|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() تأخر زواجي سبب لي العزلة عن المجتمع أ. رفيقة فيصل دخان السؤال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أنا فتاةٌ في نهاية العشرينيات مِن عمري، لم أتزوجْ بعدُ، لديَّ العديدُ مِن المشكلات النفسية في حياتي، وأتمنى أن أجدَ منكم يد العون والمساعدة! مشكلتي أني أشعُر بالنقص في كلِّ شيءٍ في حياتي؛ في التعليم، والزواج، وزيادة الوزن، مع أنَّ شكلي - ولله الحمدُ - مقبولٌ، وقد وصلتُ لهذه الحال بعد زواج أختي التي تصغرني بكثيرٍ. أعلم أنَّ الزواجَ رِزْقٌ، وأنَّ كلَّ إنسانٍ له نصيبٌ في هذه الدنيا، لكن تأخُّره عني أفْقَدَني الكثيرَ مِن ثقتي في نفسي، وأهملتُ نفسي كثيرًا حتى ساءتْ حالتي، حتى إني فكَّرْتُ في الانتحار! زاد وزني كثيراً، وأصبحتْ بَشرتي قبيحةَ المنظر، وظهرتْ عليها آثار الشُّحوب والحبوب، حتى أصبحتُ عجوزًا في سنِّ الشباب! أقضي وقتي في السهر والأكل حتى شعرتُ بالعجز فعلًا! أشعر كأني مجنونة؛ فأحيانًا أبكي بكاءً شديدًا، وأحيانًا أضحك ضحكًا شديداً.. فقد تزوَّج إخوتي كلهم إلا أنا، الكلُّ لديه أولاد وبنات، وأنا أشعر بالوحدة، وزادتْ وحدتي بعد وفاة والدي - رحمه الله. أصبحتُ أخاف على مستقبلي، حتى عزلتُ نفسي عن المجتمع الخارجي، وأشعر بأني مُحَطَّمَة ويائسةٌ. أنتظر نصيحتكم لي، والله يجزيكم خيرًا. الجواب: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. أختي العزيزة، مَن قال لك: إنَّ الزواج هو كل شيءٍ في الحياة؟! الزواجُ إضافةٌ جميلةٌ، وليستْ وحيدة للحياة، ولم يخلقنا اللهُ لنتزوج ونُنجب الأولاد، بل خَلَقَنَا لعبادته أولًا، وآخرًا؛ قال تعالى: ﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴾ [الذاريات: 56]، لكننا تشاغَلْنا عما خُلِقْنا له إلى ما خُلِقَ لنا. إنَّ إيمانك بقضاء الله وقَدَره، ومعرفتَك بأنَّ كلَّ شيءٍ عنده بِقَدَرٍ، وأنَّ ما أخطأك لم يكن ليصيبك، وما أصابك لم يكن ليخطئك - يجعلك قريرة العين، مرتاحة البال، بعيدةً عن الوساوس والاكتئاب. انظري لموضوع تأخُّر الزواج مِن جانبٍ استثماريٍّ؛ كالنظر للمستقبل بقوةٍ، ولتعيشي حاضركِ بقوة وأمل أيضًا، ولتكنْ رُؤيتك للمستقبل بالقوة المطلوبة أيضًا. النبي - صلى الله عليه وسلم - قد بيَّنَ أنَّ المرأة الصالحة هي خيرُ متاع الدنيا للرجل الصالح؛ كما أخرجه مسلمٌ في صحيحه، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: ((الدنيا متاعٌ، وخيرُ متاعِها المرأةُ الصالحة))، فاسعَيْ حثيثًا للتميز بصفات خير متاع الدنيا، كما أمر وأوصى - عليه الصلاة والسلام. ويمكنك سؤال نساء الأخوال والأعمام عما ينقصك مِن صفات ومهاراتٍ؛ فهُنَّ غالبًا ينظرْنَ بعين التمحيص والنقد، وأنت أمامهن كمَن تحت المجهر، وهذا يُساعدك لتري ما لا تنتبهين له بالعادة. وأما سببُ تأخُّر الزواج في المجتمع بشكل عامٍّ؛ فالله - تبارك وتعالى - يقول: ﴿ إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ ﴾ [القمر: 49]، ويقول: ﴿ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَرًا مَقْدُورًا ﴾ [الأحزاب: 38]، فأمرُ الزواج وأمرُ هذه الأرزاق مَوْكُولٌ إلى قدَر الله وقضائه، وحُكْمُه العظيم الذي هو حُكم الرحمة والعدل والحكمة البالغة. وهذا لا يمنع مِن بيان الأسباب التي تؤدِّي إلى تأخُّر الزواج، فإنه شائعٌ - للأسف الشديد - في أكثر المجتمعات الإسلامية، وكثيرٌ مِن الفتيات المسلمات المؤمنات العفيفات قد وصَلْنَ إلى سِنٍّ متقدمةٍ، ولم يتيسرْ لهنَّ الزواج؛ وذلك بسبب التعقيد الذي طرأ على أمور الزواج؛ مِن غلاء المُهُور، وصُعوبة تحصيل الأمور اللازمة للزواج؛ مِن البيت والأثاث، وغير ذلك مما لا يخفى، وعلاجُه تيسيرُ الأمور، وتخفيفُ المهور. ليَكُنْ لك مشاركة في الأنشِطة النافعة، والأعمال التطوُّعيَّة، والزيارات الاجتماعية للأُسَر والأخوات؛ فبهذا تتعرضين لأسباب تحصيل فرصة الزواج، فكم مِن لقاء عابرٍ مع أخت في الله مُحِبَّة لك أثمر زواجًا قريبًا بفضل الله ومَنِّه! وهذا كثيرٌ ومُشاهَدٌ.. فلا يفوتنك تحصيل هذا الأمر، وهذا يُغنيك عن العرض في المؤسسات التي تُعنى بتيسير الزواج، فخُذي بالأسباب الممكنة اللطيفة، والتي لا تُوقعك في أي إحراج - بحمد الله تعالى - مع أنَّ التعاونَ مع هذه المؤسسات إذا كان بالضوابط الشرعية المعتبرة أمرٌ جائزٌ لا حرج فيه، وقد قال - صلى الله عليه وسلم -: ((ومَن يتصبَّر يُصبره الله، وما أُعْطِيَ أحدٌ عطاء خيرًا له وأوسع مِن الصبر))؛ مُتَّفَقٌ عليه. ونُوصيك بأن تجعلي كتابَ الله أنيسك، وحفظ آياته شغلًا لك، وثابري على الدعاء ومواصلة التضرُّع لله - عز وجل، وقد قال تعالى: ﴿ وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ * فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ ﴾ [الذاريات: 22، 23]، أديمي الاستغفار فهو مجلبة للرزق؛ قال تعالى: ﴿ فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا ﴾ [نوح: 10 - 12]. مجردُ تغيير مسار تفكيرك، وبحثك عن سعادتك بمصادرَ متعددةٍ - من دراسة، وحفظ قرآن، ومهارات يدوية، وقراءة، وصُحبة صالحة - سيَرُدُّ لك جمال جسدك، ويبعدك عن السمنة، لتشاغلك بغير الأكل، وسيُعيد رونق بشرتك - بإذن الله - وهذا لا يمنع أن تعرضي نفسك على طبيبة غُدَد وجلدية. نسأل الله - عزَّ وجلَّ برحمته التي وَسِعَتْ كلَّ شيءٍ - أن يُفَرِّج كربك، وأن يُيَسِّرَ أمرك، وأن يشرحَ صدرك، وأن يهبك مِن لَدُنْه زوجًا صالحًا، وأن يقرَّ عينك بذرية طيبة تبهج قلبك.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |