|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||
|
||||
![]() أهلي يرفضونه لبعد المسافة؟ د. رحمة الغامدي السؤال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أنا فتاةٌ أحببتُ شخصًا، وأحبني هو أيضاً، وتقدَّم لي أكثر مِن مرة، تعرَّفْتُ إليه في البداية على الإنترنت، ثم بدأتْ دراسةٌ مشتركة بيننا، حتى أصبحنا زملاء، وأخْبَرْتُ أهلي بزَمَالَتِه لي. تعلَّق كلٌّ منَّا بالآخر، وأصبح بيننا حبٌّ كبيرٌ، وأخبرني بمُراده بالزواج مني، ووافقتُ. تقدَّم لي أكثر مِن مرة، وقُوبِلَ مِن أهلي بالرَّفْض؛ بسبب بُعْد المسافة، تعرَّف إليه أخي، ثم رفَضه أيضًا. وتقدَّمَ مرةً أخرى، وصارَحْتُ أبي بأني أُريده، لكن أمي وإخوتي يرْفُضونه؛ بحجة بُعد المسافة، مع أنَّ الشابَّ على خُلُقٍ ودين! الآن تقدَّم لي شخصٌ آخر، وأهلي مُوافقون عليه، لكني لستُ راضيةً، وغير مُقتنعة به؛ لأنَّ الشابَّ الأول ما زال في بالي، وهو مُتَمَسِّكٌ بي وأنا مُتَمَسِّكة به. أخبروني كيف أتصرَّف؟ فأنا أبكي على فِراقِه، وهو يُكلِّمني كثيرًا ويطلُب مني إقناعَ أهلي، وأنا عاجزةٌ عن فِعْل شيءٍ! الجواب: أختي الفاضلة، وفَّقك اللهُ لكلِّ ما يحبُّ ويرضى، وأشكر ثقتك في شبكة الألوكة للاستشارات. بدايةً أُحِبُّ أن أُذَكِّركِ بأن مِنْ رحمة الله بنا أنه هو مَن يُصَرِّف أمورَنا، ويُدَبِّر شُؤوننا، قد نبكي ونتجرَّع الألمَ على شيءٍ فقدناه، أو لم يتحققْ لنا، وبعد فترةٍ يظْهَر لنا أنَّ عدم تحقُّقه في حياتنا لهو خيرٌ مِن الله - عز وجل. إنَّ مِن أهمِّ ما يُطَمْئِن النفس البشرية إيمانها بالقضاء والقدَر، فكلُّ ما يحدُث لنا مكتوبٌ في اللوح المحفوظ قبل أن نخرُج لهذه الدنيا، ﴿ قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ ﴾ [التوبة: 51]، نعم عزيزتي، ذَكِّري نفسك بهذا الكلام؛ حتى تطمئنَّ وتهدأَ، وأحْسِني الظنَّ بالله؛ فهو مِن أهم وسائل السعادة؛ حيث إنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((قال الله تعالى: أنا عند ظنِّ عبدي بي))؛ متفق عليه، وفي رواية زيادة: ((فلْيَظُنّ بي ما شاء)). أختي الغالية، جميلٌ جدًّا تحليك بالصبر، وكذلك الشخص الذي يُحبك، وجميل جدًّا أنك صريحة ومتفهِّمة حين ذكرتِ أن الشخصَ الذي تقدَّم لك حَسَن الخلُق، ولكن لا تميلين له. اعلمي أختي أن بُعْدَ المسافة ليس عيبًا، ولا يمنع من الزواج، وفي حديث الرسول - صلى الله عليه وسلم -: ((إذا جاءكم مَن ترْضَوْنَ دينه وخلقه فزَوِّجوه، إلا تفعلوا تكنْ فتنة في الأرض وفسادٌ كبير))؛ رواه الترمذي وغيرُه. أوصيك - عزيزتي - بالحِوار مع والديك وأختِك، كلًّا على انفرادٍ، وتوضيح أنَّ هدفك وهدَفهم سعادتك والتوفيق لك، وأنَّ قلبك يميل إلى شخصٍ اخترتِه، فماذا يعيبه؟ حاولي أن تُخبري الشخصَ الذي تَقَدَّمَ لك بكلِّ ذَوْقٍ وهدوء، وبطريقةٍ غير مباشرة أنك لا ترفضينه لأنه سيئ، ولكن لأنك أحببتِ شخصًا آخرَ. وضِّحي للشخص الذي تحبين أنَّ أهلك لا يرفضونه لشخصه، وإنما لبُعد المسافة، فمن الممكن أن يُقَدِّم تنازلات في هذا الأمر حتى يقبلوه، كما أنَّ وُضوحَ هذا الأمر لديه لا يجعله يحمِل في قلبه شيئًا ما على أهلك مستقبلًا. وختامًا أهمس في أذنيك بأنَّ الحلَّ مِن الله - عز وجل - فأكْثِري مِن الدُّعاء والاستغفار والتقرُّب منه، سائلةً لك الله السداد في أمرك، والرشد في قرارك.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |