|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() هل يدل الزواج الثاني على نقصان حب الزوجة الأولى ؟ أ. عائشة الحكمي السؤال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أرجو أن تجيبَ عن استشاراتي الأستاذة/ عائشة الحكمي. أنا أُحِبُّ أسرتي كثيرًا، وهم كذلك يحبونني كثيرًا، والدي كثيرُ الانشغال بالعمل، ويُسافر كثيرًا. جلستْ أختي الصغيرة على جهاز الحاسب الخاص بأبي، وعن طريق الخطأ شاهدتْ رسائلَه مع امرأةٍ، وبينها كلام في الحب! فأخبرتْ أخي بذلك، فهَدَّأَها وأخبرها بأنَّ أبي لا يحب إلا أمي! قال أخي هذا الكلام حتى يُهَدِّئ أختي، لكنه في الحقيقة غير مُطمئنٍّ، ففَكَّرَ أن يواجه أبي، لكنه لم يستطعْ! وعندما أخبرني بالأمر هدأته، وأبعدتُ عنه فكرة مناقشة الأمر مع أبي، لكني أصبحتُ في شكٍّ مِن أمري، ثم وجدتُ جهاز أبي مفتوحًا، وراجعتُ رسائله، فوجدتُ المحادثات بينه وبين امرأة يقول لها: زوجتي الحبيبة، وبينهما حديثُ المتزوجين! ومنذ ذلك يوم وأنا حزينة جدًّا وفي صدمةٍ! فهل لم يَعُدْ يحب أمي؟ وهل انتهى الحب بينهما؟ أبي يحبنا كثيرًا، ويُلَبِّي طلباتنا جميعًا، وأمي كذلك تحب أبي، وتهتم به، ولا تقصِّر في حقِّه، وتُقَدِّره وتفعل كلَّ ما يطلُبه منها! أشعر أنها مخدوعة فيه، وأنها لا تستحق أبدًا هذا منه، لا أعرف ماذا أفعل؟ هل أُواجه أبي؟ أو أخبر أمي؟ أنا في حيرة مِن أمري، أرجوكِ أخبريني ماذا أفعل؟ الجواب: بسم الله الموفق للصواب وهو المستعان فإنه ليس في مَقْدوري أن أقفَ على طبيعة العلاقة التي بين والدك وبين تلك المرأة، وقد أمرنا اللهُ - سبحانه وتعالى - أن نُحْسِنَ الظن بالآخرين إذا جالتْ في النفوس خواطر الظنن والتُّهَم، فقال عزَّ من قائل: ﴿ لَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْرًا ﴾ [النور: 12]، والخيرُ الذي نظنُّه بوالدك: أنه تزوَّج بثانيةٍ، أو عقَد عليها، وفي هذه الحالة - إن كان ما نظنه حقًّا - هل يسمى زواجه بأخرى خديعة لوالدتك العزيزة؟! من المنظور الشرعي لا يُعَدُّ الزواج الثاني دون علم الزوجة الأولى خديعةً لها، إلا أن يكونَ زواجُ الرجل عليها إخلافًا لشرط عدم الزواج عليها في العقد، فلو اشترطتْ والدتُك مثلًا أن تكونَ مخلية بوالدك، فلا يتزوج عليها، ووافَق والدُك على هذا الشرط، ثم خالَفَه الآن بزواجه بأخرى، فعندئذٍ يكون زواجه الثاني - على صِحته - خديعةً لوالدتك؛ لقوله - صلى الله عليه وسلم: ((إنَّ أحق الشروط أن يوفى به ما استحللتم به الفُرُوج)). السؤال الآخر: هل يَدُلُّ الزواج الثاني على نقصان حب الزوجة الأولى، أو تغيره في قلب الزوج؟! والجوابُ مِن المنظور النفسيِّ: كلا؛ لأنه في الإمكان أن يحبَّ الشخص محبوبين في الوقت عينه، مع الاختلاف في مراحل الحبِّ وقوته بين المحبوبين، بمعنى: أنه مِن الممكن أن يكونَ حبُّ الزوج لزوجته الأولى في مراحله الأخيرة (الحب الناضج)، بينما يكون حبه للثانية في مراحله الأولى (الافتتان الشكلي والإعجاب). مِن هنا أتمنى منك - عزيزتي - أن تتعاملي مع المشكلة بطريقتينِ: الأولى من الناحية الفكرية: في محاولة فهم المشكلة وتصحيح الأفكار - وهو ما آمل منك أن تشرحيه أيضًا لإخوتك - من أنَّ زواج والدك - إذا تزوَّج حقًّا - لا يعني إطلاقًا أن حبه لوالدتك قد تغيَّر، ولا أنه يخدعها بزواجه بأخرى، بل يُمارس حقه الشرعي، وأنا وإن كنتُ لا أتفق مع فكرة إخفاء الزواج الثاني عن الزوجة الأولى، إلا أني أقف حيث تقف مصلحةُ الزوجات، فربما أخفى والدك الخبر مُراعاةً لمشاعر والدتك؛ وهذا مِن الحبِّ لا البغض، أو خشية أن تطلبَ الطلاق إن هي علِمَتْ بالأمر؛ وهذا مِن الحرص، وحِفْظ العشرة، لا التخلي والنكران، وربما كان ينتظر الوقت المناسب لإخبار والدتك؛ وهذا مِن الحكمة. والثانية - وهي ما أنصحك به نصحي لنفسي لو كنتُ في مكانك -: ألا تُدخِلي نفسك في هذه المشكلة؛ لأسبابٍ عديدة منها: أنها مشكلة خاصة بين والديك، (أي: إنها مشكلة بين زوجين)، وليس مِن طريقتي أن يتدخلَ الأبناءُ فيما بين الآباء مِن مشكلات. إذا كان هناك أيُّ تغيُّر مَلْحوظ في تعامل والدك مع والدتك، فمِن المفترض أن تلحظه والدتك (زوجته)، لا أنت ولا أحد مِن إخوتك. ربما يكون لدى والدتك علمٌ بالأمر، غير أنها آثَرَتْ كتمان الخبر عنكم؛ خشيةَ أن تتغيرَ نظرتكم أو طريقة تعامُلكم مع والدكم، أو أن تكونَ والدتك مِن النوع الكتوم الذي يدفن الآلامَ في قلْبِه، وعسى الله أن يربطَ على قلبها كما ربَط على قلب أم موسى. ولأني أخشى كثيرًا إن أنتِ فتحت الموضوع للنقاش مع أحد والديك أن تفتحي بذلك بابًا للفتنة والشقاق بينهما مِن حيثُ أردتِ الخيرَ والإصلاح، وقد قيل قديمًا: "الفتنةُ نائمة، فمَن أيْقَظَها فهو طعامُها"، فدعي الأمورَ النائمة بين والديك كما هي، ولا تسعي لإيقاظها فتهيجين في قلب والدتك الشكوكَ والخواطرَ الأليمة، وهي عن كلِّ ذلك في غنًى. والله أسأل أن يُصْلِحَ حال والديك الكريمينِ، وأن ينعمَ بالك وبال إخوتك، وأن يوفقكم ويسعدكم جميعًا، اللهم آمين. كوني بخيرٍ في كنَف الله وأمانه ورعايته والله - سبحانه وتعالى - أعلم بالصواب
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |