|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() لديه مشكلة جنسية فهل أقبله خاطبا؟ أ. مروة يوسف عاشور السؤال: ♦ ملخص السؤال: فتاةٌ تقدَّم شابٌّ لخطبتها، لكنها ليست مرتاحةً له؛ فالقدرة الجنسيَّة عالية عنده، وهو يُمارس العادة السرية، وتسأل: هل تقبله أو لا؟ ♦ تفاصيل السؤال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أنا فتاةٌ تقدَّم شابٌّ لخطبتي، لكني لستُ مرتاحةً له؛ فقدرته الجنسية عالية، ولا يستطيع كبْحَ جماحها، كما أنه يُمارس العادة السرية كثيرًا، علمًا بأنه مُطلِّق. فانصحوني ماذا أفعل؟ الجواب: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. أسأل الله تعالى أن يرزقكِ رجلًا صالحًا طيبًا تقيًّا يُحسِن إليكِ، ويكون عونًا لكِ على الطاعة.. آمين. عن أبي هريرةَ - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: ((إذا خَطَب إليكم مَن ترضَون دينَه وخُلُقَه؛ فزوِّجوه، إلا تفعلوا تكنْ فتنةٌ في الأرض، وفساد عَرِيض))؛ رواه الترمذيُّ، وابن ماجه، وحسَّنه الألباني. فالواجبُ أن تنظرَ الفتاةُ إلى دين الرجل وخُلُقه؛ لترى أهليته للزواج، ومدى صلاحِه لها، ثم لها أن تنظرَ بعد ذلك في سائر ما تُحِبُّ مِنْ صفاتٍ؛ كالنَّسَب، والحالة المادية، ولها أن تنظرَ إلى الخاطب؛ لتعلم هل يحصل القبول أو لا؟ وفيما ذكرتِ لا أرى ما يشجِّع على الاقتران بهذا الشابِّ؛ فترْكُ الصلاة، والثورانُ الدائمُ للشهوة، واقترافُ ما حرَّم الله - كلُّ ذلك لا يُشَجِّع على الاقتران به، وحتى لو اقتربتِ مِن الثلاثين، ذلك العُمر الذي تفكِّر فيه الفتاةُ وتخشاه، وتتنازل كما لم تفعلْ مِنْ قَبْلُ، ولا أرى ما يمنعها مِنَ التنازل إلا أن يكونَ في الدين! أيتها الفاضلة، لا أعلم حالةً في الشَّرْع يجوز فيها لرجلٍ أو امرأة تَرْكُ الصلاة، ولو كان طريحَ الفراش لا حراك له! ولو كان أصمَّ أبكمَ أعمى عاجزًا! اللهم إلا أن يكونَ من المَعْفُوِّ عنهم، ولا تجب عليه الصلاة؛ لفقدان عقلٍ، ونحو ذلك. فليس كلُّ حالة مَرَضيَّة تُبيح له ترْكَ الصلاة، ولا أراه إلا في حالةٍ مِن اثنتَيْنِ: أولًا: إما أن يكونَ مريضًا، لا يستطيع أن يُسيطرَ على نفسِه، ويكبح شهوتها؛ فيفعل ذلك بصورةٍ شبه لا إراديَّة، ولا أظن أن تستقيم الحياة مع رجل هذا حاله! ولا أرى صحة كلام الطبيب - إن كان قد قال - حيث لم تتحسَّن حالُه بالزواج الأول، ولم يتغيَّر من الأمر شيءٌ، ولو كان على صوابٍ فلماذا تتركه زوجه لهذا السبب؟ ثانيًا: أن تكونَ شهوتُه زائدة، لكن غير مَرَضِيَّة؛ وقد سُئِلَ شيخ الإسلام عن ذلك، فأجاب: "الاستمناء" لا يُباحُ عند أكثر العلماء سلَفًا وخلَفًا، سواء خشي العَنَت أو لم يخشَ ذلك". اهـ؛ (مجموع الفتاوى - ج 10 / ص 574). وقال أيضًا - رحمه الله -: "ولا يجوز تأخير الصلاة عن وقتها لجنابة ولا حدث ولا نجاسة، ولا غير ذلك، يصلي في الوقت بحسب حاله، فإن كان مُحدِثًا وقد عدم الماء - أو خاف الضرر باستعماله - تيمَّم وصَلَّى، وكذلك الجنب يتيمَّم ويُصَلِّي إذا عدم الماء أو خاف الضرر باستعماله لمرض أو لبردٍ، والعُرْيان يصلي في الوقت عريانًا، ولا يؤخِّر الصلاة حتى يصلي بعد الوقت في ثيابه، وكذلك إذا كان عليه نجاسة لا يقدر أن يُزِيلها فيصلي في الوقت بحسب حاله، وهكذا المريض يصلي على حسب حاله في الوقت، كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم - لعِمْران بن حُصَين: ((صلِّ قائمًا، فإن لم تستطعْ فقاعدًا، فإن لم تستطعْ فعلى جنب))؛ فالمريضُ باتفاق العلماء يُصَلِّي في الوقت" ا.هـ؛ (الفتاوى الكبرى - ج 2 / ص 25). ففي جميع الأحوال لا يحل له ترْكُ الصلاة بحجة أنَّ عليه جنابةً، مهما كانتْ حالُه، وإنما عليه التطهُّر والصلاةُ في الوقت المخصص للصلاة. أختي الفاضلة، لم أَعْتدْ أن أتخذَ القرار عن السائلة أو أن أوجِّهها، فارضة عليها رأيي الشخصي، لكن هناك حالات لا تحتمل الترجيح أو التأجيل؛ هذا الرجلُ غير مُناسِب، فسَلِي الله أن يعوِّضكِ خيرًا، وأن يرزقكِ بمَن يعلم أهليته وصلاحه، فالزواجُ إن لم يكن سكنًا واستقرارًا ورحمة، فلا خير في فتْحِ باب مِنَ العذاب، وتحمُّل الآلام فقط من أجل أن تنتقل الفتاة من صفوف العازبات وتلحق بالمتزوجات! أخيرًا، تذكَّري أنه مَنْ ترَك شيئًا لله عوَّضَه الله خيرًا منه، والله تعالى يقول: ﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا ﴾ [الطلاق: 2 - 3]. والله الموفِّق، وهو الهادي إلى سواء السبيل
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |