لا توافق بيني وبين زوجتي!

[ابوالوليد المسلم]

لا توافق بيني وبين زوجتي!
أ. فيصل العشاري

السؤال:

♦ ملخص السؤال:
شاب متزوج من 3 سنوات، يشكو من زوجته وعدم التوافُق بينهما في أيِّ شيء، لا يحبها وغير سعيد معها!

♦ تفاصيل السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


أنا متزوج مِن 3 سنوات عن طريق زواج الصالونات، ولا يوجد حبٌّ بيننا.


زوجتي على دينٍ وخُلُقٍ، لكني اكتشفتُ بعد الزواج أشياءَ لم أكتشفْها أيام الخطوبة؛ فقد تبين أني لا أتوافَق معها في أي شيءٍ، لا في الطباع، ولا الشخصية، ولا القدرات، ولا أسلوب الحياة، فهي عكسي في كل شيءٍ، حتى لغة الحوار بيننا غير متوافرة، ولا يوجد تجانس بيني وبينها، لا فكري ولا ثقافي.


أما العلاقةُ الحميميةُ بيننا فهي فاشلة، فزوجتي ليستْ جميلة، وقد حاولتُ كثيرًا إنجاح هذه العلاقة لكني فشلتُ، الغريب أنها تُصَرِّح بحبها لي كثيرًا، وأنا مِن جانبي لا أستطيع التعبير عن هذا الحب، وكأنها تشعر أنها مُقَصِّرة معي.

السؤال: أنا غير سعيدٍ في حياتي الزوجية، ولا أحبها، ولا أُريدها، وتعبتُ منها نفسيًّا، فماذا أفعل معها؟

الجواب:

الأخ الكريم، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


نشكركم على تواصلكم معنا، وثقتكم في شبكتنا.


(التوافقُ الزواجي) مِن الأمور المهمة في استقرار الحياة الزوجية، وهو عمود الشراكة الزوجية الناجحة، و(زواج الصالونات) أو (الزواج التقليدي) هو الزواج الذي ينبغي أن يسلكَه الشبابُ والشابات في سبيل إنشاء حياة زوجية سعيدة، والمشكلةُ تكمن في طريقة التعاطي الخاطئ مع (الزواج التقليدي)، حيث يتم بصورةٍ غير مكتملة (التعريف)!

فلا بد مِن (رؤية المخطوبة) قبل الزواج، ورغم أنها جلسة واحدة، لكنها حاسمة جدًّا في قرار الاقتران والزواج، فلا بد مِن استغلال هذه الجلسة بشكل صحيحٍ؛ حيث يمكن أن يُستشفَّ منها مستوى الجانب المادي كالجمال، ويُستشف منها جانب الجمال الروحي وطريقة الدعابة ووزن الكلمات، ويستشف منها الجمال الفكري، باستعراض مستوى التفكير والاهتمامات الشخصية.

إضافة إلى أنه يُمكن تعزيز هذه الاستنتاجات بالسؤال عنها ممن حولها، عن أخلاقها وتعاملها، وهذه معلوماتٌ كافيةٌ تمامًا لاتخاذ قرار سليم بالزواج مِن عدمه.

ربما لا تكون أنت قد وُفِّقْتَ لإجراء هذا المسح المتكامل عن المستوى الجمالي في الناحية (الجسدية) و(الروحية) و(الفكرية)، لكن هذا لا يعني عدم إمكانية إصلاح الموجود والارتقاء به.

ومِن هنا ندعوك إلى التعاطي مع الآتي:
• فهم نمط شخصية زوجتك، وفَهم نمط شخصيتك أيضًا، فأنت تبدو من النوع (التنفيذي) الذي يَحْسِمُ الأمور بسرعة، ولا يُحِبُّ التأجيل والتسويف، وقياس الأمور يكون عندك بالمسطرة، ويضيق لديك هامش المناورة، وهامش السماح والتغاضي، وهذا ليس عيبًا فيك، وإنما هي طبيعة تكوين شخصيتك.

