والدي أهملنا بعد زواجه الثاني - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         دعاء الشفاء ودعاء الضائع (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 30 )           »          تخريج حديث: رقيت يوما على بيت حفصة، فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم على حاجته، مستقبل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 35 )           »          أسماء العقل ومشتقاته في القرآن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          كيف نكتسب الأخلاق الفاضلة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: المؤمن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »          وقفات تربوية مع سورة التكاثر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          {وما كان لنبي أن يغل} (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          بين الاجتهاد الشخصي والتقليد المشروع: رد على شبهة «التعبد بما استقر في القلب» (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »          الإسلام والحث على النظافة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          فتنة تطاول الزمن.. قوم نوح عليه السلام نموذج (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 39 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى مشكلات وحلول
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 27-05-2022, 03:55 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,587
الدولة : Egypt
افتراضي والدي أهملنا بعد زواجه الثاني

والدي أهملنا بعد زواجه الثاني
د. رحمة الغامدي

السؤال:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


كان والدي يعيش بيننا، وكانتْ حياتنا جميلة، يُدللني، ويُرضيني عند حزني، لكنه كان يضرب أمي ويشتمها باستمرار!


حصل مرة أنه كان يضرب أمي فأخذتُ سكينًا وهددتُه بقَتْلِ نفسي؛ حتى يتوقف هذا الصراع بينهما!


مرَّتْ سنوات على هذا الحال، وفجأة علِمْنا بزواجه، ودخلتْ علينا زوجتُه الثانية، وخيَّم الحزنُ علينا، وتغيَّر أبي، وأصبحتُ مُهمَلة بالنسبة إليه، فلا يعتني بي، ولا أهمه في شيءٍ!


لديَّ إخوة مِن الزوجة الثانية، وعلم الله أني أحبهم، وأهتم بهم، وبالرغم مِن ذلك ومما أفعله معهم، فإنه يُفَضِّل أبناءَه عليَّ وعلى إخوتي من أمي، يحبهم أكثر منَّا، ويقوم بإهانتنا أمامهم.


لا أشعُر بأي حبٍّ تجاهه، أحاول أن أتقرَّب إليه، أو أبره، أو أهتم به، لكن يبقَى في داخلي شيءٌ تجاهه.


أجْرَيْتُ عمليةً فلم يَزُرْني، ولم يطمئنَّ عليَّ، حتى إنني فُوجئتُ بأنه يُكَلِّم زوجته الثانية عني بكلام غير صحيح، وأمورٍ لا يَحِقُّ لها أن تعرفَها! لا أعرف ماذا حلَّ به؟ لماذا يفعل ذلك معي؟


يتقدم لي هذه الأيام شبابٌ لخطبتي، لكنه يرفُضهم دون أخْذِ رأيي، حتى إني عرفتُ أنَّ ابن عمي تقدَّم لخطبتي مِن زوجته الثانية، وتم رفضُه أيضًا!


أريد أن أتزوَّجَ لأخرُج مِن هذا البيت، أريد أن أبتعدَ عنه.. لا أعلم لماذا يفعل معي ذلك؟!

الجواب:

أختي الفاضلة، بدايةً أشْكُر ثقتك في شبكة الألوكة، وأتمنى أن نكونَ عند حُسن الظنِّ.


أما عن تعامل والدك معك الذي تغيَّر بعد الزوجة الثانية، فهذا شيءٌ طبيعي لانشغاله بالبيت الآخر، وكثيرٌ مِن الرجال لا يمكنه الموازنة بين الأمور، ولكن يبقى بشرًا، ويبقى والدك مهما فعل.

أريدك أن تسألي نفسك: عندما شعرتِ بتقصير والدك نحوك، ماذا فعلتِ أنت معه؟ هل اقتربتِ منه أو لا؟ هل قدمتِ له ما يُعَبِّر عن حبك له، وهمستِ له بأنك تفتقدينه؟ لماذا لا نُريد للأشياء أن تتغيَّر رغم أننا لم نُحافظْ عليها؟

حتى لا نظلمَ أباك يحتاج الأمرُ إلى فَهْمِ دوافعِه الحقيقية وراء الرفض، وهل رفضُه مبنيٌّ على معلوماتٍ حقيقيةٍ بسوء هذا المتقدِّم؟ أو رفْض بلا مُبَرِّرات مقنعة؟ فإذا كان لديه ما يُقنع فلا بأس، وتذكَّري بأنَّ أباك يُريد لك الخير، ومع ذلك لا تفهمي مِن كلامي أنَّ كل أبٍ أو أم، أو كل شخص يُريد الخير للآخرين بالضرورة - ينبغي أن تكونَ مُبرراته مُقنِعة.

فكثيرٌ مِن الآباء يُخطئ كما يخطئ أيُّ أحد آخر من البشر، وقد نظلم أبناءنا مِن حيثُ نريد لهم الخير، وربما أساء أحدُنا لأحد أبنائه مع حبِّه الشديد له.

وقد تكون مِن طبيعة والدك أنه يُخبر الناس عن أمور أسرته الخاصة كثيرًا، ربما طلبًا للمساعدة، وربما لعدم رغبته في أن يتقدَّم لك أحدٌ؛ ولذلك فالحوار مع والدك أمرٌ مهم.

كما أني أوصيك بالتالي:
أولًا: حافظي بكل الأحوال على ثباتك، ودينك، وقيمك، وعلى أخلاق الفتاة المسلمة الملتزمة بأصول وفروع دينها، المحافِظة على تقاليد وأعراف بلدها وأسرتها ومجتمعها فيما لم يخالفْ دينها، فلا تعرِّض نفسها ولا أهلها للمهانة وللذل وللإساءة.

ثانيًا: تجنَّبي حُصول نِزاعٍ بينك وبين والدك بسبب رفْضِه تزويجك، أو ما يُؤَدِّي إلى نُفورك مِن الحضن الأسري، وبغضك لوالدك وأسرتك المحيطة بك؛ لأنهم في كلِّ الأحوال لهم فضلٌ عليك وحقوقٌ وواجبات، ومهما صدَر منهم من إساءةٍ أو قسوةٍ أو جَوْرٍ فأنت فلذة كبدهم، يحبونك ويرجون لك الخير، فلا تَرُدِّي الإساءة بمثلها، إنما ادفعيها بالتي هي أحسن؛ مِصْداقًا لقوله تعالى: ﴿ وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوًّا مُبِينًا ﴾ [الإسراء: 53]، ﴿ وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا * وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا ﴾ [الفرقان: 63، 64]، ﴿ وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ ﴾ [فصلت: 34].

ثالثًا: تذكَّري أنَّ والدَك يُحبك، وإن جار أو قسَا عليك، ومعاملتُه الجافة هي نابعةٌ مِن طبيعته وبيئته وتربيته، التي يغلب عليها الشدَّة في أسلوب الخطاب والتعامُل، ولعلَّه لا ينتبه لرغبتك في الزواج، أو في التسوُّق والخروج لشراء بعض الأغراض؛ لأنه يندفع بحب وعاطفة الأبوة؛ فيخاف عليك، فتكون ردات أفعاله غاضبةً، بل ربما - مِن وجهة نظره - لم تتوافر في خاطبيكِ شروطُ الزوج الذي يراه مناسباً لك؛ لأنَّ لديه شروطًا تُخالف شروطك، ولذلك يقوم بحسم الموضوع.

رابعًا: قد يظُنُّ والدُك أنه أعلم منك، وأكثر تجربةً ومعرفة بأحوال الرجال، وما يصلُح لك كزوجٍ مما لا يصلح، فيتصرف لصالحك مِن تِلقاء نفسه ولا يستشيرك، ولأنَّ الكفاءة عنده بالزواج ليست تديُّن الرجل أو ظروفه المادية، إنما هي خصائص وصفات لم يجدْها في كلِّ مَنْ تقدَّم إليك خاطبًا، وإن كنت تخالفينه الرأي، أو كان رأيه ضد رغبتك.

خامسًا: تقرَّبي لوالدك، واكسري الحواجزَ بينكما، وأشْعِريه بحب البنت البارَّة بوالدها، التي تحترم وجوده وإرادته، ولا تخالف له أمرًا، وتُطيعه دائمًا وترضيه، واجلسي بين يديه وقبِّلي يديه، واشتكي إليه، وتحدَّثي معه عما يُتعبك ويُحزنك، واسأليه عن أسباب رفْضِه مِن غير أن تتخذي بينك وبينه واسطة، أو تُملي عليه أوامرَ ليُنَفِّذَها، بل اخفضي له جناح الذل مِن الرحمة كما أمرَكِ الله، وأظْهِري له رغبتك في الاقتران بهذا الشخص الذي تقدَّم لخطبتك مُؤخرًا؛ لأنك ترينه كفؤًا لك في دينه وسلوكه، وأنه الشخص الذي ترينه مناسبًا وقادرًا على إسعادك، وأنك ترغبين في أن يُبارك هذا الزواج ويُتمه برضاه، امتثالًا لأمر الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم - في دعوة أولياء الأمور للتعجيل بتزويج بناتهم وأبنائهم، وذكِّريه بالأحاديث التي تنُصُّ على تسهيل أمر الزواج بالمَرضيِّ دينًا وخُلُقًا اتِّقاءً للفِتَن التي يمكن أن تحصُلَ إذا عسَّر الأولياء ظروفَ النكاح، أو اشترطوا شُروطًا مُعجزةً على الراغبين فيه، ومنها قول الرسول - صلى الله عليه وسلم - فيما أخرجه الإمامُ الترمذي وغيره، عن أبي هريرة - رضي الله عنه -: ((إذا خطب إليكم مَن ترضَوْنَ دينه وخُلُقَه فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنةٌ في الأرض وفسادٌ عريض)).

سادسًا: تقرَّبي إلى زوجة والدك، فأنتِ لم تشتكي منها سوء المعاملة، وإلى أسرتك بشكلٍ عام، وادفعي أذاهم وقسوتهم وشدتهم بالحب والسَّماح والعفو، واكسبي مودتهم ومحبتهم بطرُق مختلفة، وأرضيهم يُرضوكِ، وأسعديهم يُسعدوك، وتودَّدي إليهم بالكلمة الطيبة، والابتسامة الحلوة، والهدية الجميلة في مناسبات مختلفة، والمفاجأة السعيدة، وتجهيز أكلات طيبة أو حلوى أو مشروب يحبونه، وأسرعي في تلبية طلباتهم ورغباتهم قدْر استطاعتك، وأشعريهم بحنانك ورحمتك بهم واحترامك لهم، فهذا سيُساعدك من جهة على توثيق علاقتك بهم، ومن جهة أخرى تكسبينهم لصفِّك؛ لإقناع والدك بالمُوافَقة على زواجك.

سابعًا: اطلبي مُساعدةَ مَنْ تثقين في نزاهتِهم وعدالتهم وعلمهم وحكمتهم، سواء من أحد أصدقاء والدك، أو جيرانه، أو مِن أحد علماء المنطقة التي تعيشين فيها ممن يحبهم ويحترمهم، ليحاوِرُوه ويُبَيِّنوا له الحق، ويقنعوه بأسلوبهم وعلمهم وحكمتهم بالموافَقة على زواجك وزواج أخواتك.

ومع هذا كلِّه فالحلُّ عند الله - عز وجل - فأكْثِري من الدعاء والاستغفار والتقرب منه.

هذا، وأسأل الله لك السداد والتوفيق


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 52.80 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 51.14 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.16%)]