أشك في أمي! - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4955 - عددالزوار : 2058330 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4531 - عددالزوار : 1326826 )           »          How can we prepare for the arrival of Ramadaan? (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          الأسباب المعينـــــــة على قيام الليل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          حكم بيع جوزة الطيب واستعمالها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          تريد لبس الحجاب وأهلها يرفضون فهل تطيعهم ؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          ما هي سنن الصوم ؟ . (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          هل دعا الرسول صلى الله عليه وسلم للمسلمين الذين لم يروه ؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          حكم قول بحق جاه النبي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          ليلة النصف من شعبان ..... الواجب والممنوع (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى مشكلات وحلول
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 16-06-2022, 09:17 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,610
الدولة : Egypt
افتراضي أشك في أمي!

أشك في أمي!
أ. مروة يوسف عاشور

السؤال:

ملخص السؤال:
شاب شاهد رسالة عشق كتبَها ابن خالته لأمه، ويشك في أن أمه على علاقة محرمة به.

تفاصيل السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


مشكلتي عمرُها 4 سنوات، أثَّرَتْ عليَّ فلم أعُدْ أثق في أحدٍ، المشكلة في أمي، التي أعدُّها شيطانًا في صورة أمٍّ! حاولتُ الانتحارَ مرات عدة بسبب هذه المشكلة، وتدنَّى مستواي الدراسي، وأهملتُ نفسي، وبدأتُ في تدخين السجائر والمخدِّرات مِن شدة قهري!


تبدأ قصتي عندما فتحتُ هاتفَ أمي لأتَّصِل على أحد أقاربي، فظهرتْ رسالة على (الواتساب)، فلم أُعِرْها أيَّ اهتمامٍ، لكن لفتت نظري كلمة جعلتْني أقرأ الرسالة، ويا ليتني لم أفعل!


كانت الرسالةُ عبارة عن رسالة عشق كتبَها ابن خالتي لأمي!! كانت الرسالة فاجعةً صادمة لي، تمنيتُ لو انشقت الأرضُ وابتلعتني، ثم رأيتُ رسالة أمي له.


كتبتُ رسالةً لأمي قلتُ لها: لم أعدْ أثق فيك يا أمي، ولم أعد ابنك... ومثل هذه الكلمات. فجاءتْ إليَّ وبكتْ، وأخبرتني بأنه (ابن خالتي)، وهو مثْلُ ابنها، ولا تُفَكِّر فيه إلا كابنها.


بعد هذا الموقف وجدتُها وضعتْ كلمة سرٍّ لجهازها، وتُحاول بكل الطرُق أن تبعدَ الهاتف عني.


أنا في حيرةٍ مِن أمري، كرهتُ حياتي، وحاولتُ الانتحار بتناول الحبوب، وأعاني مِن حالة نفسية متدهورة، انصحوني.

الجواب:

وعليك السلام ورحمة الله وبركاته.


بُني الكريم، حياك الله، وأفْرَغَ على قلبك صبرًا، وهداك لما فيه الخير والصلاح، آمين.


مشكلتُك لا تبلغ مِن العمر أربع سنوات كما ظننتَ، بل هي توأمك، وُلِدَتْ ونشأتْ وترعرعتْ معك؛ فنظرةُ الطفل المثالية لوالديه أو لأحدهما تَحُول دون تقبُّل فكرة أنهم بشرٌ، لهم ما للبشر مِن مواطِن ضعْفٍ، وأنتَ كغيرك من الأطفال نشأتَ وتربيتَ على نظرة مثالية للوالدين بوجهٍ عام، وللأم بوجهٍ خاصٍّ، فالأمُّ في نظَر أبنائها صورةٌ جميلة لا يُمكن أن تخطئ، أو تُقصِّر، أو تصدر عنها من العيوب والنقائص ما يهز هذه الصورة الراقية، أو يُؤثر سلبًا على مظْهَرِها وشكلها البرَّاق الذي بنوه، وشيدوا أعمدته في عقولهم الصغيرة، فكبر معهم، وتأسَّس على جُدُرٍ فولاذية ترفض أيَّ فكرةٍ تنبئ بما يُغَيِّر تلك الصورة البديعة المرسومة؛ والحقيقةُ أنَّ هذه سمة عامة في غالب البيوت العربية؛ حيث لا يَقْبَل الولدُ على أمه عيبًا، ولا ترضى الفتاةُ على أبيها نقيصةً، وقيل قديمًا: "كلُّ فتاة بأبيها مُعْجَبَة"، فهَوِّن عليك يا بُني؛ فوالدتُك ليستْ ملَكًا مِن الملائكة، ولا معصومة من الخطأ، أو محصَّنة ضد الزلل، ورغم كل ما ذكرتَ، فقد يكون الأمر أهون كثيرًا مما ظننتَ، وأقرب مما ذهبتْ إليه نفسُك، وسبَح فيه فكرُك.

مجرد رسائل مبالَغ فيها عاطفيًّا، أو غير مقبولة منطقيًّا، أو شاذَّة من حيثُ طبيعةُ العلاقة بين المرأة وابن أختها، الذي لا يفترض به إلا أن يُصنَّفَ عاطفيًّا ونفسيًّا كابن آخر لا يختلف عن أبنائها؛ فكما ورد في الحديث: ((الخالةُ بمنزلة الأم)).

قد يتعذر عليك التفكير العملي بحُكْم قُربك منها، والْتِصاق المشكلة بك، ومساسها جزءًا من كرامتك الشخصية، لكن نصيحة مني: إن أردتَ البحث عن حل حقيقيٍّ، والتنقيب عن مخرج فعليٍّ لما وقعتْ فيه والدتُك - هداها الله - أن تتجرَّدَ أولاً من مشاعر الحقْدِ، وأن تتخلى عن عاطفة القهر والرغبة في سَحْق تلك الوالدة التي لم تكن على المستوى المطلوب، أو التي خيَّبَتْ ظنَّك فيها، وحطَّمَتْ أمنياتك، وأفسدتْ أحلامك، وعصفتْ بكل ذكرى جميلة كانتْ في حياتك، بل حاوِل التفكيرَ فيها كامرأةٍ أخطأتْ، ولديها خلَلٌ بحاجة لإصلاح، وقعتْ في مُنْكَرٍ، ووضعتْ عاطفتها في غير موضعها الطبيعيِّ، فماذا تتوقع أن يكونَ قد دفع بها إلى هذا الطريق المظلم وألقى بها فوق فوهة بركان يكاد ينفجر بها، ويحطم كل ما حولها في غير رحمة؟!

لعلها تُعاني نقصًا، أو فراغًا عاطفيًّا، كحال النساء في بعض بيوتنا التي لم تُبنَ على المحبة، ولم تعتد الإفصاح عن المشاعر، ولم تتقبل البوح بصراحة بمكنون الصدور مِن كلمات الحب، وعبارات الشوق التي تنتظرها كلُّ أنثى بلهفةٍ مِن زوجها، وتطرب لها كلُّ مَن لديها مشاعر فياضة تم وأْدُها بحجة الانشغال، أو التفاهة، أو أنها تأتي في آخر أولويات الحياة؛ حيث السعي من جانب الزوج وراء لقمة العيش، وتوفير حياة كريمة لأسرته، والانشغال مِن جانب الأبناء بالدراسة، وتحصيل حقوقهم التي ينظرون إلى مؤديها نظرة لا ترتقي إلى نظرات الشكر، ولا تقترب من العرفان؛ فتشعر المرأة بين هذا وذاك بجفافٍ عاطفيٍّ يُطبق على أنفاسها، ويهوي بها في أودية سحيقةٍ، لا أول لها ولا آخر.

لا أعني بكلامي إعذار كل امرأة تسلُك غير المسلك الصحيح، وتتبع غير المنبع الشرعي، لإرواء ظمَئِها العاطفي، ولإشباع حاجتها النفسية، ولكن مِن باب الإنصاف علينا أن نضعَ أنفسنا مكان مَن نُنكر عليهم، حتى يكونَ إنكارنا أكثر إنصافًا، وأبعد عن الجَوْر، وضَعْ نفسك مكانها مع اختلاف طبيعة الرجل والمرأة؛ فهي لا تجد قليلًا أو كثيرًا من كلمات الشكر وعبارات الإطراء مِن زوجها أو أبنائها، ويخيب ظنها في كل مرة تتوقع فيها أن تسمعَ كلمةً لينةً، أو لمسةً حانيةً؛ بل تجد طلباً جديداً أو عتاباً من حديد على تقصير لا ينجو منه بشرٌ، وما أشد قسوته حين يأتي في وقت انتظار المديح أو توقُّع الشكر!

راجعْ علاقتها مع والدِك، واغمرْها وإخوتك بالعطف والحنان، ولا تحرمْها بِرَّك بذنبٍ وقعتْ فيه؛ فاللهُ المتكفِّلُ بحساب عباده، ولم يجعلنا عليهم أوصياء، أو لهم مُحاسِبين!

وعُدْ يا بُني إلى سابق عهدك من التفوق الدراسي؛ فلن تنتظرَ الأيامُ جُرحك حتى يبرأَ، ولن تقفَ لك الدنيا حتى تلملمَ شتات نفسك، ولن يعفيك شيءٌ مِن مساءلة الله يوم لا ينفع مال ولا بنون، يوم تَذْهَلُ كل مُرضعة عما أرضعتْ، ولن يعفيك حينها ألمك من ذنب شُرْب الدخان أو الأرجيلة؛ فمجتمعُك ينتظر منك الكثير، ودينك يأمرك بالعمل، ولو انتظر كل إنسان حتى تشفى جراحه، وتنتهي أوجاعه، لما رأيت ناجحًا على الطريق أو قائدًا للركب، وابحثْ إن شئتَ في سير الناجحين، وطالِعْ قصص المبدعين تجدْ خلفها جروحًا اتخذوا مِن حرارة ألمها وقودًا، ومِن اشتعال لهيبها دافعًا، فما توانَوا، وما تخاذلوا، وما انتظروا حتى تبتسمَ لهم الدنيا، أو يأتيهم النجاح على طبَق مِن ذَهَبٍ!

واستمعْ لنصيحة رسولك وحبيبك صلى الله عليه وسلم: ((المؤمنُ القويُّ خير وأحب إلى الله مِن المؤمن الضعيف، وفي كلٍّ خير، احرصْ على ما ينفعك، واستعنْ بالله ولا تعجزْ، وإنْ أصابك شيءٌ فلا تقل: لو أني فعلتُ كان كذا وكذا، ولكن قلْ: قدَّر الله وما شاء فعل، فإن (لو) تفتح عمل الشيطان)).

هداك الله، وجعلك مِن عباده الصالحين، وفتَح عليك ونفَع بك، وهدى والدتك لما يُحب ويرضى.

والله الموفِّق، وهو الهادي إلى سواء السبيل





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 51.84 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 50.17 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.22%)]