• في المقابل فإنَّ زوجتك تبدو أنها شخصية (عاطفية) فهي تحبك، وتُعلن لك عن هذا الحب، ومع ذلك فإنَّ الإنجاز عندها لا يتعدى مستوى العاطفة! فهي تتمنى أن تُسعدَك، وأن تُلَبِّي كل رغباتك، لكنها تجد نفسها ثقيلةً وبطيئةً في بعض الأمور، وهذا وإن كان يبدو عيبًا عندك، إلا أنه في الإمكان مساعدتها فيه، وذلك بأن تتفهمَ هذا الأمر أولًا، ثم تأخذ بيدها باستمرار - دون يأس -ثانيًا، وأنت مأجورٌ على ذلك، فأنت تبني إنسانًا، وليس طوبًا، وبناءُ الإنسان أصعب من بناء الطوب.

• وصولك لحالة (البرود الجنسي) هو نتيجة طبيعية (للبرود العاطفي)، وحلُّ هذه المشكلة بحل الأخرى، فإن عالجتَ البرود العاطفيَّ بينك وبين زوجتك، فسيرتفع عندك مستوى الرغبة في العلاقة الحميمية بينك وبينها.

• لا بأس أن تخضعَ زوجتُك لبعض الدورات التطويرية للارتقاء بها نفسيًّا وعاطفيًّا، ولمعرفة طرق تجديد الحياة الزوجية، وتقام هذه الدورات كثيرًا عندكم في مصر، كما يمكن المشاركة في هذه الدورات عبر الإنترنت وبطريقة تفاعلية كذلك.

• لعل مستوى الجمال عند زوجتك أسهم في تدني الإقبال عليها عاطفيًّا منك، وهنا نُحب أن نهمسَ في أذنك بأن الجمال هو أمرٌ معتبرٌ ومطلوبٌ، ولكنه ليس كل شيء، فجمالُ الباطن يُغطي قُبح الظاهر، وزوجتك ذات (خُلُق ودينٍ)، وهي الصفة الأساسية المطلوبة في الزوجة، والجمال مستويات، وما قد تراه جميلًا قد لا يراه غيرك كذلك، والعكس، فعليك أن تقبَلها كما هي، وتكيف حياتك على هذا المستوى، لتتمكنَ من الاستمتاع بحياتك معها، وكما جاء في الحديث الشريف: ((لا يفرك مؤمنٌ مؤمنةً، إن كَرِه منها خُلُقًا رَضِيَ منها آخر))؛ رواه مسلم؛ أي: لا يبغضها بسبب صفة معينةٍ فيها، فهناك صفاتٌ إيجابيةٌ أخرى يمكن أن يتعاطى معها، وتسعد حياته بسببها، مثل: وجود أطفال، أو حسن عشرة، ونحو ذلك.

• إن كنت قادرًا على أن تُضِيفَ إليها زوجةً أخرى بصفات ترْضاها أنت، فهذا أمرٌ تُقَدِّره أنت، ويتوقَّف على قدرتك المادية وقدرتك على العدْل كذلك، وطبيعة الظروف الاجتماعية المحيطة بك، المهم ألا يكونَ الزواج الثاني على حساب الزوجة الأولى، بحيث يُفضي إلى الطلاق مثلًا.

أخيرًا لن يَصْلُحَ أمرُك وأمر زوجتك إلا إذا أراد اللهُ ذلك، فعليك بالتوجه إليه بالسؤال والدعاء أن يُصْلِحَ لك زوجك وذريتك، وكرِّر هذا الدعاء: ﴿ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا ﴾ [الفرقان: 74].

والله الموفِّق

♦ الكلمات الدلالية للاستشارة:

فيصل العشاري- مشكلة جنسية - مشكلة زوجية - التوافق الزواجي - الشراكة الزوجية - الزواج الناجح - زواج الصالونات - الزواج التقليدي - رؤية المخطوبة - الرؤية الشرعية - اختيار الزوجة - الشخصية التنفيذية - الشخصية العاطفية - الشخصية العقلانية - البرود الجنسي - البرود العاطفي - العلاقة الحميمية - الجماع - العلاقة الجنسية - الارتقاء النفسي - الارتقاء الدلالي - تجديد الحياة الزوجية - الزواج الثاني - الزوجة الثانية - القدرة المالية - العدل بين الزوجتين - صلاح الزوجة - الكفاءة الزوجية - التجانس الفكري - التجانس الثقافي - كره الزوجة - السعادة الزوجية - التعاسة الزوجية - توتر العلاقة الزوجية - دورات تطوير الذات - تطوير الذات - أثر الدعاء - الدعاء المستجاب - موانع استجابة الدعاء.