|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() زوجتي أخطأت في حق أهلي أ. مروة يوسف عاشور السؤال: ♦ ملخص السؤال: شاب متزوج من فتاة، تكلمتْ على زوجة أخيه بالسوء، وحصلت مشكلة في بين الأهل جميعًا، ويسأل كيف تحل هذه المشكلة؟ ♦ تفاصيل السؤال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. بدأتْ مشكلتي منذ عام عندما تزوَّج أخي مِن فتاةٍ غريبة عنا، وزَرَع أحدُهم في رأسِها أحاديثَ وأقاويلَ عن زوجتي، وطلَب البعضُ منها عدم مُخالَطَة زوجتي؛ لأنها تنقُل أسرار البيت إلى الخارج، وتفسد البيوت، وتنمُّ بين الناس، فنشأ تنافُر وتباعُد بين زوجتي وزوجة أخي. ثم تبدل الحالُ، واقتَرَب كلٌّ منهما مِن الآخر، وعلمتْ زوجةُ أخي بأنَّ زوجتي ليس فيها ما يُقال عنها، وأخبرتْها زوجة أخي بأنَّ: مَن قال لها هذا الكلام هنَّ أخوات زوجك! أخبرتْ زوجتي أمي بالكلام الذي دار بينها وبين زوجة أخي، وأنكرتْ أمي أن يكونَ بناتها قُلْنَ مِثْل هذا الكلام عنها، وعمِلْتُ على تصفية الأمر، ولم أتدخَّلْ بينهنَّ؛ لأني أعتبره كلامَ نساء، ولا يهمني في شيءٍ. أخبرتْني أختي بأنَّ زوجتي قالتْ كلامًا على إحداهنَّ فيه سُخريةً وما شابه ذلك، ثم أرسلتْ لزوجتي رسالةً فيها سبٌّ وشتمٌ، فأخذت الرسالة ورأتْها أمي، فزادت المشكلة بينهما، ووافقتْ أمي على الرسالة وأخبرتْها بأنَّ ابنتها مُحِقَّة في إرسال الرسالة، ونَعَتَتْها بأنها إنسانة غير حسنة. اتصلتْ زوجتي بوالدها، وطلبتْ منه أن يأتي ليأخذَها، وعندما جاء جلَس ليرى المشكلة، واتَّضَح أن سببَ المشكلة أنَّ زوجتي قالتْ على زوجة أخي يوم عرسها: إنها سمينة، ومكياجُها غيرُ جيد، وكلامًا مِن هذا النوع؛ (كلام نسوان) - مثلما يقولون. الآن كلُّ مَن البيت يُقاطع زوجتي، ويعدُّها إنسانة غير حسنة، ويَرَوْنها سبب المشكلات. أنا مسافر للعمل في بلد آخر، وأعتبر كل هذا الكلام ليس له قيمة، فأرجو إفادتي بحلِّ مِثْلِ هذه المشكلة. وشكرًا لكم. الجواب: وعليك السلام ورحمة الله وبركاته. سأل عُقبةُ بنُ عامر - رضِيَ اللهُ عنه - رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن النَّجاة، فقال له: ((أمْسِكْ عليك لسانَك، ولْيَسَعك بيتك، وابْكِ على خطيئتك))؛ رواه الترمذيُّ، وصححه الألبانيُّ. وعن سَهْلِ بن سعدٍ عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((مَنْ يَضْمَنْ لِي مَا بَيْنَ لَحْيَيْهِ وَمَا بَيْنَ رِجْلَيْهِ - أَضْمَنْ لَهُ الجَنَّةَ))؛ رواه البخاري. ولستُ أرى في زماننا ولم أسمعْ فيما قبله عن بلايا اللسان، وسوء عاقبتِه، إلَّا ما يُؤَكِّد خطورة هذا العضو، وشدة بأسه، وعظيم أثَرِه على حياة الناس. أنت ترى أنه كلام نساء، لا داعي للخَوْضِ فيه؛ لكن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - لم يرَهُ كما رأيتَ؛ فعن عائشةَ قالتْ: قلتُ للنبيِّ- صلى الله عليه وسلم -: حَسْبُك مِن صَفِيَّة كذا وكذا، تعني: قصيرة، فقال: ((لقد قلتِ كلمةً لو مُزِجَتْ بماء البحر