|
ملتقى الحوارات والنقاشات العامة قسم يتناول النقاشات العامة الهادفة والبناءة ويعالج المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() الوضوح والبيان في الحوار د. محمد بن فهد بن إبراهيم الودعان (تأملات في الحوار من خلال سورة يوسف) فعند تأمل سورة يوسف -عليه السلام- نجد هذا الأدب جلياً وذلك في قوة التعبير، وحسن البيان، وجودة العرض الذي بدأ به يوسف -عليه السلام- في حواره سواء مع صاحبي السجن، أو مع ساقي الملك، أو مع إخوته، أو مع ملك مصر، وبيان ذلك في الآتي: 1- ففي حواره مع الفتيين يتضح لنا: أ- الدقة في الأسلوب والبيان والقصد في الدعوة إلى الإيمان؛ لحاجتهما إليه؛ ليكون أنجح لدعوته؛ وأقبل لهما. ب- الوضوح في اختيار الأدلة والشواهد على إفراد الله بالتوحيد، وإخلاص الدين والعبادة له. ج- مناسبة الألفاظ للمعاني، وجمال العرض، والاختصار غير المخل لتحقيق الفائدة المرجوة من هذا الحوار. د- الترغيب للطريق الذي هو عليه، والشفقة عليهم بترك الشرك واتباع الدين الذي هو إخلاص الله بالعبادة وترك ما سواه من الشرك. 2- وفي حواره مع ساقي الملك يتضح: الإيجاز في الجواب والبيان التفصيلي في المسألة المفروضة موضوع النقاش، وهي رؤيا الملك. وتأمل في قوله-عز وجل: - ﴿ وَقَالَ الَّذِي نَجَا مِنْهُمَا وَادَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ أَنَا أُنَبِّئُكُمْ بِتَأْوِيلِهِ فَأَرْسِلُونِ * يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ أَفْتِنَا ﴾ [يوسف: 45-46]. فالذي نجا من القتل -ساقي الملك- بعدما سمع حوار الملك مع حاشيته أثناء طرح الرؤيا، طلب أن يرسلوه؛ ليعبر الرؤيا، فأرسلوه، فأسرع في ذهابه، والتقى بيوسف، وقص عليه الرؤيا، فجاءت المواجهة بينهما.. فالملاحظ أن هناك جملاً طويت (حُذفت)؛ لأن مفهوم السياق يدل على ذلك، وهذا من صفات ومميزات الأسلوب القرآني الذي يقوم على الإيجاز في عرض القصص، مع الوضوح والبيان. 3- وفي حوار يوسف-عليه السلام -مع إخوته- في آخر القصة -: ﴿ قَالَ هَلْ عَلِمْتُمْ مَا فَعَلْتُمْ بِيُوسُفَ وَأَخِيهِ ﴾ [يوسف: 89]. يتضح لنا: أن يوسف -عليه السلام- خاطب إخوته بكلامٍ بيّنٍ واضح، وفيه البعد عن تكثير الكلام أو تكراره، وهذا يتضح من خلال خطابهم باستفهام التقرير، واختياره للإجابة الصريحة الواضحة. وفي هذا الحوار دلالة لبيان الأمر، وتجلية الحقيقة؛ لتصفية القلوب، وإعادة الود، وهو من كمال نصح يوسف-عليه السلام -، وعلمه، وإرشاده. 4- أما حواره مع الملك في قوله تعالى: ﴿ قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الْأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ ﴾ [يوسف: 55]. فيه صياغة لغة الحوار، حيث تميزت بالوضوح والبيان، وجمال العرض والصراحة الواضحة، والاختصار في الكلمات.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |