في وحل "الجوكر" - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 859 - عددالزوار : 118885 )           »          شرح كتاب الحج من صحيح مسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 56 - عددالزوار : 40216 )           »          التكبير لسجود التلاوة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 42 )           »          زكاة التمر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 30 )           »          صيام التطوع (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          كيف تترك التدخين؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 33 )           »          حين تربت الآيات على القلوب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 33 )           »          تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 3096 - عددالزوار : 367034 )           »          تحريم الاستعانة بغير الله تعالى فيما لا يقدر عليه إلا الله جل وعلا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 39 )           »          فوائد ترك التنشيف بعد الغسل والوضوء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 33 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى الشعر والخواطر > من بوح قلمي
التسجيل التعليمـــات التقويم

من بوح قلمي ملتقى يختص بهمسات الاعضاء ليبوحوا عن ابداعاتهم وخواطرهم الشعرية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 27-07-2022, 04:24 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,235
الدولة : Egypt
افتراضي في وحل "الجوكر"

في وحل "الجوكر"
د. زهرة وهيب خدرج


أقسم لكم أنني لستُ مُجرمًا، أرجوكم صدقوني؛ فأنا ابنُ عائلة محترمة، والداي ربَّياني على الدين والأخلاق الفضيلة، إلا أنني انزلقتُ في وحل "الجوكر" دون أن يكونَ لي علمٌ بأي شيء عنه، ودون أن أعرف أن ضحيته مِن الممكن أن تقتل أو تغتصب أو تسرق أو تفعل أي شيء وهي مسلوبة الإرادة تمامًا!

كانتْ بدايتي معه عندما رسبتُ في الثانوية العامة في أربع مواد، أظلمت الدنيا في وجهي، هربتُ مِن الحياة، ومن البيت، وحتى من نفسي، وتوقفتُ عن أداء الصلاة، وغدوتُ عصبيًّا جدًّا، وعنيفًا، وكثير التدخين، وأخذتُ أمضي جل وقتي مع الشلة، وأرفض أن يتدخلَ أحد مِن أفراد أسرتي فيَّ أو في عودتي للبيت، وأمام عنادي وعنفي قاطعني والداي، وتجنبني إخوتي وأخواتي، ولكنني تماديتُ في سلوكياتي التي انحرفتُ عما نشأتُ عليه.

دخل والدي المشفى بسبب ارتفاع ضغط دمه، فذهبتُ إليه فرفض الحديثَ معي ورفض مصافحتي، وخيَّرني بين أن أتراجعَ عن سلوكياتي المنحرفة وأبحث عن عملٍ، أو ألا أعود للبيت مرة أخرى، فحزنتُ جدًّا، وهمتُ على وجهي في الطرقات، التقيتُ بصديق طفولة، استغرب لحالي، ودعاني للسهر معه في سقيفة تبعد قليلًا عن البلدة، ذهبتُ معه دون تردد، تناولتُ معه العشاء، وشربنا الشاي، حاول التخفيف عني، إلا أن مزاجي لم يكن في حالة جيدة، كعادتي في الفترة الأخيرة..

فتح أغنية وطلب مني أن أرقصَ معه، رفضتُ، فأخرج صندوقًا صغيرًا موضوعًا تحت سرير في زاوية السقيفة، تناول منه كيسَ نايلون ملونًا بألوان صارخة، ومرسومًا عليه صورة مهرج، فتح الكيس وأخذ منه مادة عشبية جافة خضراء اللون، وضع قليلًا منها على رأس الأرجيلة التي أشعلها دون أن يكون داخلها ماء، أخذ يسحب منها دخانًا بملء رئتيه، ثم أعطاني إياها قائلًا: اسحبْ، ولاحظْ كيف سيتعدل مزاجك، وادعو لي بعدها!

بدأتُ أسحب منها أنفاسًا، ومع النَفَس الثاني شعرتُ بدوار في رأسي، وسيطر عليَّ شعور بالراحة والسعادة والاسترخاء، وأحسستُ بزيادة مفاجئة في الطاقة، وتدفقت الحرارةُ داخل جسمي، وسيطر عليَّ شعور بأنني شديد القوة لا يمكن قهري، وشعرتُ حينها برغبة عارمة في الرقص، طلبتُ منه أن يرفع صوت الأغنية لنرقص معًا، وقفتُ، ولم أستطع الحفاظ على توازني، فوقعتُ أرضًا، وبعد محاولات عدة استويتُ واقفًا، وأخذنا نسحب الأنفاس من الأرجيلة ونرقص ونرقص بسرور وسعادة، لا أدري كم أمضينا من الوقت ونحن على هذا الحال، لم أنتبه إلا والشمس تكاد تحرق وجهي من شدة الحر، فتحتُ عيني فإذا صديقي مُستَلْقٍ على الأرض في جهة، وأنا مستلقٍ في الجهة الأخرى، رتبتُ ملابسي وأيقظته، وقفلتُ راجعًا إلى البيت.

