حديث: يا رسول الله، إن أمي افتلتت نفسها ولم توص - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1074 - عددالزوار : 127200 )           »          سورة العصر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          عظات من الحر الشديد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          المشي إلى المسجد في الفجر والعشاء ينير للعبد يوم القيامة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          القلب الناطق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          الظلم الصامت (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          من أدب المؤمن عند فوات النعمة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          عن شبابه فيما أبلاه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          بلقيس والهدهد وسليمان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          غزة تتضور جوعا.. قصة أقسى حصار وتجويع في التاريخ الحديث (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث ملتقى يختص في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وعلوم الحديث وفقهه

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 06-03-2022, 08:25 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,699
الدولة : Egypt
افتراضي حديث: يا رسول الله، إن أمي افتلتت نفسها ولم توص

حديث: يا رسول الله، إن أمي افتلتت نفسها ولم توص
الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح


عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ رَجُلًا أَتَى النَّبِيَّ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ أُمِّيَ افْتُلِتَتْ نَفْسَهَا وَلَمْ تُوصِ، وَأَظُنُّهَا لَوْ تَكَلَّمَتْ تَصَدَّقَتُ، أَفَلَهَا أَجْرٌ، إِنْ تَصَدَّقْتَ عَنْهَا؟ قَالَ: «نَعَمْ».


شرح ألفاظ الحديث:
(افْتُلِتَتْ نَفْسَهَا): أي ماتت فلتة؛ أي: فجأة، والفلتة والافتلات ما وقع بغتة، والمقصود أنها ماتت فجأة.

(نفْسَهَا): تُروى برفع السين على أنها مفعول مالم يسم فاعله (أي نائب فاعل)، وتروى بالنصب على أنها مفعول به ثاني، والمراد بالنفس الروح.

(وَلَمْ تُوصِ): فعل مضارع مجزوم بـ (لم) وعلامة جزمه حذف العلة، وأصلها (توصي) من الوصية، وهي تصرف في التركة مضاف إلى ما بعد الموت.

(وَأَظُنُّهَا لَوْ تَكَلَّمَتْ تَصَدَّقَتُ): أي لو أنها تكلمت قبل أن تموت لأمرت بالصدقة، وفيه العمل بالظن الغالب.

من فوائد الحديث:
الفائدة الأولى:
حديث الباب فيه دلالة على أن الصدقة عن الأموات يصل ثوابها لهم ونفعها، ونقل الإجماع على وصول ثواب الصدقة للميت النووي في شرحه لمسلم؛ [انظر: شرح مسلم 7/ 91].

وانتفاع الأموات بعمل الأحياء من المسائل التي اختلف فيها أهلُ العلم، وموطن الخلاف هل يقاس مالم يرد فيه النص على ما ورد فيه النص، فيقال: كل عمل صالح يعمله الحي عن الميت، فإن ذلك نافع أم لا؟

على قولين، ولتحرير المسألة نسرد بإيجاز ما ورد فيه النص من انتفاع الأموات بعمل الأحياء، ثم نشير إلى الخلاف، فمما ورد فيه النص ما يلي:
1- الصدقة، لدلالة حديث الباب وغيره من الأحاديث، ولإجماع أهل العلم.

2- العتق، لحديث عبدالله بن عمرو أن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - سأل النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يعتق عن أبيه خمسين رقبة؛ لأن أخاه هشامًا أعتق خمسين وبقي خمسين من وصية أبيه، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "لو كان مسلمًا فأعتقتم أو تصدَّقتم عنه، أو حججتُم عنه، بلغه ذلك"؛ رواه أبو داود والبيهقي وأحمد، وحسَّنه الألباني؛ [انظر: أحكام الجنائز للألباني ص173]، ولدخول العتق في عموم الصدقة، وللإجماع الذي نقله ابن هبيرة وسيأتي قربيًا.


3- الدعاء والاستغفار له: ﴿ وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ[الحشر: 10].ولحديث أبي هريرة - رضي الله عنه - عند مسلم مرفوعًا: " إذا مات أبن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث...أو ولد صالح يدعو له... "، ولحديث أبي هريرة - رضي الله عنه - المتفق عليه قال: "نعى لنا رسول الله النجاشي صاحب الحبشة يوم الذي مات فيه، فقال: "استغفروا لأخيكم"، قال ابن القيم - رحمه الله -: "وقد دل على انتفاع الميت بالدعاء إجماع الأمة على الأمة على الدعاء له في صلاة الجنازة"؛ [انظر: كتاب الروح ص 118].

4- الحج، لحديث بريدة - رضي الله عنه - في المرأة التي سألت النبي -صلى الله عليه وسلم- أن أمها ماتت فقالت:... إنه كان عليها صوم شهر أفأصوم عنها؟ قال: صومي عنها"، قالت: إنها لم تحج قط، أفأحج عنها، قال: "حجي عنها"؛ رواه مسلم.