لمزجتْهُ))؛ رواه أبو داود والترمذيُّ، وصححه الألبانيُّ. فتهكُّم زوجك على العروس، والحديث حول سمنتِها وزينتها لم يَمُرَّ مرور الكِرام، بل طار في الأفق، وسرى كالسم في النفوس، فتَلَقَّتْه على أقبح ما يكون، وحملتْه على أسوأ محملٍ، فشُحِنَتْ بالبغضاء ومُلِئَتْ بالنفور، فلن يندملَ جُرح هذه الكلمات بيُسْرٍ، على عكس ما تسبب به! دعني أُوَضِّح لك ولغيرك ممن يرَوْنَ حياتهم مُحاطة بالمشكلات، مملوءةً بالنزاعات أنَّ السبب الرئيس لكثيرٍ مِن هذه المشكلات هو أنَّ كلَّ طرفٍ ينظُر إلى أخطاء غيرِه بنظرة مُغايرة تمامًا عن النظرة التي ينظر بها إلى أخطائه؛ فأنتَ وزوجك ترَونَ كلمةً تُقال أو تُنْقَل لا داعي لأن تُسَبِّب كل هذا الضيق، وتَرَوْنَ ردود أفعال أهلِك مبالغًا فيها، في حين يَرَوْنَ هم سُخْرِيَة زوجك وذِكْرها زوج أخيك بالسوء جريمةً عظيمةً، ورَذيلةً كبيرةً، لا تقارن بما أصابهم مِن ضيقٍ ونُفورٍ منها... وهكذا، ولو تبدلتِ النظَراتُ، وتأمَّلَ كلُّ طرَفٍ فيما فعَل، وليس فيما فعَل غيرُه، لهانت المشكلاتُ، وحُلَّتِ النِّزاعاتُ مِن تِلْقاء نفسها، وحينها سيلْتَمِس كلٌّ منَّا العُذْرَ لغيره، لكن هذا لا يحدث! أيها الفاضل، ليستْ زوجُك مُكَلَّفَةً بخدمة والديك، ولا برعاية أهل البيت، لكنَّها ليستْ بمُكَلَّفة بالخوض في أحاديث قد تُؤَجِّجَ الفتنة بينهم، ولو كفَّتْ مُساعدتها ولسانها لارتاحتْ وأراحتْ، وأنصحك أن تُبْعِدَ زوجك عنْ أهْلِك، وتُخَصِّص لها سكَنًا مستقلًّا، والحالُ كما ذكرتَ مِن البغض والتنافُر بينهم، فلن يُشْكَرَ معروفُها، ولن يُحْفَظَ صنيعُها، وقد سبَقَهُ هذا التمادي في نقْلِ الكلام، كما أنَّ مِنْ حَقِّها عليك أن تُسكنها في سَكَنٍ خاصٍّ لا يطَّلِع فيه عليها أحدٌ، ما لم تشترطْ عليها خلاف ذلك. ولا أنصحك بالخوض في هذا الحديث مع والدِك أو والدتك، ولستَ في حاجةٍ إلى ذلك، وقد انتهى الأمر، واستقرتِ النفوسُ على ما أصابها، بل انْصَحْ أهلك وزوجَك بتَرْكِ النِّزاعات، والمُسامَحة ما استطاعوا إليها سبيلاً، وتجاهل كل ما قد يُثير الفِتَن. وأخيرًا، اعلمْ أنَّ البيوت مِن حولنا لا تخلو مِن المشكلات، ولا تصفو مِن المُكَدِّرات، وإنما يحسُن بِذَوِي العقول والألباب أن يعملوا على تَهْدِئة النفوس مِن حولهم، وبسط الأسباب المُفْضِيَة لبَثِّ روح التآلُف والعفو، ولْيَكُنْ نُصحك عامًّا، غير مُوَجَّهٍ لطائفةٍ بعينها، أو شخصٍ بذاته؛ فإنَّ النُّصْحَ قد يُفضي إلى عكس ما رغِب صاحبه إن لم يتخير السلوك السليم المناسب لمن ينصح. واللهُ الموفِّق، وهو الهادي إلى سواء السبيل ♦ الكلمات الدلالية للاستشارة:مروة عاشور، مشاكل مع أهل الزوج، الضرة، أخوات الزوج، أهل الزوج، السخرية، الحماة، المشكلة بين الزوجة والحماة، الترمذي، الألباني، سهل بن سعد، عُقبة بن عامر، بلايا اللسان، كلام النساء، أبو داود، البغضاء، التماس الأعذار، خدمة الوالدين، نقْلِ الكلام، النميمة، الغيبة.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |