طلبت الطلاق خوفا على ابنتي

[ابوالوليد المسلم]

طلبت الطلاق خوفا على ابنتي
أ. أمل العنزي

السؤال:

♦ ملخص السؤال:
سيدة متزوجة، وزوجها يعمل خارج البلاد، ولا يهتم بها، ومع ذلك يتدخل في شؤونها، وجدتْه يشاهد الأفلام الإباحية، ويصاحب الفتيات ويواعدهنَّ، وتريد الطلاق.

♦ تفاصيل السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا سيدة متزوجةٌ منذ عامينِ، في منتصف العشرينيات من عمري، زوجي يعمل خارج البلاد، وليس مهتمًّا بنا، سواء أكان هنا أو في الخارج، حتى في الأمور المادية لم يكن مهتمًّا بنا، بل كان أبي هو الذي يتكفل بها.

سافرتُ معه ولم أرَ منه عيبًا في البداية، ومع مرور الوقت كان يتخذ كل القرارات وحدَه، ويلومني إذا أخطأ، بل يتعامَل معي وكأني لا وجود لي، يتدخَّل في شؤوني، ويفرِض عليَّ صديقاتي.

حملتُ، وحزنتُ في البداية؛ لعلمي أنني مَن سيحمل الحملَ وحدي، وهو لن يتحمَّل المسؤولية، وبالرغم مِن ذلك كنتُ لا أرغمه على شيءٍ، وأرضى بالقليل، ولا أعجزه بأمور لا يستطيعها، مع احترامي وتقديري له؛ فلا أرفع صوتي عليه، وأقوم بكلِّ واجباتي، وبالرغم مِن كل ذلك لا يرحمني، صبرتُ واحتسبتُ أمري عند الله.

كما أني رأيتُه يفعل العادة السِّرية، وعندما علم بذلك ضرَبني وأنا حامل أشدَّ ضربٍ! ثم أخبرتُ أمي بما حصَل، فذهبتْ إلى أمِّه، وكلمتْها بكلِّ أدبٍ ولَباقةٍ، وطلبتْ منها أن ترشدَ ابنها وتنصَحه، ومكثتُ عند أهلي فترة.

سافر وعاد، وتكلَّمتُ معه بكلِّ وضوحٍ، فأقْسَم بأنَّه تغيَّر، وأنَّ حياتنا ستكون أسعدَ، ورجعتُ بعدها، لكني أعلم أنه كاذبٌ ولم يتغيرْ، أخذتُ هاتفَه، ورأيتُ أنَّه يتحدَّث مع فتاةٍ على مواقع التواصل الاجتماعي ويُغازلها ويُواعِدها!

أثار في قلبي اليأس، وأخبرتُه بحُرْمَة ما يفعلُه، وتشاجَر معي مُشاجَرةً كبيرةً، ثم فتحت التلفاز فوجدتُ قنوات الفُحش بالجهاز، فمحوتُها وأنا أبكي، وظللتُ أدعو له سرًّا بأن يهديه الله، وتكلَّمتُ معه في الموضوع وهو يُنكر!

دخلتُ على بريده، ورأيتُ الفواحش؛ نساءً عاريات، وفيديوهات إباحية ساقطة، فدعوتُ اللهَ أن يُخَلِّصني مِن خُبثِه، وزدتُ إصرارًا على أنه ليس صالحًا، ولا ينفع أن أكملَ حياتي معه.

رفعت دعوى في المحكمة، وحصلتْ مشكلات كثيرة في المحكمة سب فيها أمي، وتوعدها، ويريد أخذ ابنتي.

أخبروني ماذا أفعل؟ وهل أصر على الطلاق أو أتراجَع؟

الجواب:

بسم الله، والحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله، وعلى آله وصحبه وسلَّم تسليمًا كثيرًا.

عزيزتي، أسأل الله أن يُفَرِّجَ همك ويهديك لما فيه صلاح أمرك.

أولًا: لا تلومي نفسَك على عدم اختيارك أبًا صالحًا لابنتك؛ فأنتِ لا تعلمين الغيبَ، والزواجُ قسمة ونصيب، وهذا أمرٌ قد قدَّرَهُ الله عليك وعلى ابنتك.

ثانيًا: يبدو لي أن زوجَك قد تأصَّلَتْ لديه تلك العادات السيئةُ، وقد استسلم لها، وألِفَها، ولم يُبْدِ تجاوُبًا أو استعدادًا لإصلاح نفسه، كما أنَّ سبَّه وشتمه وعدم احترامه لوالديك يدُلُّ على سوء خُلقه و تربيته، وعدم نُضجه مِن الناحية الانفعالية.

ثالثًا: لقد منحتِه الكثيرَ مِن الفرَص، والتمستِ له الأعذار، وأحسنتِ مُعامَلَتَهُ وأهله، وأرى أنك فعلتِ ما في وسْعِك لإصلاحه وإنقاذ زواجكما، فلا تلومي نفسك أبدًا، فقد اتخذتِ القرارَ الصائب - بإذن الله - والحمدُ لله أنك اتَّخَذْتِ قرارك، ولديك طفلة واحدة وليس أكثر، كما أنَّ استمرار حياتك مع شخصٍ كهذا لا يضمن لطفلتك الجوَّ النفسيَّ الآمن والتربية السليمة.

أسأل الله العليَّ العظيمَ أن يُعَوِّضكِ خيرًا مما فاتك، ويكتبَ لك التوفيق في حياتك