تعبت نفسيا لتعثر إتمام خطبتي - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1369 - عددالزوار : 139892 )           »          معالجات نبوية لداء الرياء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          التربية بالحوار (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          صور من فن معالجة أخطاء الأصدقاء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          في صحوةِ الغائب: الذِّكر بوابة الحضور (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          آيات السَّكِينة لطلب الطُّمأنينة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: (العليم, العالم. علام الغيوب) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          سبل إحياء الدعوة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          التساؤلات القلبية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          الحب الذي لا نراه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى مشكلات وحلول
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 11-06-2022, 07:02 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,143
الدولة : Egypt
افتراضي تعبت نفسيا لتعثر إتمام خطبتي

تعبت نفسيا لتعثر إتمام خطبتي
أ. شروق الجبوري

السؤال:

ملخص السؤال:
فتاة أصابها اليأس مِن الحياة هي وأخواتها، فكلما خُطِبتْ واحدةٌ لا يتم أمرُها، وتشك في أن أحد الأقارب عمل لهنَّ سحرًا.

تفاصيل السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


أنا طالبةٌ جامعية في منتصف العشرينيات، مشكلتي أني يائسةٌ مِن الحياة، ولا أحسُّ بأن الحياة تتغيَّر!


أنا أصغر أخواتي، وكلهنَّ لم يتزوَّجْنَ حتى الآن، وهذه هي مشكلتنا، فكلما خُطِبتْ واحدةٌ لا يتم أمرُها؛ وقد أخبرنا أحدُ أقاربنا بأننا لن نتزوَّجَ، فشككنا في أنه عمل لنا سحرًا، خاصة أنه أصبح مُلحدًا! ومنذ هذا اليوم ونحن لا يتم أمرُ زواجنا، وزاد الأمرُ سوءًا أنني وأخواتي لا نخرُج إلا لضرورةٍ.


خُطِبتُ منذ مدة، وقالوا: إنهم سيأتون، لكنهم لم يأتوا! ومِن يومها وأنا حزينةٌ ومكتئبة؛ لأني كنتُ أتمنى أن أتزوَّجَ؛ حتى تكونَ لي أسرةٌ.


أصبحتُ أكْره الحياةَ، فلا يوجَد جديدٌ، حتى دراستي أصبحتُ أُكملها بلا هدفٍ، أشعر أنَّ الله لن يُوَفِّقني، تعِبْتُ نفسيًّا، ودُمِّرت مِن داخلي، وصِرتُ أغضب بسرعةٍ، فأصعبُ شيءٍ في الحياة أن أعيشَ ولا أرى أي شيءٍ يتغيَّر في حياتي، والأصعبُ هذه الوَحْدةُ التي نعيشها جميعًا.


كنتُ أكلِّم الشباب بغية الزواج، لكنني انتهيتُ عن هذا الفِعْل، وتبتُ إلى الله تعالى منه.

أرجوكم ساعدوني، أريد أن يكونَ لديَّ طُموحٌ.

الجواب:

بسم الله الرحمن الرحيم.

ابنتي الكريمة، السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

نُحيِّي انضمامَك إلى شبكة الألوكة، سائلين المولى القدير أن يسدِّدنا في تقديم ما ينفعك وينفع جميع المستشيرين.

كما أحيِّي ما لمستُه فيكِ مِن صفاتٍ إيجابيةٍ عديدةٍ؛ مثل: رغبتك في امتلاك سمة الطموح، ولَوْمك الواضح لنفسك عن تقصيرك في حقِّ الله تعالى، وإقرارك بالتوبة إلى الله من محادثة الشباب، وقدرتك على تشخيص العوامل المؤثِّرة في إحداث المشاعر السلبية؛ بدليل عبارتك، "فأصعبُ شيءٍ في الحياة أن أعيشَ ولا أرى أي شيءٍ يتغيَّر في حياتي".

ولذلك أتمنى منك - يا عزيزتي - أن تتفكَّري مليًّا في تلك الصفات التي منَّ الله عليك بها، وفي كثيرٍ غيرها، وأن تتخذي منها رؤية إيجابيةً و(واقعية) لحالك فعلًا، ودون تشويهه بالمشاعر السلبية التي تجرُّك بعيدًا عن الواقع.

ابنتي الكريمة، ليس مِن الحكمةِ اختصارُ الحياة كلها في أمرٍ هو مِن شأن الله تعالى وحده، (وأعني به: الزواج)، وترْك كل جوانبها الأخرى، بل نسيان أهم ما فيها، وهو أسباب خَلْقِنا فيها كبشرٍ، ورغم أني أشيد بالتزامِك في أمور الدين - كما ذكرت، وهو أمرٌ ضروريٌّ قطعًا، ولكني أتمنَّى منك أن ترتقي به؛ حتى يملأ نفسك يقينٌ بأن الله تعالى ما منع عنك إلا ليُعْطِيَكِ، وأن ما حَجَبَهُ عنك هو خيرٌ وليس شرًّا لك، وأنَّ حُسْن ظنك بالله تعالى هو أحد مفاتيح الخير؛ فإنَّ هذا النهجَ الفكريَّ سيرفع مِن مستوى طموحِك وتفاؤُلك، ويعطيك قوةً تواجهين بها مشقات الحياة التي لم ينجُ منها أحدٌ.

كما أن تبنِّيك لهذه القناعةِ سيُغلِق البابَ أمام مشاعر التوجُّس والريبة مِن تحذير قريبك لك ولأخواتك بأنكنَّ لن تتزوجْنَ! لأنكِ حينها ستكتشفين أنَّ مَن وصفتِه بالملحد أو غيره، لا يملكون أن يضروك أو أخواتك إلا بمشيئة الله تعالى وحْدَه، وأن بأيديكنَّ سلاحًا لا يُضَاهِيه سلاحٌ، وهو الدعاء مع اليقين بالإجابة.

كذلك أنصحك - يا ابنتي - بعدم ربْط توقُّع السعادة بوضعٍ اجتماعيٍّ معيَّن؛ كالزواج مثلًا، فليس في مقْدوركِ معرفةُ الأسلوب الفكريِّ والسلوكي لزوج المستقبل، ولكنْ في مقدوركِ وأخواتك ابتكارُ مناسباتٍ دوْرِيَّةٍ، كأن تكون أُسبوعيةً، تقُمْنَ فيها بنشاطات إيجابيةٍ، إلى جانب الترويح عن النفس، كأن تجتمعْنَ - على سبيل المثال - مع رفيقاتٍ صالحاتٍ في جلسات تتداولْنَ فيها سيرةً لإحدى الصحابيات، أو النساء الصالحات، وتناقشْنَ مآثرها، وتتبادلْنَ حولها الآراء، مع إمكانية تضمينها مسابقات ثقافية، وما نحوها للترويح؛ فإنَّ ذلك - يا عزيزتي - سيُدخِل إلى نفوسكنَّ سرورًا يمتد إلى أيام الأسبوع بانتظار يوم الجلسة، كما أنه سيشغل فِكرَكنَّ بموضوعات تلك الجلسات، ويدفعكنَّ لاستبطان شخصيات تلك السِّير، ومن ثَمَّ استبدال مشاعر التفاؤل والأمل بمشاعر الإحباط والحسرة.

واعلمي - يا عزيزتي - أنَّ لجهدك واجتهادك مع توكُّلك على الله تعالى دورًا مهمًّا في إحداث التغيير الذي تنشدينه في حياتك.

كما أنصحك - يا عزيزتي - بأن تقومي وأخواتك بمراجعة ناقدةٍ لكل ما صدر عنكنَّ من سلوك أو كلامٍ أو غيره؛ فقد تتعرفين مِن خلال ذلك على أخطاء تتسبب في بعض ما تَجدْنَه، وإذا ما توصَّلت إلى ذلك، فإياك والقنوط، بل اعزمي على تغيير ذلك الجانب واستبدلي به السلوك الصائب، واحتسبيه لله تعالى فقط، ودون أن تشغلي فكرك بإِطْلاع هذا أو ذاك عليه.

كما أتمنَّى أن تصبحي أنت شخصيًّا سببًا في إحداث هذا الإصلاح بين أخواتك وأفراد أسرتك جميعًا، وأحسب أنك أهلٌ لذلك؛ بدليل مُبادرتك في استشارة المختصين.

وأودُّ أن أنوِّه قبل الختام إلى أهمية التخصُّص الذي تدرسينه حاليًّا، وأتمنى أن تنظري إليه بهذه الرؤية، وأن تعلمي أنَّ الركائز الأساسية لشخصية الإنسان تتكوَّن في السنوات الست الأولى مِن عمره، وعليه فإنَّ أمامك فرصةً مهمة للمشاركة في بناء ذلك، وهو ما يعود على مجتمعك والأمة بالنفع إذا ما أحسنتِ قيامك به في عملك لاحقًا - بإذن الله تعالى.

وأخيرًا، أختم بالدعاء إلى الله تعالى أن يصلحَ حالك وحال أخواتك جميعًا، وأن يرزقكنَّ أزواجًا وذرية صالحين، وينفع بكنَّ جميعًا، وسنسعد بسماع أخبارك الطيبة.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 50.98 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 49.31 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.27%)]