خلاصة في تفسير سورة القدر - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         الموازنة بين سؤال الخليل عليه السلام لربه وبين عطاء الله للنبي صلى الله عليه وسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »          تفسير سورة العاديات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 59 )           »          تفسير قوله تعالى: {ولا يحسبن الذين يبخلون بما آتاهم الله من فضله هو خيرا لهم بل هو شر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 50 )           »          حذف الياء وإثباتها في ضوء القراءات القرآنية: دراسة لغوية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 96 )           »          «عون الرحمن في تفسير القرآن» ------متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 489 - عددالزوار : 200699 )           »          تفسير سورة النصر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »          المصادر الكلية الأساسية التي يرجع إليها المفسر ويستمد منها علم التفسير تفصيلا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 59 )           »          تفسير سورة القارعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 64 )           »          {ألم نجعل الأرض مهادا} (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 57 )           »          تعريف (القرآن) بين الشرع والاصطلاح: عرض وتحرير (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 33 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى القرآن الكريم والتفسير
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى القرآن الكريم والتفسير قسم يختص في تفسير وإعجاز القرآن الكريم وعلومه , بالإضافة الى قسم خاص لتحفيظ القرآن الكريم

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 27-04-2022, 01:42 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 168,444
الدولة : Egypt
افتراضي خلاصة في تفسير سورة القدر

خلاصة في تفسير سورة القدر


عبدالرحمن حللي

خلاصة تفسير سورة القدر : سميت (سورة القدر) بهذا الاسم لذكر ليلة القدر أو وصفها، ودوران السورة كلها حولها، ويرجح أنها أول سورة نزلت بالمدينة، لأن المتبادر أنها تتضمن الترغيب في إحياء ليلة القدر وإنما كان ذلك بعد فرض رمضان بعد الهجرة، وتقع في المصحف بعد سورة العلق، ومناسبتها لما قبلها ظاهرة، فلما قال في السورة التي قبلها: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبّكَ} [العلق:1]، فكأنه قال: اقرأ ما أنزلناه عليك من كلامنا، {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ}، وكأنه إيماء إلى أن الضمير في (أنزلناه) يعود إلى القرآن الذي ابتدئ نزوله بسورة العلق.
وتتضمن السورة تنويهاً بفضل القرآن وعظمته بإسناد إنزاله إلى الله تعالى، ورفع شأن الوقت الذي أنزل فيه ونزول الملائكة في ليلة إنزاله، وتفضيل الليلة التي توافق ليلة إنزاله من كل عام.
فهي تتحدث عن ليلة بدء نزول القرآن على قلب محمد صلى الله عليه وسلم، ليلة ذلك الحدث العظيم الذي لم تشهد الأرض مثله في عظمته ودلالته، لذلك سميت بليلة القدر إشارة لشرفها وعلو قدرها ومكانتها ولما يتم فيها من التقدير، وتزيد الآية الثانية هذه الليلة تنويهاً بتساؤل يدل على إبهام أبعاد فضلها وذلك بقوله تعالى : { وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ } ؟ ، ثم تجيب الآية الموالية عن فضل هذه الليلة وخيرها وثوابها، {لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ} لذا فثواب العمل فيها مضاعف، وفي ذلك حث للمؤمن على إدراك فضلها، ثم تبين الآية بعدها ما يؤكد خصوصية هذه الليلة { تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ }، فهي ليلة تتميز بحضور الملائكة ونزولهم المتكرر والدائم في هذه الليلة حاملين معهم ما يأذن به ربهم من شؤون العباد، ثم تختم السورة ببيان صفة أخرى من صفات هذه الليلة {سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ} ، فهي ليلة يعم فيها السلام بما هو خير وبركة أو تحية وقول حسن، وتستمر هذه الخصوصية إلى مطلع فجر ليلة القدر، وذلك كي يحرص المسلم على اغتنام فضلها في أي لحظة من الليل.
والليلة التي تتحدث عنها السورة هي الليلة التي جاء ذكرها في مطلع سورة الدخان: { حم (1)وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ (2) إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ (3) فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ (4) أَمْرًا مِنْ عِنْدِنَا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ (5) رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} ، وهي ليلة من ليالي رمضان، كما ورد في سورة البقرة: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْءَانُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ}.
وغالباً ما يتبادر إلى ذهن القارئ السؤال التالي عند قراءة هذه السورة: كيف أنزل القرآن في ليلة القدر، مع العلم بأنه أنزل متفرقاً؟ وقدأجيب عن هذا السؤال بعدة وجوه: منها: أنه ابتدأ بإنزال القرآن ليلة القدر لأن البعثة كانت في رمضان، أو أن القرآن أنزل إلى السماء الدنيا جملة ليلة القدر، ثم إلى الأرض متفرقاً.
وقد تكون ليلة القدر قد شرفت بنزول القرآن فيها، أو أنه تعالى اختار لابتداء إنزاله وقتاً شريفاً مباركاً، لأن عظم قدر الفعل يقتضي أن يختار لإيقاعه أفضل الأوقات والأمكنة، فاختيار أفضل الأوقات لابتداء إنزاله ينبئ عن علو قدره عند الله تعالى.
و من خلاصة تفسير سورة القدر إرشادات كثيرة يمكن استنباطها، منها:
1مشروعية الاهتمام بالأيام الفضيلة وأيام النعم لاسيما الديني منها، فينبغي أن تعد ليلة القدر عيد نزول القرآن، وفي هذا أصل لإقامة الحفلات لإحياء ذكريات أيام مجد الإسلام وفضله.
2حض المسلم على عمل الطاعات وتحري الأوقات الفضيلة، فقد أخفى الله التاريخ الدقيق لليلة القدر، كما أخفى تعالى سائر الأشياء، فإنه أخفى رضاه في الطاعات، حتى يرغبوا في الكل، وأخفى غضبه في المعاصي ليحترزوا عن الكل، وأخفى الإجابة في الدعاء ليبالغوا فيه، وأخفى وقت الموت ليخاف المكلف، فكذا أخفى هذه الليلة ليعظموا جميع ليالي رمضان، وليجتهد المسلم في طلبها فيكتسب ثواب الاجتهاد.
ولم يرد في تعيينها شيء صريح يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم لأن ما ورد في ذلك من الأخبار محتمل لأن يكون أراد به تعيينها في خصوص السنة التي أخبر عنها، وقد أطالت التفاسير وكتب السنة في نقل الآراء والروايات في ذلك، لكن المتعين أن يبحث المسلم عنها من خلال مؤشراتها، وأصح ما يعتمد في ذلك: أنها من ليالي شهر رمضان من كل سنة وأنها من ليالي الوتر كما دل عليه الحديث الصحيح: “تحروا ليلة القدر في الوتر في العشر الأواخر من رمضان”.

3سر المفاضلة بين الأزمنة وفي ثواب الطاعات: إن الأفعال تختلف آثارها في الثواب والعقاب لاختلاف وجوهها، فتارة يجعل ثمن الطاعة ضعفين، ومرة عشراً..، وتارة بحسب الأزمنة، وتارة بحسب الأمكنة، فتارة يرجح البيت وزمزم على سائر البلاد، وتارة يفضل رمضان على سائر الشهور، وتارة يفضل الجمعة على سائر الأيام، وتارة يفضل ليلة القدر على سائر الليالي، والمقصود الأصلي من الكل حث المسلم عل الطاعة وصرفه عن الاشتغال بالدنيا.





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 61.40 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 59.69 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.80%)]