علمتُ أن والدي أُصيب بجلطة دماغية وهو الآن غائبٌ عن الوعي في العناية المُرَكَّزة في المشفى، أسمعتني والدتي كلامًا قاسيًا، وتمنَّتْ أن أثبتَ لها بأنني رجل أتحمل مسؤولية نفسي ومسؤولية البيت، خاصة في هذا الظرف الصعب الذي تحتاج فيه أسرتي لرجل يقوم بشؤونها، وطلبتْ مني أن أعود إلى الله، وأن أبحثَ عن عمل بدلًا من إضاعة وقتي مع أصدقاء السوء.

أجبتُها بعنفٍ على طلباتها، وتلفظتُ بكلام بذيء، واتهمتُها بأنها لا تحس بي، وبأنها وأبي مقصران في حقي، وعدتُ أدراجي من حيث أتيتُ.

طلبتُ من صديقي أن يشعل الأرجيلة، ويضع فيها المادة نفسها التي وضعها بالأمس، لكنه أخبرني بأن الحصول عليها لا يتم إلا من خلال مبلغ قليل مِن المال، ومشكلته أنه لا يملكه، وطبعًا أنا أيضًا لا أملك هذا المال!

قمتُ وإياه بسرقة بيت عجوز تعيش في طرف البلدة، فحصلنا على مصاغها، وبعناه بمبلغ جيد، اشترينا منه طعامًا ودخانًا، والمادة التي أخبَرني بأن اسمها "الجوكر"، وأشياء أخرى نحتاجها.

لم أعُدْ أقوى على البقاء بدون الأرجيلة يوميًّا، بل أصبحتُ أحتاج لها عدة مرات في اليوم، وفي ذات ليلة سحبتُ رأسًا كاملًا من الأرجيلة وحدي، وبشكل متواصل، وفجأة بدأتُ أرى صديقي وكأنه يهم بقتلي، لم أشك في ذلك، كان يحمل سكينًا بيده يُهددني بها، أمسكت بيده، لويتُها، حتى سقطت السكين أرضًا، فتناولتُها وطعنتُه بها طعنات عدة في بطنه، شاهدتُه يسقط على الأرض!

خفتُ أن يلحق بي ويجهز عليَّ، فأمسكتُ بشعره وأخذت أجز رأسه، لم آبه لمنظر الدم يَنساب من عنقه، ولم أزلْ به حتى فصلتُ رأسه عن جسده، ألقيتُ الرأس في الخارج، وتركتُ الجسد مكانه، ووليتُ هاربًا.

أحسستُ بالشرطة تلاحقني، فأخذتُ أركض بأقصى سرعة أستطيعها وأهرب مِن مكان إلى آخر، وكلما توقفتُ لالتقاط أنفاسي سمعتُ صوت صافرة الإنذار يَنطلق من سيارات الشرطة! هربتُ، ركضتُ كالمجنون، عبرتُ الشارع، شاهدت سيارات بعيدة جدًّا، وأكدت لنفسي بأنني أستطيع أن أعبر الشارع وأهرب مِن الشرطة قبل أن تصلني إحداها، ودون أن أدري كيف حدث ذلك بالضبط صدمتني سيارة قادمة، لم أفُقْ لنفسي إلا وأنا مُقيَّد في سرير بحراسة الشرطة، تحيط بي شراشف بيضاء فأدركتُ أنني في المشفى!

بعد أن بدأتُ أتماثل للشفاء، وجهوا لي تهمة تعاطي مادة "الجوكر" وقَتْل صديقي وقطع رأسه!

أخبرتُهم بأنه كان يهم بقتلي، ولهذا قتلتُه، لكن الضابط أخبرني خلال التحقيق أن الطبيبَ الشرعي أكد أن صديقي مات وهو في وضعية دفاع عن النفس وليس في وضعية هجوم! وأخبرني أن هذه المادة التي كنتُ أدخنها هي السبب في الأشياء التي كنتُ أراها وأسمعها، والتي لم تكن موجودة حقيقةً؛ لأن المادة الموجودة في تلك السجائر تُسَبِّب الهلوسة لِمَن يَتعاطاها، فيتصور متعاطوها وجود أشياء غير موجودة، فلم يكنْ هناك شرطة تُطارني عندما صدمتني السيارة، وكانت السيارة التي صدمتني قريبة مني عندما عبرتُ الشارع بسرعة، وليس كما صوَّر لي هذياني أنها بعيدة جدًّا!


أتمنى الآن لو يرجع بي الزمن إلى الوراء، فأتوب إلى الله، وأطلب العفو مِن والديّ، وأبتعد عن طريق "الجوكر" وأصدقاء السوء، ولكن للأسف ما فات لا يعود، ولا أدري إن كان القاضي سيحكم بإعدامي، أم أنه سيتسامح معي فأقضي بقية عمري في السجن.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 62.91 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 61.19 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.74%)]