|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() أبي يتغزل في! أ. شروق الجبوري السؤال: ♦ ملخص السؤال: فتاة تشكو من نظرة أبيها لها؛ إذ يتغزَّل فيها، ويقترح عليها أن تنامَ في غُرفته، لكنها ترفض وتحدث بينهما مشكلات كبيرة، وتسأل الفتاة: ماذا عليها أن تفعلَ؟ ♦ تفاصيل السؤال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أنا فتاةٌ أبلغ العشرين مِن عمري، ووالدي يبلغ مِن العمر (65) عامًا، مشكلتي أني أشعر أنَّ والدي ينظر إليَّ بشكلٍ غريبٍ، ليستْ نظرة أبٍ، بل نظرة أخرى؛ فهو يتغزَّل فيَّ، ويقترح عليَّ أن أنامَ في غُرفته، لكني عارضتُ ذلك، حتى إنني رفعتُ صوتي عليه! أجده يُناديني ويقول لي: حبيبتي، ويُعَبِّر لي عن حبِّه باستمرارٍ، وأنه ﻻ يستطيع العيش بدوني، وأني إذا تضايقتُ منه فإنه سيتضايَق مِن كلِّ شيءٍ! وكل مرةٍ أصدُّه فيها يُقاطعني بالشهر، ثم يعود ويُصالحني ويفعل الشيء نفسه مرةً أخرى! كان يفعل ذلك أيضًا مع أختي الكبرى، حتى كرهنا أختي، وحصلتْ مشاكلُ بيننا وبينها بسبب تمييز والدي لها، وتعامُله معها بشكلٍ غير ﻻئقٍ كأبٍ! ولكن أختي تزوجتْ، وانتهتْ مشاكلنا معها. أصبحتُ أخاف مِن والدي وأكرهه، وأتمنى أن أهربَ مِن البيت كي ﻻ أراه! أفيدوني ماذا عليَّ أن أفعلَ؟ الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم. يسعدنا بدايةً أن نُرَحِّب بك في شبكة الألوكة، سائلينَ المولى القدير أن يُسددنا في تقديم ما ينفعك، وينفع جميع المستشيرين. مِن خلال ما استقرأتُه مِنْ مَضْمون رسالتك، ألمس وجود توجُّسات عن (خُلقيات!) والدك في تعامُله معك، وتفسيرك لمودته وحبه إليك تفسيرًا يخرُج عن إطار مشاعِر الأُبُوَّة والحنان الوالدي، وأجد في هذا التفسير مخاطرَ كبيرةً، ومُؤشراتٍ سلبيةً إلى نوع الترابُط الأسريِّ داخل الأسرة بشكلٍ عامٍّ، وإلى الصورة الحقيقية التي تُمَثِّل أباك في مخيلتك، وربما في مخيلة باقي أفراد أسرتك! ومما يُعَزِّز تلك المؤشِّرات افتتاح رسالتك بالإشارة إلى سنِّك، ثم إتْباعها بالإشارة إلى سنِّ والدك، وكأنه تأكيدٌ منك على تقدُّم والدك في السنِّ، وعلى الفارقِ الكبير بينكما! وهو فارقٌ كبير حقًّا، وقد يُمَثِّل بالفعل أحدَ أسباب اتساع الفجوة بينك وبينه، ومن ثَم تفسير ما يصدُر منه على غيرِ مَحْمَلِهِ. كما أَوَدُّ أَنْ أُنَوِّهَ أيضًا إلى أنَّ سَمَاعَ حالات أو مشكلات أُسَرِيَّة فريدة وخاصة يَتَسَبَّب أحيانًا في تأويل مواقف أُسَرِيَّةٍ مُعينة في نفس إطار تلك الحالات، رغم اختلافها عنها. وهذا الأمرُ الذي يُمَثِّل إسقاطاتٍ لخبرات (مسموعة) في تفسير مواقف شخصية، يتكرَّر في كثيرٍ مِن التعامُلات الاجتماعية والحياتية المختلفة، وليست الأُسَرِيَّة فقط. وَأَوَدُّ أن أُؤَكِّدَ لك يا بُنيتي أنَّ ما قدمتُه في مَعْرِضِ ردِّي لا يعني أبدًا أني أدحض إحساسك بشكلٍ قطعيٍّ، ولكني فقط أُقَدِّم إليك عواملَ تتداخل غالبًا في تكوين الانطباعات، وتُخرجها عن الصواب، لتُعِيدِي تفكيرك في الدوافع التي دعَتْكِ إلى توجيه تفسيرات كهذه لسلوكيات والدك، لا سيما وأني أَطَّلِع على وجهة نظرك وحدك بشأن هذا الأمر. ولذلك فإني أنصحك بمُفاتحة والدتك في أمر اهتمام والدك المبالَغ فيه بك، دون أن تُبَيِّني أو تومِئي لها (أبدًا) بشكوكك نحوه، بل دَعِيها تُقَدِّم تفسيراتها التي تراها (هي)، وفقًا لمعرفتها العميقة به وبشخصه، فإنَّ قيامك بمُصارحة والدتك بهذا الأمر - مع التزامك بهذا الشرط - سيقدِّم لك رأيًا يستند إلى المعرفة بواقع الأمر، وكذلك فيه مِن الاستقلالية والاتزان الضروريين في مِثْل هذه المواضيع الحساسة، بالإضافة إلى أنه يُوَفِّر لك سندًا مُهمًّا داخل إطار أسرتك نفسها، ودعمًا نفسيًّا ومَواقفيًّا لما تواجهين مِن ناحية أبيك. وأخيرًا أختم بالدُّعاء إلى اللهِ تعالى أن يُصْلِحَ شأنك كله، وما بينك وبين أبيك، ويحفظك من كلِّ سوء، وينفع بك.. وتَوَّاقون لسماع أخبارك الطيبة.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |