إن الأرض لا تقدِّس أحدًا - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 869 - عددالزوار : 119295 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4936 - عددالزوار : 2024309 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4511 - عددالزوار : 1301549 )           »          شرح كتاب الحج من صحيح مسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 56 - عددالزوار : 40262 )           »          التكبير لسجود التلاوة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 51 )           »          زكاة التمر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 35 )           »          صيام التطوع (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 34 )           »          كيف تترك التدخين؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 44 )           »          حين تربت الآيات على القلوب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 44 )           »          تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 3096 - عددالزوار : 367134 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى الشباب المسلم
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الشباب المسلم ملتقى يهتم بقضايا الشباب اليومية ومشاكلهم الحياتية والاجتماعية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 15-07-2022, 04:03 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,245
الدولة : Egypt
افتراضي إن الأرض لا تقدِّس أحدًا



إن الأرض لا تقدِّس أحدًا









كتبه/ وائل رمضان


الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فإن من المعاني العظيمة التي أكّدها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وقرَّرها في حجة الوداع أنَّ التفاضل بين الناس إنما هو بتقوى الله -عز وجل-، لا بأيِّ أمر آخر كما قال الله -عز وجل-: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ"، وعلى قدر تفاوت الناس في التقوى تكون منازلهم عند الله تعالى.

وعَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ أَنَّ أَبَا الدَّرْدَاءِ -رضي الله عنه- كَتَبَ إِلَى سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ -رضي الله عنه-: "أَنْ "هَلُمَّ إِلَى الأَرْضِ الْمُقَدَّسَةِ"؛ وكان أبو الدرداء يقيم في بيت المقدس آنذاك، وكان النبي -صلى الله عليه وسلم- قد آخى بينهما حين هاجر -صلى الله عليه وسلم- للمدينة، فَكَتَبَ إِلَيْهِ سَلْمَانُ -رضي الله عنه- قائلًا: "إِنَّ الأَرْضَ المقدَّسَة لا تُقَدِّسُ أَحَدًا، وَإِنَّمَا يُقَدِّسُ الإِنْسَانَ عملهُ!".

ما أجمل هذا الرد من سلمان -رضي الله عنه- الذي يدل على فهمه وفقهه لقيمة العمل! فَنَسَب الإنسان ومكان إقامته لا يُطهّره ولا يرفع مكانته وقيمته عند الله -تعالى-، وإنما الذي يُطهّره ويزكيه ويعلي مكانته هو الإيمان والعمل الصالح، وهذا الفهم هو منهج الإسلام الصحيح.

إنَّ الله -تعالى- حين أنْزَلَ: "وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ"، قَامَ رَسولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فقالَ: "يا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ -أوْ كَلِمَةً نَحْوَهَا- اشْتَرُوا أنْفُسَكُمْ؛ لا أُغْنِي عَنْكُمْ مِنَ اللَّهِ شيئًا، يا بَنِي عبدِ مَنَافٍ، لا أُغْنِي عَنْكُمْ مِنَ اللَّهِ شيئًا، يا عَبَّاسُ بنَ عبدِ المُطَّلِبِ، لا أُغْنِي عَنْكَ مِنَ اللَّهِ شيئًا، ويَا صَفِيَّةُ عَمَّةَ رَسولِ اللَّهِ، لا أُغْنِي عَنْكِ مِنَ اللَّهِ شيئًا، ويَا فَاطِمَةُ بنْتَ مُحَمَّدٍ، سَلِينِي ما شِئْتِ مِن مَالِي، لا أُغْنِي عَنْكِ مِنَ اللَّهِ شيئًا".

وعن أبي هريرة -رضي الله عنه-: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "موقفُ ساعةٍ في سبيلِ اللهِ خيرٌ من قيامِ ليلةِ القدرِ عندَ الحَجرِ الأسوَدِ"، وفي الصحيح عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: "إذا فسَد أهلُ الشَّامِ فلا خيرَ فيكم"، وفي هذه الأحاديث إشارة قوية إلى أنَّ العبرة في البلاد إنما هي بصلاح السكان، وليس بشرف المكان.

تُرَى: هل يستوي المسلم العامل المجتهد في عمله، وعلمه، وخلقه، ودعوته، وسعيه بالمعروف بين الناس، بذلك المعتزل المعتكف في مكة أو المدينة الذي آثر مجاورة الأماكن المقدسة بالهدوء والدعة على الجهاد في سبيل الدعوة إلى الله، وإصلاح المجتمعات؟!

ألم يقل النبي -صلى الله عليه وسلم-: "الْمُؤْمِنُ الَّذِي يُخَالِطُ النَّاسَ، وَيَصْبِرُ عَلَى أَذَاهُم، أَعْظَمُ أَجْرًا مِنَ الَّذِي لَا يُخَالِطُهُمْ، وَلَا يَصْبِرُ عَلَى أَذَاهُمْ"؟!

إنَّ أرض المسلم التي تُقدّسه وتُعلي مكانته هي تلك الأرض التي يكون فيها أطوع لله ورسوله، ويتمكن فيها من عبادة ربه، ويتمكن فيها من نشر دعوته بين الناس، وإخراجهم من الظلمات إلى النور.


قال الشيخ الألباني -رحمه الله-: "هذه حقيقة لا ينبغي أن نغفل عنها، وليس القصد بطبيعة الحال أن نحط من فضل البلدان التي شرَّفها الله -تعالى-، ولكن أريد لنفسي ولإخواني ألا نغتر بالنسب سواء كان هذا النسب نَسَبًا إنسانيًّا أو كان نَسَبًا بلديًّا إذا صَحَّ هذا التعبير".




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 59.21 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 57.49 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.90%)]