ظروف سفَرِه، وبعد الزواج شعر بأنه مخنوق مِن الارتباط بها، خُصوصًا وأن لديها حرقًا في جسَدِها، مما أصابه بإحباط شديدٍ.

تفاصيل السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


أنا شابٌّ مُلتزمٌ، درستُ الهندسة، وسافرتُ إلى أوروبا لدراسة الماجستير.

فكَّرْتُ في الزواج لأني أحتاجه، ولأتبع سُنة النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - لكني لم أرغبْ في الزواج مِن بلاد أوروبا، وآثرتُ أن أختار من بلادي، على أن تكونَ ذات خُلُقٍ ودينٍ.

ذهبتُ إلى إحدى الفتيات، ورأيتُها وأعجبني أدبها وشكلها مَبدئيًّا، وخطبتُها مِن أهلها، وجلستُ معها يومًا واحدًا، ثم سافرتُ بعد ذلك إلى أوروبا.

كنتُ أتواصَل معها بشكلٍ يوميٍّ، وظل التواصُل مدة، ثم حددتُ موعدَ الزواج، وتزوجتُ. وبعد الزواج شعرتُ بأني تسرَّعتُ كثيرًا في الزواج منها؛ فهي ليستْ كما أريد، ليستْ على قدْرٍ مِن الجمال، مع العلم أني وسيمٌ جدًّا، وفوجئتُ بأن الصور التي كانتْ تُرسلها لي كانتْ مُعَدَّلة بالكمبيوتر.

وجدتُها فتاةً عاديةً شكلًا والتزامًا، فليستْ صاحبةَ الْتزامٍ كبيرٍ كما كنتُ متوقِّعًا، فهي فتاةٌ عادية جدًّا، تُصلي الصلوات اليومية، وهي حاصلة على دبلوم وأنا مهندس.

أحسستُ بإحباطٍ شديدٍ معها، وأشعر أني مخنوق مِن زواجي بها، مع أنها تُحاول أن تكونَ لَطيفةً معي، وتُحاول أن تسعدني بشتى الطرُق، وأنا أُظهر لها سَعادتي كذبًا!!

داخليًّا لستُ مرتاحًا معها، وهي تُلاحظ هذا الشيء، بسبب كثرة سرحاني وتفكيري المستمر.

مما زاد إحباطي أني رأيتُ حرقًا في جسمها بعد الزواج في منطقة حساسة مِن جسدها، مع أنها أخبرتْني قبل الزواج به، لكنني لم أكن أتوقَّع أن يكونَ بهذا الشكل!
لا أريد أن أظلِمَها معي، ولا أتقبَّلها، أخبروني ماذا أفعل؟

الجواب:

أخي الفاضل، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

حياك الله في شبكة الألوكة، أسأل اللهَ أن يُريحَ قلبك.


تُعَدُّ السنة الأولى مِن سنوات الزواج الحَرِجة؛ لأنها حياةٌ جديدةٌ، وشريكٌ جديدٌ، وأغلبُ حالات الطلاق تقَع في هذه السنة؛ لأن الزوجين في الغالب تكون لديهما تصوُّراتٌ ذهنيةٌ، وقد يُفاجَآن بواقعٍ مغايرٍ، وسوف تظهر شخصيةُ الشريك الحقيقيةُ من غير براويز وإطارات، فيشعر الشريك بالصدمة، ويُفَكِّر في أنه أخفق، ويُفَكِّر أحيانًا في الانفصال!


ويُخطئ مَن يُفَكِّر في اتخاذ قرار انفصال سريع؛ فكلا الزوجَيْنِ له بيئتُه وحياتُه التي تعوَّد عليها، وله شخصيته الخاصة، ويحتاج فترةً حتى يتكيَّفَ مع شريكه الجديد ويفهمَ طبيعته.


أخي الكريم، هناك أولوياتٌ يُرَتِّبها الرجلُ فيمَن يريد الارتباط بها، فما هي أولوياتك للزواج؟


الجمالُ أولًا – مثلًا - ثم الدين، ثم العلم، ثم المال، ثم الأدب، رتِّبْ قائمةَ أولوياتك، وانظرْ أكثرهم أهميةً عندك.


قد تجد جمالًا باهرًا، لكن لا تجد معه دينًا وأدبًا وعلمًا، وقد تجد علمًا ولا تجد معه جمالًا، وقد تجد دينًا وجمالًا، ولا تجد علمًا.


أتساءل أخي الكريم، هل هي قبيحةٌ؛ يعني: لا تستطيع النظَر إليها؟ لا يبدو أنها قبيحةٌ، وإلا لما كنتَ وافقتَ عليها منذ اللحظة الأولى، والجمالُ له أهميةٌ كبيرةٌ عندك!


ثم هي تُحِبُّك، فانظرْ إلى قلبك أمعقولٌ لم يشعرْ بشيءٍ تُجاهها؟! أعطِ قلبَك مُهْلَةً ليشعرَ.


تقول: أخبرتْني بأنَّ لديها حرقًا في جسدها، وهي مشكلةٌ تُؤَرِّقُها، ولهذا أخبرتْك، لكنك لم تكترثْ، فماذا تفعل هي؟ هل نلومها على أمرٍ ليس بِيَدِها؟!


العلم تطوَّر أخي الكريم، وأنت في أوروبا، فلماذا لا تعرضها على أطباء عندك يُعالجونها مِن هذا الحرْق؟ وسوف تعود كما كانتْ سليمةَ الجسد - إن شاء الله.


