أخلاق.. - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4937 - عددالزوار : 2025862 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4512 - عددالزوار : 1302755 )           »          تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 909 - عددالزوار : 120314 )           »          التنمر الإلكترونى عبر الإنترنت.. إحصاءات وحقائق هامة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 41 )           »          طرق مهمة للتعامل لحماية الأطفال من مخاطر الإنترنت (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          علماء الفلك يحذرون من احتمال بنسبة 50% لاصطدام مجرتنا مع أخرى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          احم طفلك.. ألعاب إلكترونية ونهايات مأساوية أبرزها الحوت الأزرق وبابجى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          كيفية جعل أيقونات الشاشة الرئيسية لجهاز أيفون داكنة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »          كيفية تحويل ملف Word إلى PDF فى 3 خطوات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          كل ما تريد معرفته عن روبوت لوحى من أبل يشبه ايباد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 30 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى الشعر والخواطر > من بوح قلمي
التسجيل التعليمـــات التقويم

من بوح قلمي ملتقى يختص بهمسات الاعضاء ليبوحوا عن ابداعاتهم وخواطرهم الشعرية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 28-07-2022, 11:38 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,340
الدولة : Egypt
افتراضي أخلاق..

أخلاق..


موسى آل هجاد الزهراني


في زحمة الوقوف عند إشارات المرور، وفي صباح هذا اليوم المشرق، سبحتُ بفكري في قضيةٍ فكريةٍ مُعضلة، في كتب التراث، وهي فرصة للحديث مع النفس ريثما تسمح الإشارة بالعبور بعد عدة وقفات. لم يطل التفكير، بل تمزقت الأعصاب تماماً عندما رأيت سيارة فارهة تقف خلفي، وبها شابٌ أمسك بـ(منديل) ورمى به من زجاج سيارته على الأرض، وعاد ليتأمل جمال وجهه في مرآة سيارته، ويهيئ (شماغه) ليضعها على رأسه، بعد أن رشَّها بالعطر حتى رأيت رذاذه متطايراً مع أشعة الشمس.
ثم التفت إلى ابنه الصغير، وتكلم معه، فقام الشقي الصغير وفتح زجاج النافذة ورمى أيضاً بمنديله على الأرض. كدتُ أنزل وألتقطها من الأرض وأعيدها إليهما ليتأدبا؛ لكني خشيت من أمور كثيرة، لعلَّ أخفَّها أصوات منبهات السيارات لو أن الإشارة فتحت فجأة.
وهذا شخصٌ في مجلس يتكلم في مجال تخصصه، ويحمل الشهادات العليا، فيسأله سائلٌ فيجيبه إجابةً شافيةً، فيتطوع متطفلٌ ليستدرك ويجيب السائل أيضاً، وهو ليس له في هذا المجال ناقةٌ ولا جملٌ، ولا حمارٌ.
ومجلس آخر ينبري فيه أصحابُ النظرة السوداوية لينشروا غسيل بعض المشاهير التافهين، ويسردوا أخبارهم بالتفصيل حتى كأنك تراهم رأي العين. يتصدره مهذارٌ، يُعرج على كل ما يضيق الصدر من أخبار، ابتداء بنيران الأسعار،ثم بالسياسة، ويحلل ويحرم، وانتهاء بالرياضة ونقدها، ونسي أن ينظر إلى كرشه الذي ملأ الكنب!.
وآخر شعاره في الحياة (اللي في قلبي على لساني) فيجرح مشاعر هذا ، ويحتقر هذا، ويسقط قدر هذا. ولم يخبرنا أن هذا الذي في قلبه وقفز إلى لسانه هي مجموعة أخلاق تعفنت داخله فأخرجها تحت هذا الشعار، وطلب من الناس أن يخضعوا لأمره الواقع، الذي في قلبه وابتلى به لسانَه، وابتلى بلسانه عباد الله. والمصيبة إذا ابتلاك الله به ولم تجد بُدّاً من صحبته، كما قال أبو الطيب:
‌وَمِنْ ‌نَكَدِ ‌الدُّنْيَا عَلَى الْحُرِّ أَنْ يَرَى … عَدُوًّا لَهُ مَا مِنْ صَدَاقَتِهِ بُدُّ
ويقول: أنا أعطي في الوجه، ما عندي لف ودوران .. فرقٌ كبيرٌ بين الصراحة والوقاحة.
وآخر، تتحدث معه في موضوع هام تجمع حواسك كلها وأنت تتكلم، وهو يعبث في جواله، ويردد: هاه؟ هاه؟. حتى تتمنى أن تنشق الأرض وتبلعك عقوبة لك لجلوسك معه.
وآخر، لا يحلو له ذكر آفات الحشرات التي يجدها بعضهم في الطعام؛ إلا إذا جلس الناس على صحون الذبائح؛ فيتفنن في سرد حكايات المطاعم التي عليها ملاحظات، وأكلها قذر، أكرمكم الله، ويذكر بالتفصيل المقزز تلك القصص التي تقشعر منها الأبدان، ولم يكلف نفسه أن يرفع رأسه أثناء انهماكه في الأكل بشهية مفرطة لينظر في وجوه الجالسين معه على الصحن ليقرأ فيها شدة الاستياء والتضجر.
وآخر؛ يصلح أن يُطلق عليه (الهذار الموسوعي)، فلا يجلس في مجلس حتى يخوض في كل بحر، في السياسة، والدين، والاقتصاد، والفكر، والعلاقات الدولية العظمى، وهو لا يفقه في هذه الأمور كلها شيئاً. ويُغلف هذا كله بالطعن في نيات العباد، والتشكيك فيها.

وآخر، لم يرزقه الله حسن الاستماع، فهو لا يستمع إلا لنفسه، فإذا ما تكلم أحدٌ، قال: (من غير مقطوع لكلامك، وكلامك على متمّه) ثم يمسك هو بزمام الحديث الذي لا طعم له ولا لون ولا رائحة، حتى يمل من يجالسه، ويسكتوا فيظن أنهم إنما سكتوا إعجاباً بهذره، فيتمادى حتى تبلغ الروح الحلقوم!.
هذه كلها أخلاق؛ لكنْ أيُّ أخلاق هذه؟!.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 58.47 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 56.75 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.94%)]