مصالحة مع القرآن - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1430 - عددالزوار : 141874 )           »          معالجات نبوية لداء الرياء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          التربية بالحوار (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 42 )           »          صور من فن معالجة أخطاء الأصدقاء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »          في صحوةِ الغائب: الذِّكر بوابة الحضور (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 33 )           »          آيات السَّكِينة لطلب الطُّمأنينة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: (العليم, العالم. علام الغيوب) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 37 )           »          سبل إحياء الدعوة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »          التساؤلات القلبية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »          الحب الذي لا نراه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 30 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى القرآن الكريم والتفسير > هيا بنا نحفظ القرآن ونرضى الرحمن
التسجيل التعليمـــات التقويم

هيا بنا نحفظ القرآن ونرضى الرحمن قسم يختص بحفظ واستظهار كتاب الله عز وجل بالإضافة الى المسابقات القرآنية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 22-04-2022, 10:29 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,204
الدولة : Egypt
افتراضي مصالحة مع القرآن

مصالحة مع القرآن
هبة حلمي الجابري

ليس هناك خسارة أكبر من خسارة البعد عن القرآن، ولا توجد هناك معاناة مثل التي يعانيها مَن هجر القرآن، كم من مسلم مصحفه موضوع على رفِّ مكتبته، لا يفتحه إلا مرة في السنة في شهر رمضان، يفتحه على أمل أن يحاول ختمه مرة، ويعتبر نفسه بطلًا لو أتمها، والبعض لا يتم ولو ختمة واحدة، كما نجد بعض الأبطال الذين يختمون تلاوته مرة واثنتين وثلاثًا، فإذا ما انتهى شهر رمضان أعادوا مصاحفهم للرف مرة أخرى.

نرى كثيرًا من الناس وهي مهمومة حزينة، ولو سألناهم لعرفنا أن أغلبهم هاجِرٌ للقرآن، فكيف يشعرون بطعم الراحة وهو بعيدون عن القرآن؟! لا يعرفون أن لقراءة القران لذة لا يقدر أحد على وصفها، لم يدركوا أن السعادة والراحة في صحبة القرآن؛ كان الحسن رضي الله عنه يقول: "من أراد أن يكلِّم الله فليصلِّ، من أراد أن يكلِّمه الله فليقرأ القرآن"، هل ندرك معنى أن ربنا سبحانه وتعالى يكلمنا؟!

لو كنت محتارًا ولا تدري أين طريق الصواب، فالقرآن سيدلك عليه: ﴿ إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ ﴾ [الإسراء: 9]، لو كنت فقيرًا أو مريضًا أو سجينًا أو حزينًا أو مكتئبًا، فهو ينقلك إلى عالم أفضل وأجمل، ويصلك بالله العظيم صاحب الفضل والجود والإنعام والكرم، الذي يُغيِّر ولا يتغيَّر، كل ما يخطر ببالك ستجده في القرآن، فهو دستور حياتك، وكما أنه لا يوجد آلة تعمل بشكل صحيح بدون كتيب التعليمات، لن تستقيم حياة إنسان بدون دستور ومنهج يسير عليه.

هل تعرفون كم ضيَّعنا على أنفسنا بهجرنا للقرآن؟ لقد ضيعنا فرصة أن يشفع القرآن لنا يوم القيامة، وإذا كان كل حرف بحسنة والحسنة بعشر أمثالها، فكم من حسنة ضيعناها بهجرنا للقرآن؟ وخير هذه الأمة من تعلم القرآن وعلمه، وأهل القرآن هم أهل الله وخاصته، والماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة، وغيرها كثير، وكلها واردة في أحاديث صحيحة، بل هو دليل على أنك تحب الله ورسوله؛ كما في الحديث الذي حسنه الألباني: ((منْ سَرَّهُ أَنْ يَعْلَمَ أَنَّهُ يُحِبُّ اللهَ وَرَسُولَهُ، فَلْيَقْرَأْ فِي الْمُصْحَفِ))، وفي المقابل فإن هاجر القرآن، معيشته ضنك في الدنيا ويحشر يوم القيامة أعمى.

وهجر القرآن له أنواع كثيرة، فهجر القرآن ليس معناه هجر قراءته فقط، لكن هجر سماعه وتدبره والعمل به، والتزام أوامره، واجتناب نواهيه والتحاكم إليه، ولنا هنا وقفة مع هجر حفظه، كم عدد الأغاني التي نحفظها؟ وفي المقابل كم نحفظ من آيات كتاب الله؟ البعض منا لا يحفظ غير قصار السور، لكنه يحفظ ألبومات المغنيين كاملة، وبعد ذلك يطلب راحة النفس واطمئنان القلب، هذا إنسان يضحك على نفسه!

رمضان شهر القرآن، وإذا لم نقرأ كتاب الله في شهر رمضان الذي هو شهر القرآن، فمتى سنقرأ؟ لكن رمضان هو البداية، فلنعقد العزم على أن يكون لدينا ورد ثابت من القرآن يوميًّا وإن قل، يحتاج قراءة جزء - في المتوسط - إلى نصف ساعة، ساعات طويلة نقضيها أمام الواتس آب والفيسبوك وغيرها من وسائل التواصل الاجتماعي، ومع ذلك لا نستطيع أن نوفر من وقتنا كل يوم نصف أو حتى ربع ساعة نختلي فيها مع القرآن! نصف ساعة مع القرآن نعيش بسببها طوال اليوم في سعادة وراحة!

لكن ليس المطلوب أن نقرأ بأعيننا، ولكننا نحتاج إلى نتدبر، نحتاج أن نتغير، نحتاج أن ننفذ الأمر ونتجنب النهي، نحتاج أن تنعكس كل آية على أخلاقنا ومعاملاتنا، لقد استقبل الصحابة رضوان الله عليهم القرآن استقبالًا صحيحًا، وفهموا المقصد الأساسي من نزوله، فتلوَّنت حياتهم به، وقطف الإسلام أطيب الثمار بظهور هذا الجيل الفريد الذي لم تشهده البشرية؛ عن الحسن بن علي رضي الله عنه قال: "إن من كان قبلكم رأوا القرآن رسائل من ربهم فكانوا يتدبرونها بالليل ويتفقدونها في النهار"، وقال عثمان بن عفان وحذيفة بن اليمان رضي الله عنهما: "لو طهرت القلوب لم تشبع من قراءة القرآن..."، وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "كنا نحفظ العشر آيات فلا ننتقل إلى ما بعدها حتى نعمل بهن"، وروي عنه أنه حفظ سورة البقرة في تسع سنين، ولم يكن ذلك بسبب الانشغال عن الحفظ أو رداءة الفهم، حاشاه رضي الله عنه، ولكن بسبب التدقيق والتطبيق؛ وقال عبدالله بن مسعود رضي الله عنه: "إنَّا صعب علينا حفظ ألفاظ القرآن وسهل علينا العمل به، وإنَّ من بعدنا يسهل عليهم حفظ القرآن ويصعب عليهم العمل به".

نحتاج إلى مصالحة مع كتاب الله، ولنجعل القرآن الكريم هو أنيسنا وجليسنا، ففيه السعادة والراحة الحقيقية.


التطبيق العملي:
القراءة عن القرآن وتدبره، وأنصحك بكتاب أول مرة أتدبر القرآن لـ"عادل محمد خليل".
تحديد ورد يومي لقراءة القرآن ولو كان قليلًا، المهم أن يكون دائمًا.
حفظ خمس سطور على الأقل يوميًّا من القرآن الكريم، وقراءة تفسيرها من كتاب تفسير مبسط مثل التفسير الميسر.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 48.52 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 46.85 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.45%)]