ردوا إلي عيني! - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1430 - عددالزوار : 141366 )           »          معالجات نبوية لداء الرياء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          التربية بالحوار (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 39 )           »          صور من فن معالجة أخطاء الأصدقاء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »          في صحوةِ الغائب: الذِّكر بوابة الحضور (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »          آيات السَّكِينة لطلب الطُّمأنينة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: (العليم, العالم. علام الغيوب) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 35 )           »          سبل إحياء الدعوة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »          التساؤلات القلبية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          الحب الذي لا نراه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى الشعر والخواطر > من بوح قلمي
التسجيل التعليمـــات التقويم

من بوح قلمي ملتقى يختص بهمسات الاعضاء ليبوحوا عن ابداعاتهم وخواطرهم الشعرية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 28-06-2022, 09:19 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,204
الدولة : Egypt
افتراضي ردوا إلي عيني!

ردوا إلي عيني!


عبدالحميد محمد العمري




(قصة من الواقع)




كان يدخل إلى القسم شاردًا، لا يكاد يرى شيئًا مما حوله، وكانت أستاذته تضيق من شروده، فكانت تصرخ في وجهه مرةً بعد مرة، فإذا صرخت في وجهه بادلها صرخةً بصرخة، ثم عاد إلى ذهوله وعالَمه!


وذاتَ يوم لمحت في يده اسم فتاة مكتوبًا بدمه؛ نقش اسمها في جسده نقشًا لا يُمحى: "خديجة، أنت حياتي ولن أنساك أبدًا"، فأدركت سبب شروده؛ لقد هام بفتاة ما هُيامًا كاد يُفقدُه عقله!


أخبرت المدير فاستدعاه إلى مكتبه، وحاول أن يعرف منه قصة الحب تلك؛ لكنه لم يَبُحْ له بشيء؛ فغضب المدير، فنزع عنه ثيابه، فوجد الاسم كما وصفت الأستاذة، وعاد يسأله عنه، فلم ينبس ببنت شَفَة، وزاد غضب المدير، فأخذ منه هاتفه ومحفظته، وأخذ ينظر فيها، فوجد صورًا لفتاة في ريعان الشباب جميلة جذّابة.


فانهال على التلميذ ضربًا وسبًّا وشتمًا.. من هذه التي فعلتْ بك كل هذا؟ أيصل الحب بك أن تجرح نفسك جرحًا عميقًا من أجل فتاة؟!


كانت خارجَ المكتب عاملة من عاملات النظافة.. سمعت الصياح والضرب والشتم، فأخذت تطرق الباب فلم يفتح لها أحد، فأخبرت عاملاً آخرَ فجاء معها واقتحما الباب عليهما، فإذا التلميذ في حالة يُرثى لها؛ لا يملك لنفسه إلا البكاء!
والمدير ماضٍ في ضربه، والفتى لا يدفع عن نفسه شيئًا إلا بدموعه، وهو القويُّ البِنْيَةِ، المفتولُ العضلاتِ، لو فكَّر في مواجهة المدير لكانت ضربة واحدة منه كافيةً لنقل مكتب المدير إلى غرفة من غرف المستشفى!
أمسكت العاملة بيد المدير فدفعها عنه دفعًا أوقعها على الأرض، فقامت إليه من جديد، وقالت له: دعني أشرحْ لك!


فقال: إنما جئتِ تدافعين عن ابن قريتك كعادتك!! فأجابته باكية: لا والله، دعني أشرحْ لك، واسمع مني ثم احكم!
فتوقَّف والتفت إليها صارخًا: أتعرفين هذه الفتاة التي نقش اسمها في جسده؟ وناولها صورة من تلك الصور التي وجدها في محفظته.
فأجابته: نعم.. إنها أمُّه!
ومادت الأرض بالمدير، وجثا على ركبتيه، وقال: كيف ذلك؟


فقالت: إنها أمُّه، ماتت وتركته وإخوته صغارًا، وتزوَّج أبوه امرأة أخرى، عذَّبتهم عذابًا شديدًا، وأخرجتهم من بيت أبيهم، فأسكنهم في غرفة هامشية ليس فيها أدنى شروط الحياة، وهذه الصورة لأمه بعد زواجها!
زلزلت الكلمات المدير زلزالاً شديدًا، فأخذ يبكي بكاء شديدًا بصوت يسمعه كل من حوله!


هنا فقط تحدَّث التلميذ الشارد فقال: إني أرى صورتها في كل مكان.. أراها في السَّبُّورة وفي الدفتر وفي القسم وفي المقعد، كيف تريدني ألَّا أكون شاردًا وأنا لا أرى شيئًا؟! وكيف سأحس بالألم حين أنقش اسمها في جسدي؟! إنَّ أَلَم فقدانها أشد عليَّ وأقسى! لقد عشنا في الجنة في حياتها فلما ماتت نقلنا إلى الجحيم! كيف لا أكون شاردًا؟ كيف؟! ردُّوا عليَّ أمي كي يعود لي بصري، ثم حاسبوني بعد ذلك إن شردت!





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 47.47 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 45.80 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.52%)]