|
ملتقى الشباب المسلم ملتقى يهتم بقضايا الشباب اليومية ومشاكلهم الحياتية والاجتماعية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() الدعوة إلى الله [من فوائد العلامة السعدي في تفسيره] فهد بن عبد العزيز الشويرخ الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين, نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين...أما بعد: فيا سعادة من كان من الدعاة إلى الله عز وجل, وكانت دعوته خالصة لوجه الله, قال الشيخ صالح بن فوزان الفوزان: من شروط الدعوة إلى الله أن تكون خالصة لوجه الله, لا يراد منها رياء, ولا سمعة, ولا ظهوراً, ولا تعاظماً على الناس, وإنما غرض الداعية نفع الناس, وإنقاذهم من الظلمات إلى النور, هذه هي الدعوة إلى الله. والدعوة إلى الله جل وعلا لا يقتصر أثرها على المدعو, بل إن لها أثاراً على الداعية, يقول الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ عن أثرها على الداعية: الفرد إذا دعا إلى الله عز وجل, وأمر بالمعروف, ونهى عن المنكر, بآداب الدعوة وشروطها, وبحسب ما أنيط به, فإنه يقوى فيه أشياء إيمانية: ** أولها: أنه يضعف تسلط الشيطان على النفس, ويكره الشر, وبالتالي يضعف أثر الشيطان عليه في تحبيب الشر إليه. ** أثره عليه من جهة العزة, وخاصة في مثل هذا الزمن الذي انتشرت فيه كثير من الملهيات والمغريات والصادات عن الحق والالتزام به, والمغيرات للفطرة التي جعل الله الناس عليها هو إذا دعا, وأمر ونهى ونشر الخير فإنه يكون عنده عزة هذه العزة تبعثه على عدم قبول الشر أن يدخل إليه عدم قبول أن ينفذ إليه ما يعكر عليه دينه. ** من أثر الدعوة إلى الله عز وجل على النفس أن الداعية إلى الله عز وجل يحب أهل الخير, ويعينهم, لأنه إذا أحب الدعوة, وأحب نشر دين الله عز وجل, وأحب تكثير الخير, فإنه حينئذ يحب أهل الخير, والمرء مع من أحب. ** من أثر الدعوة على الإنسان في نفسه أن الداعية إلى الله عز وجل يشعر بالسعادة, ويشعر بانشراح الصدر, ليس عند الداعية إلى الله عز وجل قلق ولا ريب في صدره, ولا بعد عن السكينة والطمأنينة لأنه دعا. ** وآخرها: أن الدعوة إلى الله عز وجل توطن الإنسان المسلم الذي يمشي في هذا السبيل, توطنه على أمر عظيم جلل, وهو حب الآخرة وعدم الركون إلى الدنيا, والركون إلى الدنيا وحب الدنيا هو رأس كل خطيئة. وهذه الآثار وغيرها مما يدفع المسلم إلى الدعوة إلى الله, يقول العلامة عبدالعزيز بن باز رحمه الله: يقول سبحانه: {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ} [فصلت:33] ولا ريب أن هذا الثناء يحفز الهمم ويلهب الشعور, ويخفف عبء الدعوة, ويدعو إلى الانطلاق في سبيلها بكل نشاط وقوة. لأهل العلم أقوال كثيرة في الدعوة إلى الله, منهم العلامة عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله, في تفسيره النافع المشهور: " تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان " فقد تحدث عن الدعوة إلى الله عز وجل, عند تفسيره لبعض آيات القرآن الكريم, وقد يسّر الله الكريم فجمعت بعضاً منها, أسأل الله أن ينفع بها الجميع.
& قد أمرنا الله باتباع ملة إبراهيم, فمن اتباع ملته سلوك طريقه في الدعوة إلى الله, بطريق العلم والحكمة واللين والسهولة والانتقال من رتبة إلى رتبة.[تفسير سورة مريم]
& من الدعوة إلى الله: تحبيبه إلى عباده, بذكر تفاصيل نعمه, وسعة جوده, وكمال رحمته, وذكر أوصاف كماله, ونعوت جلاله....ومن ذلك: الوعظ لعموم الناس, في أوقات المواسم, والعوارض, والمصائب, بما يناسب الحال[تفسير سورة فصلت] & من الدعوة إلى الله: الترغيب في اقتباس العلم والهدى من كتاب الله, وسنة رسوله, والحث على ذلك بكل طريق موصل إليه, ومن ذلك: الحث على مكارم الأخلاق والإحسان إلى عموم الناس ومقابلة المسيء بالإحسان.[تفسير سورة فصلت] بذل الجهد في الدعوة إلى الله عز وجل والصبر: & إذا كان أولياء الشيطان يصبرون ويقاتلون وهم على باطل, فأهل الحق أولى بذلك. [تفسير سورة النساء] & لا ينبغي للداعي إلى الله أن يصده اعتراض المعترضين, ولا قدح القادحين, وخصوصاً إذا كان القدح لا مستند له, ولا يقدح فيما دعا إليه, وأنه لا يضيق صدره, بل يطمئن بذلك, ماضياً على أمره, مقبلاً على شأنه[تفسير سورة هود] & {وَلَنَصْبِرَنَّ عَلَىٰ مَا آذَيْتُمُونَا } ۚ﴾ [إبراهيم:12] أي: ولنستمرنّ على دعوتكم ووعظكم وتذكيركم, ولا نبالي بما يأتينا منكم من الأذى فإنا سنوطن أنفسنا على ما ينالنا منكم من الأذى احتساباً للأجر, ونصحاً لكم, لعل الله أن يهديكم, مع كثرة التذكير. [تفسير سورة إبراهيم] & الصبر على ما ينال الداعي من أذى الخلق بالقول والفعل, ومقابلة ذلك بالصفح والعفو, بل بالإحسان القولي والفعلي. [تفسير سورة مريم]
& ﴿ {وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ} ﴾ [النحل:127] إذا دعوتهم فلم تر منهم قبولا لدعوتك, فإن الحزن لا يجدي عليك شيئاً.[تفسير سورة النحل]
& ﴿ {وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي} ﴾ [طه:26] أي: سهل عليَّ كل أمر أسلكه, وكل طريق أقصده في سبيلك, وهوّن عليَّ ما أمامي من الشدائد. ومن تيسير الأمر أن ييسر للداعي أن يأتي جميع الأمور من أبوابها ويخاطب كل أحد بما يناسب له ويدعوه بأقرب الطرق الموصلة إلى قبوله.[تفسير سورة طه]
& من تكملة دعوة الداعي وتمامها, أن يكون أول مبادر لما يأمر غيره به, وأول منته عما ينهى غيره عنه, كما قال شعيب عليه السلام: ﴿ {وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَىٰ مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ ۚ } ﴾ [هود:88] ولقوله تعالى: ﴿ { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ} ﴾ [الصف:2] [تفسير سورة هود]
& كل مفسد عمل عملاً واحتال كيداً, أو أتى بمكر, فإن عمله سيبطل, ويضمحل, وإن حصل لعمله رواج في وقت ما فإن مآله الاضمحلال والمحق[تفسير سورة يونس] وختاماً فإذا ظهر النور اختفى أهل الباطل. قال الشيخ صالح بن فوزان الفوزان: "المداولات بين الحق والباطل ليست مستغربة, إنما الذي يستغرب هو ضعف المسلمين, وإخلاد المسلمين, وتخاذل المسلمين ومعهم الحق. والذي يستغرب هو صمود أهل الباطل, وتكاتف أهل الباطل وليس معهم إلا الباطل, فأهل الباطل إنما يعيشون في الظلام, إذا اختفى النور ظهر أهل الباطل, لأنهم لا يعيشون إلا في الظلام. أما إذا ظهر النور فإن أهل الباطل يختفون, والنور هو الحق, والذي يظهر النور إنما هو أهله المستمسكون به."
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |