القناعة: راحة وبركة وسعادة - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         المبسوط فى الفقه الحنفى محمد بن أحمد السرخسي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 502 - عددالزوار : 22309 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4708 - عددالزوار : 1710487 )           »          9 استخدامات لنشا الذرة غير الطبخ أبرزها إزالة البقع وتلميع الخشب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 36 )           »          4 خيارات صحية ولذيذة لإفطار الأطفال قبل اليوم الدراسى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »          6 حيل لإنقاص الوزن دون ممارسة الرياضة.. منها النوم الكافى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 50 )           »          لو ابنك معتمد عليك فى كل حاجة.. 4 نصائح لتعزيز استقلاليته (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 33 )           »          خطوات تطبيق البلاشر بطريقة صحيحة حسب نوع الوجه.. استمتعى بإطلالة أنثوية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »          8 علامات بتقولك أن الشخص ده جدير بثقتك قبل ما تكون علاقة صداقة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »          5 نصائح للتعامل مع طفلك الشقى من غير صراخ أو ضرب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          7 خطوات للعناية بمنطقة تحت العين.. هتخلى بشرتكِ مشرقة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 23-03-2022, 11:38 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 168,544
الدولة : Egypt
افتراضي القناعة: راحة وبركة وسعادة

القناعة: راحة وبركة وسعادة


فهد بن عبد العزيز الشويرخ




الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين, نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين...أما بعد: فمن رام الحياة الطيبة فعليه بالقناعة, قال الله عز وجل: { مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً} [النحل:97] قال الإمام القرطبي رحمه الله: " في الحياة الطيبة خمسة أقوال:...الثاني: القناعة, قاله الحسن البصري, وزيد بن وهب, ووهب بن منبه, ورواه الحكم عن عكرمة عن ابن عباس, وهو قول علي بن أبي طالب رضي الله عنه."
وقال الإمام ابن عقيل رحمه الله: لو علمت قدر الراحة في القناعة, والعز في مدارجها, علمت أنها العيشة الطيبة.
لقد أفلح وفاز من رُزِق القناعة, ففي صحيح مسلم عن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما, أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: « قد أفلح من أسلم, ورُزِق كفافاً, وقنّعه الله بما آتاه »
في القناعة العز ذكر الإمام القرطبي رحمه الله في كتابه" قمع الحرص بالزهد والقناعة" أبياتاً من الشعر تُنسب لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه, قال فيها:
عزيز النفس من لزم القناعة ولم يكشف لمخلوق قِنــــــاعه
أفادته القناعة كـــــــــل عــــــــــــز وهل عز أعـــز من القناعـــــــة
فصيرها لنفسك رأس مــــال وصير بعدها التقوى بضاعة
لتحرز ما سيعني عن بخــــيل وتحظى الجنان بصبر ساعـــــــة

وفي القناعة راحة البال, يقول الإمام ابن حبان رحمه الله في كتابه: " روضة العقلاء ونزهة الفضلاء ": لو لم يكن في القناعة خصلة تحمد إلا الراحة، وعدم الدخول في مواضع السوء لطلب الفضل، لكان الواجب على العاقل ألا يُفارق القناعة على حالة من الأحوال، ومن عدم القناعة لم يزده المال غنًى، فتمكُّن المرء بالمال القليل مع قلة الهمِّ أهنأُ من الكثير ذي التبعة، والعاقل ينتقم من الحرص بالقنوع كما ينتصر من العدو بالقصاص؛ لأن السبب المانع رزق العاقل هو السبب الجالب رزق الجاهل.
ومن قنع بما رزقه الله عز وجل بارك الله فيه, قال العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله في شرحه لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم: «ومن يستغن يُغنِه الله» ، قوله صلى الله عليه وسلم: «ومن يستغْنِ» ؛ أي: بما عنده ولو كان قليلًا ((يُغْنه الله)) عز وجل، ويبارك له فيه.
والإنسان القنوع من أغنى الناس, قال سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه لابنه عمر: يا بني, إذا طلبت الغنى فاطلُبه بالقناعة, فإن لم تكن لك قناعة فليس يغنيك مال.
وقال زين العابدين علي بن الحسين: من قنع بما قسَّم الله, فهو من أغنى الناس.
وقال أبو العتاهية:
فقر النفوس بقدر حاجتـــــها وغنى النفوس بقدر ما تقنع
وقال أوس بن حارثة: خير الغنى القناعة, وشر الفقر الخضوع.
والقنوع إنسان عاقل, قال أبو حازم رحمه الله: ثلاث من كنً فيه كمل عقله: من عرف نفسه, وحفظ لسانه, وقنع بما رزقه الله.
ومن رزق القناعة سلِمَ من الحسد قال المدائني: اثنان لا يجتمعان أبداً: القنوع والحسد
وإذا قنع الإنسان, قنّع الله غيره به, قال الإمام ابن حزم رحمه في كتابه " مداواة النفوس ": اقنع بمن عندك, يقنع بك من عندك.
ومن لم يقنع وطلب الكثير من زينة الدنيا, فإن لم يحصل عليها أصابه الهم والغم لذلك, وإن حصل عليها فربما ألهته عن ما ينفعه من أمور دينه ودنياه, قال أبو الدرداء رضي الله عنه: اعلم أن قليلاً يكفيك, خير من كثير يلهيك.
إن في الحرص على الدنيا وعدم القناعة العذاب الحسي والمعنوي. قال الشاعر:
إن القناعة نصف العيش فارض بها لا تحرصن فإن الحرص تعذيـــــــــــــب
والسعيد من لم يضيع زمانه في طلب الدنيا والحرص عليها, قال الإمام ابن الجوزي رحمه الله: السعيد من اقتنع بالبلغة, فإن الزمان أشرف أن يضيع في طلب الدنيا.
والقنوع إنسان مغبوط, قال مالك بن دينار رحمه الله: إني لأغبط الرجل الذي يكون عيشه كفافا ويقنع به.
ومن لم يقنع بما يكفيه فليس في الدنيا شيء يغنيه, قال سلمة بن دينار رحمه الله: إن كان يغنيك ما يكفيك فأدنى عيشك يكفيك, وإن كان لا يغنيك ما يكفيك, فليس في الدنيا شيء يغنيك.
فاللهم ارزقنا القناعة. وبارك لنا فيما رزقتنا.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 61.59 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 59.88 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.79%)]