تذكَّرْ - أخي الكريم - أنَّ النقْصَ سِمَةٌ بشَرِيَّةٌ، فلا تبتَئِسْ، ولا تتوقعْ أن تجدَ أناسًا كاملي الصفات؛ فتلوم نفسك، أو تلوم الفتاة، بل استمتعْ بالحياة التي رزقك الله إياها، وبالحلال الذي بين يديك، عِشْ معها المحبةَ والفرَح، ولا تُنَغِّصْ حياتك وحياتها.


الجمالُ في الداخل، فانظرْ إلى قلبك وقلبِها، هي المرأة التي أحبَّتْك واختارتْك مِن بين خلْقِ الله لتكونَ رفيقَ دربها وشريك حياتها، الجمالُ في الرُّوح أولًا.


تصوَّرْ لو أنا أزَلْنا القشرةَ الجسديةَ عن الكائن البشريِّ؟ ماذا سوف نجد؟


هياكل عظمية، وأعضاء داخلية، كلنا نُشبه بعضنا في الهيكل الأعضاء، والشكلُ الخارجيُّ هو قشرةٌ تُغطِّي الهيكل والأعضاء، جميعُنا نَرْغَب ونتمنى ونسعى أن تكونَ هذه القشرةُ في أبهى حلةٍ وأحلى صورة، لكننا بشَرٌ أرضيُّون تعتري أجسادنا الأمراضُ، ويعترينا النقْصُ أحيانًا، كما هذا الحرْق الذي أصاب القشرةَ الخارجيةَ مِن الجسد فشَوَّهَها؛ أتساءل: هل شوَّه بِدَوْرِه القلبَ والروح، وهما الأصل؟


انظرْ إليهما، واحكمْ بنفسك، وأنت أدرى مني بالقرار الذي عليك اتخاذه.


عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: (( لا يفرك مؤمنٌ مؤمنة، إن كَرِه منها خُلُقًا رَضِيَ منها آخر))؛ رواه مسلم.


الفرك يعني: البغضاء والعداوة.


والمعنى: لا يُعادي المؤمنُ المؤمنةَ كزوجةٍ مثلًا، لا يُعاديها ويبغضها إذا رأى منها ما يكرهه مِن الأخلاق، وذلك لأنَّ الإنسانَ يجب عليه القيام بالعدل، وأن يراعي المعامل له بما تقتضيه حالُه، والعدل أن يُوازنَ بين السيئات والحسنات، وينظر أيهما أكثر، وأيهما أعظم وقعًا، فيغلب ما كان أكثر وما كان أشد تأثيرًا؛ لأنَّ هذا هو العدْل.


أنصحك بالتالي:
اكتبْ على ورقةٍ صفات زوجتك الإيجابية، وصفاتها السلبية، وانظرْ أي نسبة سوف ترجح؟


اكتبْ صفاتك الإيجابية والسلبية، وانظرْ أي نسبة سوف ترجح؟


أخي الكريم، أسألك وكنْ مَوْضُوعِيًّا في إجابة نفسك: هل أنت كامل؟ ألا يُمكن أن تكون زوجتك وجدتْ فيك نقصًا ما، أو سلوكًا غير محببٍ، فصمتتْ وكتمتْه؛ احترامًا لشخصك، وحبًّا لك وكرامةً، وربما لا تعنيها هذه القشورُ الخارجيةُ.


تأكَّدْ أن الصورةَ الخارجيةَ سوف تعتاد عليها مع الوقت، ولو تزوجتَ ملِكَة جمال سوف تعتاد جمالها، وتُصبح عادية عندك، ويبقى جوهرُ الرُّوح والقلب والخلق والعقل.


قلتَ: إنها تُؤَدِّي الصلوات المطلوبة - الحمد لله، دورُك الآن أن تكونَ دليلَها ومرشدَها؛ فالزوجُ هو القائدُ والمعلمُ والأخُ والأبُ، خصوصًا وأنكما في بلاد الغربة، وقد تشعر زوجتُك بفراغٍ وحدها، وغالبًا سوف يكون لديها متَّسَعٌ مِنَ الوقت، فلتستثْمِرْهُ في القراءة والاطِّلاع في كُتُب العلم والدين، وفي زيارة الجاليات الإسلامية، والتعرُّف إليهم، وتعلُّم العلم الشرعي بينهم، سجِّلْها في الجامعةِ لتُتابِع تعليمها إن كنتَ ترغب في أن تكون زوجتُك حاصلةً على شهاداتٍ عليا، وإني أعرف أشخاصًا ذهبوا إلى أمريكا فيهم ضعفٌ دينيٌّ ثم التزموا هناك، وصاروا قدوات.


المُعَوِّقات صناعةُ عُقولنا - أخي الكريم - فلا تجعل المعوقات تقف أمامك، وكل شيءٍ يُمكن إصلاحُه وترميمُه.


علاقتُها بوالِدِها سوف تَقْوى بتعزيزك ودَعْمِك، فأنت المُرشدُ والمُصْلِح - إن شاء الله.


إذا استمرَّ هذا الإحباطُ يُمكنك الزواج مِن أخرى، دون أن تتركَ زوجتك، ولكن بعد مُضِيِّ عدة سنوات من الزواج، وبعد أن تتأكَّدْ مِن حقيقة مشاعرك؛ لأن الوقت الحالي غير مناسب للحكم على صحة ما تشعر به؛ لأنك في بداية هذه المرحلة.


توسَّلْ إلى الله بالدعاء ليُلْهِمَك السداد، ويُصلح لك زوجك

وفقك الله


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 53.19 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 51.52 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.14%)]