|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() طلاقي من زوجي المهمل .. وإخبار والدي أ. شريفة السديري السؤال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. الإخوة في شبكة الألوكة، أنا سيدةٌ مُطَلَّقَةٌ، والآن في فترة العدة، وجاء الطلاقُ بعد سنوات مِن الخلافات والمشكلات الأُسَريَّة، وكانتْ كلُّ المشكلات تدور حول إهمال الزوج للبيت، فهو غائبٌ عن الأسرة بشكلٍ دائمٍ، حتى إنه ربما يَغيب عن البيت مدة 6 أشهر، ولا يسأل عن البيت والأولاد والزوجة! حاولتُ أن أعيدَ العلاقات وتواصلتُ معه فاستَجاب، لكنه عاد إلى سيرَتِه الأولى، فطلبتُ الطلاق منه، فوافق وطلقني! حاول إيذائي بعدة طرق؛ بمُقاطعتي، بعدم الإنفاق علينا، بمحاولته الضرب، بترك المنزل، بطردي من البيت عدة مرات. المشكلةُ الآن أنَّ لديَّ طفلًا صغيرًا عمرُه 3 سنوات، دائمًا يسألني عن والدِه: لماذا لا ينام في البيت؟ وحالتُه النفسيةُ تتدهور، حتى إنه يتبرَّز على نفسِه، وولَدِي الآخر يُخفي حُزنَه وأَلَمَهُ بما حدَث. أما أنا فأشعر بالخوف والقلق على أبنائي، وكل يوم تقريبًا أستيقظ وبطني تُؤلمني مِن الخوف والرُّعْب بما سيحدُث لي، ولا أخفي عليكم فأنا وحدي، ولا يعرف أهلي ما حدَث لي، ولا أستطيع إخبارهم؛ لأنَّ والديَّ متقدِّمان في العمر، ولن يتحمَّلوا ما يحدُث معي، وفي اعتقادِهم أني سعيدة جدًّا، ولا توجَد لديَّ مشكلات. أخبروني ماذا أفعل؟ وجزاكم الله خيرًا. الجواب: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وأهلًا بكِ عزيزتي في الألوكة. خوفُك وقلقُك واضحان جدًّا مِن كلماتك ورسالتك, وأسأل الله أن يُفَرِّجَ عنك همك, ويُطمْئن قلبكِ. هناك تفصيلاتٌ كثيرةٌ أغفلتِها، ولم تُوضِّحيها كانتْ ستُساعدنا في الإجابة؛ مثل: هل والداك معك في نفس البلد؟ أو في دولة أخرى؟ هل تعملين أو لا؟ ما مصدر دخلكم؟ ومن أين تنفقون بعد طلاقك؟ كم عدد أبنائك؟ كيف هي علاقتك بأهل زوجك؟ لكن لا بأس، فسنُحاول الإجابة والإحاطة بكل النقاط ما أمكن. عزيزتي، الحياةُ الزوجيةُ تعني: المشارَكةَ في جميع جوانب الحياة, والصبرَ على مَشاقِّ العيش وتربية الأبناء وتقصير الزوجين, وذلك حتى تمشي الحياةُ بسعادةٍ ورحمةٍ ومشاعر طيبة تعُمُّ الأسرة كلها. زوجُك مُقَصِّرٌ في اهتمامه بكِ وفي مسؤوليات بيته وأبنائه, يغيب عنكم بالأشهُر، ويرمي الحملَ كاملًا عليكِ, مما يثقل كاهِلَك ويتركك في وضْعٍ نفسيٍّ صعبٍ, وهذا الوَضْعُ النفسيُّ بلا شك ينعكس على أبنائك وعلاقتك بهم! وأنتِ حاولتِ الإصلاحَ، وإرجاعَ العلاقات والتقريب بينك وبين زوجك، لكنه لم يستجبْ، واستمرَّ في تقصيره وإهماله, ومن ثَم زاد ألمكِ وزادتْ نفسيتك سوءًا. اللهُ - سبحانه وتعالى - شرَع الطلاقَ؛ لأنه رغم قسْوتِه وصعوبتِه راحةٌ في أوقات كثيرة, والرسولُ - صلى الله عليه وسلم - قال: ((إِنَّ المرأةَ خُلِقَتْ مِنْ ضِلَعٍ، لَنْ تستقيمَ لك على طريقَةٍ ، فإن استمْتَعْتَ بها استمتعْتَ بها وبها عِوَجٌ، وإِنْ ذهبْتَ تقيمُها كسرْتَهَا،وكسرُهاطلاقُها))؛ رواه مسلم، عن أبي هريرة. لكنَّ الطلاقَ راحةٌ وحرية بصور أخرى، قد لا تطرأ على بالِنا ونحن مشغولون بالألم والحزن! الآن أنتِ تتحملين مسؤوليةَ البيت بالكامل, ولكن هل تغيَّر الأمرُ عليكِ؟ فمنذ البداية وأنتِ التي تهتم بالبيت، وتُنفق، وتتحمَّل المسؤوليات, وهو يتهرَّب منها، فلا يُنفق، ولا يهتم، ولا يسأل عن شيءٍ - كما قلتِ لنا في رسالتك! قبل الطلاقِ كانتْ مساحةٌ كبيرة مِن عقلك مشغولةً وممتلئةً بالبحث عن حلول لإعادة هذا الرجل لنِطاق حياتكم وأسرتكم، وليلتزم مجددًا بمسؤولياته, وحاولتِ لكن دون جدْوى. الآن بعد الطلاقِ, وبعد أن انقطعتْ صِلتُك به شرعًا وعُرفًا أمام الله والناس, صارتْ هذه المساحةُ مِن عقلك حرةً فارغةً، لا تثقل عليك بأمور تزيد حزنك، وتُرهق قلبكِ, وصار في إمكانك ملْؤُها بما يروح عنكِ، ويجعلكِ تفرغين تعبكِ فيها لتعودي لأطفالك أكثر نشاطًا وحيوية. الحياةُ مع أمٍّ واحدةٍ مهتمة, محبة, عطوفٍ, أفضل بكثيرٍ من العيش مع أبوين لا يكفان عن الخلاف والخِصام, مما يورث الأبناء عُقَدًا وأزمات نفسيَّةً. لم تذكري لنا شيئًا عن أولادك، باستثناء الصغير الذي يسأل عن والدِه دائمًا, والكبير الذي يُخفي حزنَه! ودعيني أخبركِ بأمرٍ لمستُه من رسالتك، خوفُك وقلقك مِن حياتك القادمةِ بدون زوجٍ كبيرٌ وضخمٌ وواضحٌ جدًّا, وبلا شك فإنَّ خوفك هذا انتقل لأبنائك، وزاد مخاوفهم وأحزانهم, وربما جعلَهم يَغُوصون في أفكارٍ سوداء وسلبية بدون أن يجدوا مَخْرجًا يفتحون أعينهم فيه على حياةٍ هادئةٍ جميلةٍ. الحلُّ الذي لا بُدَّ منه هو أن تبدَئي بتهدئة مخاوفك، والاسترخاء والحديث مع نفسك بإيجابية, فأنتِ من البداية تتحمَّلين كل المسؤولية, وأن يبتعدَ عنكِ الزوجُ السيئ؛ فهو راحةٌ لأنه ينقص همًّا مِن همومك ولا يزيدها. وبعد أن تهدئي وتسترخي، ابدئي في مساعدة أبنائك على الاسترخاء، والتعبير عن مخاوفِهم وقلقِهم, وساعديهم ليطمئنوا ويرتاحوا, واستعيني بقريب أو صديقٍ تثقين فيه أنتِ وأولادك؛ ليُساعدكم على التعبير والفضفضة, لكي لا تزيد مشكلاتهم النفسية أكثر، وكُوني على يقينٍ بأنهم كلما رَأَوْك مرتاحةً ومُطمئنةً زاد اطمئنانهم؛ لأنكِ المنبع والمصدر بالنسبة لهم. بالنسبة لابنكِ الصغير، حاولي أن تشرحي له بأسلوبٍ يسيرٍ يُناسب سنَّهُ معنى الطلاق والانفصال, وأنه لا يُؤَثِّر في حبِّ الوالدين له أبدًا, وإن بحثتِ في الشبكة، فستجدين الكثيرَ والعديد مِن المقالات والمعلومات والقصص التي ستُساعدك في هذا الأمر. وحاولي ألا تقطعي علاقةَ أبنائك بأهل والدهم, أو بوالدهم نفسه, ولا تجعليهم بدون أن تشعري يحملون له كرهًا أو بُغضًا؛ فمهما حصَل بينكما يبقى والدهم، وله عليهم حق البر. وبعد أن تهدئي وتتمالَكي نفسك، أخْبِري والديك عن طلاقك بهدوءٍ بدون انفعالٍ أو خوف يريانه في عينك ليطمَئِنَّا عليكِ, وأخبريهم بأنَّ الوضعَ لم يتغيرْ، وأنكِ مرتاحة لهذا الأمر، وغيره من الكلام الذي يجعلهما يتقبَّلان الأمرَ بصورةٍ أكبر وأكثر إيجابية. وأخيرًا ابحثي لنفسك عن هوايةٍ أو عملٍ يمتص طاقتك السلبية التي تتعبك؛ حتى لا تخرجَ في صورةِ انفعال على أطفالك، يُوَتِّرك ويُوَتِّر علاقتك بهم. كان اللهُ في عونكِ عزيزتي، ورَزَقَكِ الصبر والقوة ولا تتردَّدي في مراسلتنا إن كنتِ تودّين مناقشة تفصيلات أكثر
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |