السنة الفعلية من حيث التطبيق - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         في نهاية عامكم حاسبوا أنفسكم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          بداية العام الهجري وصيام يوم عاشوراء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          أهمية المسؤولية في العمل التطوعي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          هدايات من قصة جوع أبي هريرة رضي الله عنه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          عمود الإسلام (22) قسمت الصلاة بيني وبين عبدي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 3099 - عددالزوار : 375627 )           »          تحريم الحلف بملة غير الإسلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          بلاغة قوله تعالى: (ولكم في القصاص حياة)، مع موازنته مع ما استحسنته العرب من قولهم: "ا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          الإسلام كفل لغير المسلمين حق العمل والكسب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          أكثر من ذكر الله اقتداء بحبيبك صلى الله عليه وسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام > فتاوى وأحكام منوعة
التسجيل التعليمـــات التقويم

فتاوى وأحكام منوعة قسم يعرض فتاوى وأحكام ومسائل فقهية منوعة لمجموعة من العلماء الكرام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 16-07-2022, 03:51 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,776
الدولة : Egypt
افتراضي السنة الفعلية من حيث التطبيق

السنة الفعلية من حيث التطبيق


إدريس أحمد


نقصد بالتطبيق هنا الاتيان بمثل ما ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم تماما في الصورة والصفة، ويشمل هذا أقواله وأفعاله وأحواله، وأصل هذا التطبيق يرجع إلى قول الله تعالى: (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا) الاحزاب: 21، وقد دلت هذه الآية على فضل الائتساء بالنبي صلى الله عليه وسلم ووجوبه، وحددت موضع الائتساء، وهو ذات الرسول صلى الله عليه وسلم ، دون وصف خاص؛ ليشمل عامة حياته، لذلك اختار المفسرون أن هذه الآية أصل كبير في التأسي برسول الله صلى الله عليه وسلم في أقواله وأفعاله وأحواله.
وهذا الامتثال أمر تعبدي، يترتب عليه الثواب الموعود، وهو الجزاء المقيم في الآخرة حين يتحقق فيه وصف القربة، والمحبة، وهما شرطان في اعتبار أي فعل عبادة، يقول ابن تيمية: إن العبادة تتضمن معنى الذل ومعنى الحب، فهي تتضمن غاية الذل لله بغاية المحبة له، لذلك يعتبر التطبيق الفعلي للسنة النبوية من الطاعات التي يؤجر عليها المكلف، حين يتوفر فيه الوصفان، وهما القربة والمحبة.
وإذا كان الأمر بالمتابعة موضعها هو ذات رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فإن ذلك يتضمن بلا نزاع أقواله وأفعاله وتصرفاته وإشاراته، وتقريراته، وتروكه صلى الله عليه وسلم ، وهو ما عبر عنه العلماء بالسنة، وحكم التأسي بها إجمالا الإيجاب، لأنها أصل من أصول الدين، وهي حجة على جميع المسلمين، بل حجيتها في مقام التشريع ضرورة دينية، لا يخالف في ذلك إلا من لا حظَ له في دين الإسلام، وهذا اختيار الشوكاني.
لكن موضوع السنة المطهرة واسعة المدارك، تشمل الأقوال، والجانب الأكبر من الأفعال، واخترنا في هذا المقال أفعال رسول الله صلى الله عليه وسلم ، لأن باب الأفعال أوسع من باب الأقوال، وفي حق الرسول الله صلى الله عليه وسلم تشمل جميع حياته، لذلك نال هذا الجانب اعتناء بالغا. ناهيك أن الأفعال تخضع للتغيرات والمؤثرات المختلفة حسب الظروف المحيطة بها، والرواة من الصحابة رضوان الله عليهم يروون ما شاهدوه، فكان سببا لكثرة رواية الأفعال من الأقوال، مما صعب عملية ضبط السنن الفعلية من القولية، لذلك يقولون: إن الأفعال لا عموم لها.
ثم إذا أمعنا النظر في أحوال المسلمين من هذا التاسي، نرى بعضهم يوسع فيه دون مراعاة الأصول والقواعد، ويضيق آخرون تضييقا يروح بعض السنن الواجبة بدعوى أن الأصل في تطبيق السنن الفعلية الندب، – أي: جواز الفعل أو الترك -، وأن دلالة الفعل بالنسبة لهم أضعف من القول.
وهذه الأسباب تستوجب شرح أفعال الرسول صلى الله عليه وسلم من حيث التطبيق، بما يقترن بصحة الفهم والرحمة بعيدا من التشدد والتكلف والانفضاض، فقد صدق المولى سبحانه حين يقول: (فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ) آل عمران: 159.
وإن أفعال رسول الله صلى الله عليه وسلم منها ما يظهر فيه قصد القربة والتعبد، ومنها ما كان محتمل القربة، وإن خفيت علينا، ومنها ما ليس كذلك. وتتفرع من هذه القاعدة أقسام السنة الفعلية من حيث التطبيق أو عدمه:
أما ما يظهر من فعله صلى الله عليه وسلم القربة والتعبد وكان معلوم الحكم فالأمة مندوبون إلى امتثاله، ولهذا ثلاثة أنواع:

1- أفعال يظهر منها قصد القربة وكان حكمها الوجوب، فهو واجب الاتباع والتأسي، مثل حق قرى الضيف ليوم واحد.
ويلحق بهذا النوع ما وقع بيانا لأمور العبادات، أو تشريعا لحكم جديد، مثل الصلاة والزكاة والحج والصيام وإقامة الحدود، والتيمم والمسح وغيرها، فإن فعله في هذه الحالة دليل من غير خلاف، وهو واجب الاتباع.

2- أفعال يظهر فيها قصد القربة وكان حكمها الندب، أو لا يعلم حكمها، فاستحب اتباعه ﷺ فيها، لكن ما علم حكمه آكد مما لم يعلم. مثاله: رفع اليدين عند التكبير في الصلاة، وافتتاحه الرسائل بكلمة “بسم الله الرحمن الرحيم“.
3- أفعال يحتمل فيها قصد القربة وإن لم يظهر، مثل المبيت بمنى ليلة عرفة، ونزوله في حجته بذي طوى، فحكمها جواز المتابعة.
وأما الأفعال التي لا يظهر فيها قصد القربة فيمكن النظر فيها من هذه النواحي:
1- أفعال يكاد يقطع فيها بخلوها من القربة، كهيئة وضع أصابع اليد اليمنى في التشهد أو موضع اليدين في الصلاة، والقبلة للصائم.
ويلحق بهذا الصنف ما احتمل أن يخرج من الجبلية إلى التشريع بأن واظب عليه في حياته، كهيئاته في الأكل والشرب والنوم والمشي، ومعاشرة نسائه، فحكم هذا النوع الاستحباب حسب الاستطاعة، لما في ذلك من تدريب النفس الجموح وتمرينها على أخلاق صاحب الشرع لتعتادها، فقد قال الماوردي: “في هذا النوع التأسي أبرك من المخالفة”، غير أن هذه الدرجة أدنى من الدرجات السابقة.

وعلى هذا يحمل تتبع عبد الله بن عمر رضي الله عنه آثار الرسول ومواظبته عليها دون نكير، حتى قال عنه نافع مولى ابن عمر عنه: “لو نظرت إلى ابن عمر إذا اتبع آثار رسول الله لقلت: هذا مجنون”.
2- أفعال وقعت منه جبلة، وهي في العادة لا تتعلق بها العبادات ولا يظهر منها قصد القرب، نحو قيام وقعود ونوم وقيلولة تحت الشجرة، وتناول مأكول ومشروب معلوم حله، وأكل الحلو البارد، وأكل اللحم من الكتف. وهذا القسم لا نزاع في كونه على الإباحة بالنسبة إليه وإلى أمته، ويرى أبوشامة، أنه لا دليل يدل على أنه يستحب للناس كافة أن يفعلوا مثله، بل إن فعلوا فلا بأس، وإن تركوا فلا بأس، ما لم يكن تركهم رغبة عما فعله صلى الله عليه وسلم .
3- أفعال خصوصية، وهي التي تصدر عنه، وثبت بدليل واضح أنها من خواصه، كإباحة الزيادة على أربع في النكاح، ووجوب قيام الليل، وجواز الوصال، وأن تركته صدقة من بعده، فما كان منها من باب المباحات له فلا يجوز التأسي به فيها، وما كان من باب الواجبات عليه فتقع مستحبة في أمته كالضحى، والاضحى والوتر، والتهجد والمشاورة وغيرها. وما كان من المحرمات عليه فيستحب تركها للأمة، مثل أكل ما له رائحة كريهة، وأكل الزكاة.
وبهذا التقسيم يتبين أن أفعال الرسول صلى الله عليه وسلم من حيث التطبيق بالنسبة للأمة ليست على حالة واحدة، ولا يجوز إجراؤها على حكم واحد، ولكنها درجات حسب ما سبق، ويجب أن نفهم السنة الفعلية في هذا الإطار، ونراعي قصد الشرع منها، وهو القربة والمحبة والتأسي والرحمة.








__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 50.06 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 48.39 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.34%)]