|
الملتقى العلمي والثقافي قسم يختص بكل النظريات والدراسات الاعجازية والثقافية والعلمية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() نتائج بحث: التربية الاقتصادية في الإسلام كيندة حامد التركاوي الحمد لله الذي تتم بفضله الصالحات، والصلاة والسلام على معلم الإنسانية، وهادي البشرية، سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وعلى من اهتدى بهداه وتربى على نهجه من السلف والتابعين إلى يوم الدين. أبنائنا يستقرون في أحشائنا، تجري في عروقهم دمائنا، تحتضنهم قلوبنا وأفئدتنا، قبل أن تراهم أعيننا، يولدون فنستقبلهم بالبشاشة والترحيب، وتتلقفهم الأيدي بالحنو والتدليل، فتحضنهم صدورنا، وتقر بهم عيوننا. فالفرحة عارمة بولادة الطفل، ولكن الصعوبة تبدأ بالتربية، الكثيرون يحضرون للمولود من ملابس وألعاب، ويحجزون المشافي والأطباء، ويشترون الضيافة والحلويات. ولكن هل حضروا أنفسهم لاستقبال المولود الجديد، هل أعدوا خطة تربوية هادفة للاهتمام به منذ اللحظة الأولى لاستقباله الحياة وتبعاتها؟ فمن أهم عناصر نجاح العملية التربوية: وجود الاستعداد للتلقي والتوجيه والتغيير لدى الفرد. هذا الاستعداد يكون كبيراً في الصغر، ويتناقص كلما كبر الطفل لذلك كان علينا لزاماً تربية أبنائنا تربية إسلامية شاملة، فنُربي القلوب بالإيمان، والعقول بالمعرفة، والأبدان بالصحة والقوة، والسلوك بالاستقامة، والتعامل بالاقتصاد. فالتربية الإسلامية روح الحياة وجسدها، وشفاء عللها وأسقامها، وطريقها الوحيد للخروج من دائرة الإسراف والضياع، والجري المتعب وراء المادة، فخلص البحث إلى مجموعة من النتائج: 1- التربية الاقتصادية الإسلامية باب من أبواب الجنة، لأنها تربي الإنسان على تأديب النفس وتصفية الروح من أدران المادية، فتربية الأبناء صدقة جارية للآباء في الدنيا وعالم البرزخ، فيرحمون بدعاء أبنائهم لهم، ورفع درجات في الآخرة، فالآباء يُثابون على أعمال أبنائهم من صلاة وصيام وحُسن خلق، فكل سلوك لقنه الوالدين لأبنائهم، وقام الولد بفعله يُثابون عليه. 2- إن التربية الاقتصادية الإسلامية تعتبر منظومة متكاملة، تلبي الاحتياجات الاجتماعية والاقتصادية والروحية للفرد ومجتمعه بما يحقق مفهوم الرفاهية الشاملة. 3- التربية الاقتصادية الإسلامية تعمق الإحساس بالمسؤولية، وتعد الأبناء للحياة برفاهية، وبركة في الصحة والمال والوقت. 4- ترسم التربية الاقتصادية الإسلامية دوراً ايجابياً يهدف إلى تدعيم الاستقلال الاقتصادي من خلال ترشيد منافع الموارد الاقتصادية المتاحة لتحقيق الرفاهية المتوازنة للمجتمع. 5- المال أداة لطاعة الله سبحانه وتعالى وابتغاء مرضاته. وصرفه بقصد حب الثناء والتطلع إلى الشهرة والتباهي أمام الناس هو الرياء الذي يدفع إليه الشيطان، فالإسراف سفه للعقل وإتلاف للمال وإضاعة للوقت وتعب للأبدان وامتهان للنعم. والعاقل الرشيد ينفق ماله فيما يجب عقلاً وعرفاً وشرعاً، ويختار الأفضل ويراعي الألزم والأوجب. 6- خصائص التربية الاقتصادية تجعلها تشمل كل مناحي الحياة، الطعام والشراب واللباس، الراحة والنوم، وهذا ينبع من واقعيتها، ومرونتها التي تسمو بها إلى العالمية، تجعلها صالحة لكل زمان ومكان، مستجيبة لتغيرات العصر، مواكبة لتطوراته. فتجعل منها دستوراً للبشرية جميعاء؛ لأن قوانينها إلهية المصدر، وليست قوانين وضعية ضيقة الأفق، محدودة الأبعاد كقوانين التربية الغربية المادية. 7- بنيت التربية الاقتصادية الإسلامية على قواعد راسخة، أرساها القرآن الكريم الذي بين لنا أسس التربية الاقتصادية الإسلامية من خلال النصوص القرآنية الكثيرة التي تحض على الاقتصاد والاعتدال في الإنفاق والاستهلاك. وتنهى عن الإسراف والتبذير. 8- إن السنة النبوية المطّهرة، نبع سخي، ومصدر ثريّ للأمة الإسلامية، دائمة العطاء، متجدّدة النفع، وليس ذلك من الناحية التشريعية فقط، بل هي مصدر لإرشاد الفكر وتوجيه السلوك، وبناء الحضارة الإنسانية على أقوى الدعائم الفولاذية. وسلوك النبي صلى الله عليه وسلم قائم على الوسطية والاعتدال في أدق تفاصيل حياته الدعوية والشخصية. 9- الصحابة الأخيار رضي الله عنهم، قدوة لنا ولأبنائنا في سلوكهم ومعاملاتهم المادية، وأمورهم المعيشية، فهم الرعيل الأول الذي تربى على يد المعلم الأول المقتصد قولاً وفعلاً وسلوكاً. 10- تشكل الأخلاق قواعد ثابتة، وضوابط دقيقة، للتربية الاقتصادية الإسلامية من شأنها أن تكفل لها العطاء الدائم، والزخم المتدفق، وسلامة الاتجاه وشمول التعلق، وعدم الخضوع للمقاييس الشخصية والظروف الاقليمية. فالأخلاق الإيمانية الاقتصادية تحرك الشعور النفساني للفرد المسلم تجاه الآخرين. وترسم التربية الاقتصادية الإسلامية للأبناء دوراً متميزاً، ذو أبعاد اقتصادية واجتماعية وبيئية، وتربط الأبناء بعقيدة التوحيد، وبالقيم التي تنظم سلوك الفرد والأسرة والمجتمع. 11- تربية نفس الأبناء على العفة والقناعة، والاكتفاء الذاتي، فعندما تترك النفس بدون تزكية، فستجد أمامها المجال مفتوحاً للفجور والطغيان وسوق صاحبها لفعل الفواحش والموبقات. فعندما تُترك حركة المرء وجهده بدون توجيه فمن المتوقع أن يستهلكها في تحقيق شهواته دون ضوابط. 12- من المعروف أن حاجات الأبناء متعددة ومتزايدة ومتجددة، وهذا يتطلب ضرورة ترتيب هذه الحاجات حسب أهميتها، والتوفيق بين المتعارض منها، ولهذا فإنه يتعين على الأهل تربية النشء على تحديد احتياجاتهم الضرورية من السلع والخدمات كماً ونوعاً، وهذا ما يُعرف بسلم التفضيل الجماعي، وعن طريق هذا السلم يمكن تلافي الهدر والضياع والتبذير. 13- ترسم التربية الاقتصادية الإسلامية، استراتيجية التوازن بين الموارد، والنفقات والمدخرات. 14- يُعد الادخار أسلوباً تدريبياً على ضبط الذات، وحسن إدارة الأموال، وتأجيل الرغبات، والتخطيط متوسط المدى، والعمل الجماعي، وإنكار الذات. 15- استثمار المدخرات وفق شرع الله عز وجل بعيداً عن الربا والخبائث، ومن الأهمية أن نفهم أولادنا منذ الصغر أن فوائد البنوك والمصارف والقروض، هي عين الربا المحرم شرعاً، وأن البديل هو استثمار الأموال بالحلال، وأن من يتعامل بالربا ملعون من الله ورسوله ويمحق الله رزقه. 16- تخصص الأسرة الاقتصادية المسلمة حصالة للادخار، وصندوق للمشاريع الخيرية والطوارئ والتشجيع على أعمال البر والإحسان والإنفاق في سبيل الله. 17- لكي ينجح المربون في العملية التربوية بكافة أبعادها الإيمانية والأخلاقية والاقتصادية و...، لا بد من يبدؤوا بأنفسهم، فتتمثل فيهم معاني وقيم التربية الإسلامية التي يريدون أن يربوا أبنائهم عليها. 18- اللقاءات الأسرية اليومية حول مائدة الطعام، يعتبر من أولويات أصول التربية الاقتصادية الإسلامية، كما تلعب اللقاءات الأسرية الدورية، التي تعقد لحل مشكلة عائلية من أهم وأنجع الوسائل التربوية الإيمانية، فإشراك الأبناء في المشكلة وحلها، يُقوي شخصيتهم، ويُربيهم على تحمل المسؤولية، وامتصاص الصدمات بهدوء ورويه. 19- التوسط في المعاملة مع الأبناء بين التدليل والقسوة، فيدلل ويعاقب ويؤنب ويشجع مع شدة في غير عنف، ولين في غير ضعف. 20- شراء ألعاب للطفل تنمي قدراته وذكاءه وخاصة ألعاب الفك والتركيب. ومشاركة الآباء لأبنائهم في اللعب، يُدخل السرور على قلوبهم، ويحميهم من الاتجاه نحو الألعاب الالكترونية الخطرة. 21- إن التغيير المنشود للأمة يستلزم تربية صحيحة متكاملة، والتربية تحتاج إلى استمرارية ممارسة معاني الإسلام من خلال جو تربوي تتم فيه المعايشة والتعاهد وبث الروح وضبط الفهم وتوجيه الجهد واستنهاض الهمم. وهذا لا يتم إلا بمشاركة البيت والمسجد والمدرسة والنادي، والمؤسسات الحكومية. 22- إذا أردنا أن نرفع من مستوى التربية الاقتصادية في التعليم، يصبح من الضرورات الحيوية خلق بيئات تتكون من حلقات وصل بين أشكال المعرفة وأساليب عقلها، بحيث يكون ذلك من المبدأ العام المسيطر على التربية والتعليم، ويكون ذلك من خلال تصميم خطة للتربية ومناهج اقتصادية تؤدي إلى الفهم وسهولة التطبيق. ينبغي أن تنظم المناهج المدرسية بحيث تكون ذات صبغة إسلامية وتربوية هافة. يمكن من خلالها إثراء معجم الطفل اللغوي بالمصطلحات الاقتصادية الشرعية، [البيع حلال، الربا حرام، أكل الطيبات، تحريم الخبائث، الادخار الاستثمار، المشاريع التنموية]. مع إعداد الكادر التدريسي الكفء للعملية التربوية التي تحتاج إلى تضافر الجهود مع الإدارة الناجحة. 23- الاهتمام بتوجيه السلوك من داخل الطفل، ومراقبته منذ أن يكون خطرة عابرة في أعماق النفس، والعمل على تشجيع الاتجاهات والميول الخيرة، حتى لا تتفتح في مناخ طيب وتعمل في بيئة نقية راجية راغبة، وكبت الاتجاهات الشريرة قبل بروزها عملاً مشوهاً لجمال الحياة وأمنها. 24- التوازن الكامل في الشخصية التي تهدف التربية الاقتصادية الإسلامية إلى إيجادها وصياغتها، بحيث لا يطغى فيها جانب على أخر، حتى ولو كانت العقيدة أو العبادة. فالتوازن هو لب التربية الاقتصادية ومبلغ منتهاها، فعلى محور التوازن يدور الكون بكافة أبعاده، ومقاصده الدينية والدنيوية. 25- من واجب المجتمع تدريب الأمهات والآباء على تفهم مسؤولياتهم عندما يزمعون إنشاء عائلة. ويجب أن يدمج موضوع التدبير المنزلي، ويوسع ليصبح شاملاً لجميع وظائف العائلة على أن يكون درساً أو موضوعاً دراسياً في مرحلة التعليم الأساسي لكلا الجنسين. ومادة التدبير المنزلي تُدرس في سورية للصف السابع إناث، ولكن المادة لا تحوي إلا عنوان الكتاب، فالمحتوى مختلف تماماً، ويعتمد على تعليم تنظيف بعض قطع الأثاث المنزلي، وتعلّيم طهي بعض المأكولات. 26- تثقيف المجتمع والأسرة بالثقافة التربوية الاقتصادية عبر وسائل التثقيف المتنوعة كالمراكز الثقافية والمساجد والندوات العلمية، ووسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية. وتصميم البرامج الهادفة للأطفال بحيث تراعى أعمارهم وأذواقهم، وتقدم بأسلوب بسيط جذاب. 27- إن الإعلام مهما تكن أخطاؤه، عمل مفتوح نسبياً، فرسائله تظهر في مساحات شاسعة في المجتمعات وعلينا استغلال هذا الإعلام ليكون إعلاماً هادفاً موجهاً، يمكن الفائدة منه في مجال التربية الاقتصادية الإسلامية، وهذه مهمة القائمين على الدعاية والإعلام. 28- يمكن للجمعيات الخيرية أن تلعب دوراً بارزاً في العملية التربوية الاقتصادية، من خلال مشاريع حفظ النعمة، التي تسهم في الحد من الإسراف والتبذير، وتحد من رفع مستوى الفقر في المجتمع. أخيراً: إن النظريات التربوية الحديثة قد تكون مبهرة للبعض، ولكن لو دققنا النظر بها لوجدنها تفقد الروح، فهي قواعد رنانة، وشعارات فارغة من المحتوى؟ ولا يمكن تطبيقها إلا ضمن نطاق ضيق، إي ضمن المجتمع المادي، أما في المجتمع الإسلامي فلا مكان لها. فالمجتمع الإسلامي مجتمع الخلافة الربانية، والتربية الإسلامية هي الإطار الذي يفجر طاقات الأبناء وإبداعاتهم، ويفتح لهم أوسع أبواب المساهمة في إعمار الأرض حسب التوجيه القرآني، وإن التربية الإسلامية هي الصيغة الوحيدة الملائمة لتحقيق التّقدم الإنساني، وإنقاذ البشرية من شبح المادية.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |