"لا إله إلا الله" ... إعراب وفوائد لغوية وبلاغية - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 924 - عددالزوار : 120612 )           »          قواعد مهمة في التعامل مع العلماء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          مكارم الأخلاق على ضوء الكتاب والسنة الصحيحة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          من سؤال الرسول صلى الله عليه وسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          تخريج حديث: أو قد فعلوها، استقبلوا بمقعدتي القبلة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          من أسباب المغفرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: (القوي، المتين) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          {إن ينصركم الله فلا غالب لكم} (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          مسألة تلبّس الجانّ بالإنسان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          من مائدة الحديث (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 8 - عددالزوار : 2959 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى اللغة العربية و آدابها > ملتقى النحو وأصوله
التسجيل التعليمـــات التقويم

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 17-06-2022, 11:36 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,369
الدولة : Egypt
افتراضي "لا إله إلا الله" ... إعراب وفوائد لغوية وبلاغية



"لا إله إلا الله" ... إعراب وفوائد لغوية وبلاغية









كتبه/ طلعت مرزوق


الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فـ(لا): حرف لنفي الجنس، مبني على السكون، لا محل له مِن الإعراب (الجنس أعم مِن النوع، والمراد به هنا الماهية، أي حقيقة ذلك الشيء)، ومعنى كونها نافية للجنس: أنها تنفي الحكم عن كل فرد مِن أفراد جنس الشيء الذي دخلت عليه.

وتُسمى أيضًا: "لا التبرئة"؛ لأنها تدل على تبرئة جنس اسمها كله مِن معنى خبرها.

و(إلهَ): اسم مبني على الفتح، واسم (لا) مُعرب ومبني، فيُبنى إذا كان مفردًا نكرة على ما كان يُنصب به، و(لا) واسمها في محل رفع بالابتداء. ولفظ (إلهَ) في كلمة الشهادة نكرة في سياق النفي فيعمُّ بلا شك، وخبر (لا) محذوف: تقديره حق؛ لأن آلهة الباطل موجودة. والمقصود: نفي ما عدا إله الحق.

(إلا): حرف استثناء، مبني على السكون، لا محل له مِن الإعراب، والاستثناء مِن النفي إثبات، وبالعكس، فالنكرة بعد (لا) لنفي العام، فتفيد نفي كل آلهة، و(إلا) لإثبات ضده، وهو ثبوت الإلهية لله تعالى.

وقد بدأ بالنفي لتفريغ القلب، فإذا كان خاليًا؛ كان أقرب إلى ارتسامِ التوحيد فيه، وإشراق نور الله عليه.

ولفظ (اللهُ): مرفوع بدل مِن (إلهَ) باعتبار محله، وهو الرفع على الابتداء، وأجاز بعض النحاة فيه النصب على الاستثناء، بناءً على جواز الرفع والنصب في المستثنى الذى جاء بعد النفي، مثل قوله تعالى: "مَّا فَعَلُوهُ إِلَّا قَلِيلٌ مِّنْهُمْ"، فقد قرأ الجمهور (قَلِيلٌ) بالرفع على البدلية، وقرأ ابن عامر بالنصب مع التنوين (قَلِيلًا) على الاستثناء، وكلاهما ثبت متواترًا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقرأ به جماعة مِن الصحابة والتابعين رضي الله عنهم؛ بيد أنه لم تأتِ كلمة التوحيد في القرآن بنصب الاسم بعد (لا) في قراءة، ولو شاذة.

وقول: (لَا إِلَـهَ إِلَّا اللَّـهُ) على هذه الصيغة الخاصة الجامعة بين النفي والإثبات، يدلُّ على حصر الإلهية لله تعالى، فإن الجمع بين النفي والإثبات أبلغ صيغ الحصر.

والمتأمل في كلمة التوحيد (لَا إِلَـهَ إِلَّا اللَّـهُ) يجد أن جميع حروفها جوفية (أي: مَخرج نطقها مِن الجوف، ليس فيها مِن الحروف الشفهية التي تخرج مِن الشفتين)؛ للإشارة إلى الإتيان بها مِن خالص جوفه، وهو القلب لا مِن الشفتين، لكي تكون مقبولة عند الله تعالى، لا في أحكام الدنيا فقط.

كما أنها مُجردة عن النقط؛ ليس فيها حرفًا مُعجمًا (الحرف المعجم هو الذي له نقط فوقه أو تحته)؛ إشارة إلى التجرُّد عن كلِّ معبود سوى الله تعالى.

والحمد لله رب العالمين.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 57.76 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 56.04 كيلو بايت... تم توفير 1.71 كيلو بايت...بمعدل (2.97%)]