5- قضاء الدين، لحديث سلمة بن الأكوع - رضي الله عنه - وفيه أن النبي -صلى الله عليه وسلم- أتي بجنازة ليُصلِّي عليها، فقال: "هل ترك شيئًا؟ فقالوا: لا: "فهل عليه دين؟"، قالوا: ثلاثة دنانير، قال: صلُّوا على صاحبكم"، قال أبو قتادة: صلِّ عليه يا رسول الله وعليَّ دينُه، فصلى عليه"؛ رواه البخاري.

وهذه الأعمال الخمسة نقل الإجماع عليها ابن هبيرة - رحمه الله - في الإفصاح، فقال: "واتفقوا على أن الاستغفار للميت يصل ثوابه إليه، وأن ثواب الصدقة والعتق والحج إذا جُعل للميت وصل إليه"؛ [انظر: الإفصاح1/ 194]، وأما قضاء الدين، فنقل الإجماع النووي في شرحه لصحيح مسلم أن ثواب سداد الدين يصل للميت.

6- قضاء الصوم الواجب عن الميت، لحديث عائشة - رضي الله عنها- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "من مات وعليه صيام صام عنه وليُّه"؛ متفق عليه، وهناك أدلة أخرى، واختلف ما الصوم الذي يجوز للحي قضاؤه عن الميت، فقيَّده بعضهم بصوم النذر وهو مذهب الحنابلة، والصواب: أنه كل صوم واجب سواء كان نذرًا أو قضاءً أو كفارة، أو أي صوم واجب؛ لعموم حديث عائشة - رضي الله عنها - وسيأتي بيان المسألة في كتاب الصيام بإذن الله.

واختلف أهل العلم فيما سوى ذلك من الأعمال؛ كقراءة القرآن والذكر والصلاة، والطواف وصيام التطوع، وغيرها من الأعمال، هل يصل ثوابها للميت؟ على قولين:
القول الأول: أنه يصل ثواب جميع الأعمال للميت إذا أُهديت له، وهذا مذهب الحنابلة، واختاره شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم، وشيخنا ابن عثيمين – رحمه الله؛ [انظر: مجموع الفتاوي (24/ 314) والروح (ص117)، والممتع (5 /371)].

وعللوا ذلك بأن ما ورد من أدلة في انتفاع الميت بعمل الحي، تدل على انتفاعه بغيرها من الأعمال؛ لأن ما ورد من نصوص لا تجعلنا نحصر الأعمال بها، وإنما هي كالأمثلة للأعمال الأخرى، فلا فرق بين انتفاعه بالصدقة أو الطواف ونحوه.

والقول الثاني: أنه لا ينفع الميت إلا ما ورد به الدليل، وبه قال جمهور العلماء واختاره الشيخ ابن باز.
واستدلوا: بقوله تعالى: ﴿ وَأَن لَّيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَى ﴾ [النجم: 39]، واستثنوا من ذلك ما ورد به الدليل.

أنه مات للنبي -صلى الله عليه وسلم- كثير ممن يُحبهم من أقاربه كزوجته خديجة - رضي الله عنها - وثلاث من بناته وعمه حمزة - رضوان الله عليهم - وغيرهم، ومن غير أقاربه ممن يحبهم كالسبعين من القراء الذين قُتلوا، ولم ينقل عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه أهدى مثل هذه الأعمال لأمواته، أو حث عليها.

أنه لم ينقل عن الصحابة ولا عن السلف أنهم كانوا يفعلون ذلك، ولو كان مشروعًا لسبقونا إليه.

لأن العبادات مبناها على التوقف، فلا نتعبد الله عز وجل لأنفسنا أو بإهداء الثواب لغيرنا من الأموات، إلا بما ورد فيه الدليل، والأظهر والله أعلم هو القول الثاني لقوة ما استدلوا به.


قال الشيخ ابن باز- رحمه الله -: "إهداء الصلاة أو القرآن على الموتى، أو الطواف أو صيام التطوع، فلا أعلم لذلك أصلًا، والمشروع تركه؛ لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: "من عمل عملًا ليس عليه أمرنا، فهو رَدٌّ"؛ [انظر: مجموع فتاواه (8/ 344، 345) (13/96) وانظر أيضًا فتاوى اللجنة الدائمة (2232)].

الفائدة الثانية:
في الحديث دلالة على حرص الصحابة ببرِّ والديهم بعد الممات، وذلك ببذل الأعمال الصالحة التي تنفعهم.

الفائدة الثالثة:

حديث الباب يدل على أن ترك الوصية جائز؛ لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- علم من السائل أن أمَّه لم توصِ، ومع ذلك فالنبي -صلى الله عليه وسلم- لم يذمَّ هذا الفعل، ويُنبه أصحابه على ترك الوصية، والوصية سنة إذا لم يتعلق بها حقوق الآدميين، أما إن تعلق بها حقوق للآدميين، فهي واجبة لا يجوز تركُها كمن عليه ديون لآخرين، فيجب عليه بيانُها؛ حتى لا تذهبَ حقوقُهم.






__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 68.47 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 66.75 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.51%)]