|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() زوجتي تطلب الطلاق والسفر ببناتي أ. فيصل العشاري السؤال: السلام عليكم ورحمة الله و بركاته. أكْتُب إليكم مشكلتي، وقد ضاقتْ بي السبُل، وأرجو مِن الله - عزَّ وجلَّ - أن أجد ضالَّتي عندكم. أنا شابٌّ في بداية الثلاثينيات مِن عمري، تزوجتُ منذ عشر سنوات، زوجتي عصَبية جدًّا للأسف، رزَقَنا الله بفتاةٍ بعد الزواج، وسافرتُ أنا وزوجتي إلى دولةٍ عربيةٍ، وعشنا حياةً صعبةً؛ إذ هي دائمة الطلبات. ومِن كثرة الضغوط التي عليَّ - زيادةً على ضُغوطها هي - قرَّرْتُ أن أعودَ إلى بلدي مرةً أخرى بعد عامين مِن الغُربة. أنا وهي نعمل العملَ نفسه، فقد تخرَّجْنا من الجامعة والكلية نفسها، وعندما عدتُ لبلدي لم أجدْ عملًا مناسبًا لي، فقررتُ فتْح مشروعٍ خاصٍّ، ولم يكنْ معي المبلغ المناسب، كانتْ هي تمتلك المال، فبدأنا المشروع، والحمدُ لله نجح بصورةٍ كبيرةٍ، وصُرِفت الأموال في تطوير المشروع، وكنا نعمل معًا ليل نهار لننجح. مر بنا كثيرٌ مِن المشكلات، وكان لديها طموحٌ كبيرٌ في الحياة، وأصبحت الحياة مليئةً بالهموم والمشاكل، وكنتُ أُصَبِّر نفسي كثيرًا، حتى وُلِدَتْ طفلة ثانية، وزادت الأعباء والهموم، وهي لا تتغير! لجأتُ للفيس بوك لأُخْرِج فيه طاقتي المكبوتة مع أصدقائي مِن أيام الجامعة، وقررتُ بيع شقتي لشراء نصف المشروع منها، وتم ذلك، وأخذت المال ووضعتْه في بناء بيتٍ لها ولأهلها! وأشارتْ عليَّ أن نعيشَ في البيت الجديدِ، فرفضتُ هذا العرْض، لكنها هدَّدَتْ إن لم أوافقْ بأنها ستطلُب الطلاق وتخرب البيت، فوافقتُ على ذلك، مع العلم أنَّ طلَب الطلاق على لسانها منذ أنْ تزوَّجْنا! وحملتُ أنا المشروع وحْدي، وزادت الديونُ، وكنتُ أعمل مِن الصباح إلى المساء، وأعود متأخِّرًا جدًّا لأنام وأستيقظ في الصباح وهكذا. في هذه الأثناء عرَضَتْ أخت زوجتي التي تعيش في أمريكا علينا أن نسافر للعيش هناك، لم أكنْ مُتَحَمِّسًا للموضوع؛ لأني أرى أن بلدنا أولى بأن نعملَ فيها، فكانتْ ترُدُّ بأني لا أستطيع توفير متطلبات الحياة الأساسية، فكيف نعيش في بلدنا؟! وجدتُها فجأةً تجهِّز الأوراق لها وللبنتين، وتسير في الموضوع بجِدِّيَّة، فاعترضتُ على ما تفعل، فأخبرتني أنها قرَّرَتْ وستُسافر، سواء رضيتُ أو رفضتُ؛ فهددتُها بالطلاق، فلم ترجعْ، علمًا بأنها تهجرني في الفراش منذ مدة طويلة، وتُريد السفَر بدون إذني! سافرتْ إلى أمريكا لمدة 15 يومًا، وتركت البنتين معي ومع والدتي، وعندما عادتْ أخبرتني أنها رتَّبَتْ أمورَها هناك، وأتتْ لتأخذ البنتين معها لتعود، وأنها تريد الطلاق!! قررنا الطلاق، وقرَّرنا أن نبيعَ المشروع لنفُضَّ الشركةَ التي بيننا، لكن المشكلة أنها تُريد أخْذ البنتين معها لتكملا تعليمهما هناك، وأنا لا أريد أن تُبْعِدَ البنتين عني، لكنها مُصَمِّمة. ماذا أفعل؟ أنا الآن بعيدٌ عن بناتي، أعيش عند أهلي، وهي تعيش في شقتها ولا أرى بناتي، تعبتُ نفسيًّا وجسديًّا، أرجو أن تشيروا عليَّ ماذا أفعل معها؟ الجواب: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. نشكركم على تواصلكم معنا، وثقتكم في شبكتنا. وضْعُك يُذَكِّرني بقول أبي الطيب المتنبي: مَا كُلُّ مَا يَتَمَنَّى المَرْءُ يُدْرِكُهُ ![]() تَجْرِي الرِّيَاحُ بِمَا لَا تَشْتَهِي السُّفُنُ ![]() رغْم كفاحك ونِضالك هذه السنوات، إِلَّا أنَّ الأمر يبدو أنه سيخرج عن طَوْرِه إلى ما لا تحبُّه ولا تشتهيه؛ ويبقى الموضوعُ فقط باختيار الطريقة الأنسب للتعامُل مع زوجتك التي تُريد فراقك - حسِّيًّا ومعنويًّا - ما دامتْ قررتْ أمرَها، وحزمتْ حقائبها، ولم تتراجعْ عن قراراها، رغم مناشدتك المستمرة لها بالعُدول عن قرار الذهاب إلى أمريكا، وكان يُمكن التفاهُم على موضوع أمريكا؛ تذهبان معًا، أو تبقيان في مصرَ معًا؛ إلا أنَّ إصرارها على الطلاق يَدُلُّ على أن على سفرها ليس إلا مجرد شمَّاعة في طريق الفراق بينكما! وقد سبَقَه هجْرُها لك في الفراش منذ مدة طويلة، وخروجها وسفرها بدون إذْنٍ منك، ونحن كاستشاريين لا ننصحك بطلاق أو إبقاءٍ؛ لأن هذه القضايا الشائكة بحاجة إلى جلسات مباشرةٍ، واستقصاء للخروج بتصورٍ دقيقٍ، ينتُج عنه قرارٌ صحيحٌ، لكن حسبنا أن نضعَ لك خيارات ربما تختار أنت منها ما يُناسب وضعك، فصاحبُ المشكلة هو أدرى الناس بها، وبحجم مَفاسدِها ومصالحها كذلك. أمامك ثلاثة خيارات: الأول: تعليقها بدون طلاقٍ؛ مِن أجْلِ الاحتفاظ بابنتيك عندك، لكن هذا لن يَدومَ طويلًا؛ لأنها قد تلجأ إلى الخيار الثاني، وهو: خيار الخُلْع: حيث تلجأ للمحكمةِ لطلَب الخُلْع أو الطلاق، وهذا لا يسقط حقها في الحضانة، حيث يمكنها أخْذ ابنتيها معها، ولا يسقط حقها في الحضانة، إلا إذا تزوجتْ رجلًا آخر؛ هذا من حيثُ الناحيةُ الفقهيةُ، أما القانونية فذلك راجعٌ إلى قانون كل بلدٍ. الخيار الثالث: خيار الطلاق المباشر منك، وهنا سيكون لها حق المطالبة بمُؤخر الطلاق ونحوه مِن الحقوق المتعلقة، وليس كالخلع الذي عادة ما تكون خسائره المادية أقل مِن الطلاق نفسه. وعلى أيِّ نحوٍ كان البقاء (المؤقت) أو الفراق؛ فإننا ننصحك بالتالي: إن حصل طلاقٌ، فلْيَكُن بطلقة واحدة لإمكانية الرجوع لبعضكما مُستقبلًا. اتَّفِقا على مبدأ (زيارة البنات) و(تربية البنات)؛ فأنت كوالدٍ لك الحقُّ في رؤية بناتك مستقبلًا وزيارتهنَّ، كما لك الحق في أن تُسْهِم في نُصحهنَّ وتوجيههنَّ، أو الإشارة بذلك إلى والدتهنَّ، لا سيما وأنهنَّ سيُقدمْنَ على بلد مفتوحٍ كالولايات المتحدة الأمريكية، وغدًا قد يَتَجَنَّسْنَ بجنسية ذلك البلد، وتحول العوائق القانوينة دون التأثير الفعلي عليهنَّ. عامِلْ زوجتك بعدلٍ وإنصافٍ، ولو تنازلْتَ عن بعض حقك كرامةً منك، وإبداء لحسن نيتك، فهو مفيدٌ لك مستقبلًا، خاصة على صعيد ما يتعلق ببناتك. لا تحزنْ على مستقبلك العاطفي والماديِّ، فسيجعل الله لك فرَجًا ومخرجًا؛ ﴿ وَإِنْ يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللَّهُ كُلًّا مِنْ سَعَتِهِ ﴾ [النساء: 130]. يظهر في المشهد أمك الصابرة المحتسبة على تربية بناتك (خلال فترة غياب أمهنَّ)؛ فالْزَم قدمها وطاعتها، وستنال العوض العاجل مِن الله تعالى. لا تجعلْ فراقك من أم بناتك نهاية الحياة، بل اجعلْها محطةً للتزوُّد للمستقبل، فلا يزال أمامك الكثير لتفعله، ولا يزال أمامك الكثير مِن عتبات سُلَّم المجد لتصعدها، فلا تحزنْ، ولا تترددْ في الدخول إلى مُعترك الحياة من جديد، بقوةٍ وعزيمةٍ وإصرارٍ، وتذكَّرْ أنك لست الوحيد الذي تُصيبه مشاكل الحياة وعنتها. وَأَيُّ حُسَامٍ لم تُصِبْهُ كلالةٌ ![]() وأيُّ جوادٍ لم تخنْهُ الحوافِرُ ![]() نسأل الله تعالى أن يهديك لأرشد أمرك، وأن يصلح بالك والله الموفق
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |