|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() صراحة خطيبي جعلتني مترددة في إتمام الخطبة د. رحمة الغامدي السؤال: أنا فتاةٌ في بداية الثلاثينيات مِن عمري، تقدَّم لخطبتي شابٌّ في مِثْل سنِّي، اشترط عليَّ النقاب والسفر، فَرَفَضْتُ لأني لا أفكِّر في السفر أو النقاب! كان مُترددًا في إتمام الخطبة، ولكنه اتصل بي وأخبرني بالموافقة، واجهته بكلِّ ما أعرف عنه وعن رفْضِه لي في البداية، فأخبرني بأنه استخار وكانت الأمور تسير بسهولةٍ ويُسْرٍ، وأنه يؤمن أنَّ الله اختارني له. حاولتُ أن أُنَفِّرَه مني، لكن حدث العكس، أزداد ميلًا له، إذا تحدثنا معًا أشعر أنه يُعَبِّر عني، ويُشبهني إلى حدٍّ كبيرٍ. صارحتُه أني أحببتُ مرتين قبله، وصارَحَني هو بأنه أَحَبَّ كثيرات قبلي، ولم تُساعِدْه الظروف على الزواج بأيٍّ منهنَّ! ثم أخبرني بتجربة خاضَها على الإنترنت مع فتاةٍ أخبرتْه بأنها غير متزوجة وكانت متزوجةً، وكان يُشاهدها عبر الكاميرا!! صراحتُه المبالَغ فيها جعلتْني متناقضةً ومتردِّدة في إكمال الخطبة، زيادة على ذلك أنه طلَب مني ألا أتكلمَ مع غيره بعد الزواج! علمًا بأنَّ له صديقات عبر الإنترنت وفي الواقع ومنهنَّ متزوِّجات، واجهتُه بخطأ ما يفعل، ولم نتناقشْ كثيرًا في الأمر، لكنَّه هدَّدني إذا كلَّمْتُ أحدًا غيره بالطلاق! شعرتُ وقتها أنه لا يثق في أحدٍ، حاولتُ أن أعيدَ إليه الثقة فيمَن حوله وفي نفسه، لكنه لا يستمع لي. حاليًّا يُريد أن يفْسَخَ الخطبة لكثرة جدالي - كما يقول - ومناقشتي الكثيرة له، أنا أُشْفِق عليه كثيرًا، وأريد أن أُساعِدَه، أشعر أن بداخلِه حزنًا، وأنه يبحث عن الحبِّ في كل فتاةٍ يتعرَّف عليها، ظهر ذلك من كلماته معي عندما أخبرني بأنه يريد أن يعيشَ معي حياة هادئة، يريد ألا يهربَ من البيت، يريد أن يشعرَ بالحنين إليَّ! في داخلي خوف من أن يغدرَ بي، وأنْ يعُدَّني فتاةً عادية ممن عرفهن، أرشدوني وأخبروني ماذا أفعل؟ الجواب: أختي الحائرة، وفَّقك الله. بدايةً أشكرك على اختيارك لشبكة الألوكة، وطَرْح استشارتك فيها، وأسأل اللهَ أن تكونَ ثقتك بنا في محلِّها. أما عن استشارتك، فإني أريد أنْ أهمِسَ لك بأننا والحمد لله - نحن المسلمين - خَلَقنا اللهُ لغايةٍ، وعلمنا أنَّ كل شيءٍ قضاء وقدَر، وأنَّ هذه الحياة سنغادرها جميعُنا في يومٍ مِن الأيام، فلا تستحق منا الكثيرَ مِن الحِرْص والتعقيد، بقدر أنها تستحق أن نعيشَها بلحظاتها، ونُفَكِّر كيف نرضي الله فيها رغبةً في جنته التي عرْضُها السموات والأرض؟ كما يظهر لي أنَّ الماضي الذي تعرَّض له خطيبك، والصمت العاطفي الذي نال منه، كل ذلك صاغ شخصيته بشكلٍ قلقٍ، وغيرةٍ زائدةٍ، وهذا ما عليك معرفته وتحمُّله مع زوجِ المستقبل، وربما يكون ذلك في بداية الأمر حتى يثقَ فيك؛ لأنه حاليًّا لا يعرفك، والصورةُ التي يراك بها مُشَوَّهة بناءً على خبراته السابقة، فأنتِ بحاجة إلى أن تجعليه يَثِق فيك، وذلك مِن خلال الابتعاد عن كلِّ مَواطِن الاشتباه، ومن خلال إظهار الحبِّ له والحنان، كما أنه ينبغي منك عدم تقليب ملفات الماضي مهما كان السبب، بل إن إغلاقها ومحاولة تجاهلها سيجعله ينساها، وتزداد ثقته بك. عزيزتي، الرجلُ عندما يتزوَّج يريد أن يحمي زوجته مِن الخيانة؛ لأن خيانة الزوجة تُفَسّر على أنها ضَعْف الزوج، وهذا ما يَزيده ألمًا، ولا ينبغي لك مقارنة نفسك بما حدَث على مواقع التواصُل، فهو الآن خائف جدًّا مِن أن يُصْدَمَ فيك كما صُدِم في تجارِبِه السابقةِ؛ ولذلك أُوصيك بأن تبتعدي عن أي موضوع يُضْعِف ثقته فيك، ويَزيد غيرتَه، وجميلٌ جدًّا أنه صريحٌ معك، فالتعامُلُ معه أسهلُ مِن الذي لا يُصارح أو حتى لا يعرف أن يُعَبِّر عما يَدُور في داخله! وبالنظَر إلى الإيجابيات والسلبيات عند ارتباطك به، فإنَّ ذلك يُساعدك على اتخاذ القرارِ الصحيحِ، فالقرارُ الذي ستتخذينه سيعود إليك، فهل ستتحملين شروطه وغيرته؟ هل تصبرين إلى أن تعود إليه الثقة في نفسه وفي الآخرين؟ أرجو أن تستخيري الله، وتُكثري من الدعاء والاستغفار؛ فهو خالقنا، ويعلم ما ينفعنا ويضرنا. وفَّقك الله وأعانك على اتخاذ القرارِ الصحيحِ
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |