من سجايا الغروب - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تعريف بكتاب المدخل إلى علم السيرة النبوية على صاحبها الصلاة والسلام: النظائر في السير (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          جوانب من عظمة الرسول صلى الله عليه وسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          الهوية في حالة صيرورة وتشكّل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          تأملات مرتحل مسلم .. السفر محطة للإثراء الثقافي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          تأملات مرتحل مسلم .. الأسرة ومدرسة السفر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          كيف تتقلب النفس البشرية بين رغبة المدح وخشية النقد؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          الزينة في القرآن الكريم والكشف عن مفهوم الجمال الحقيقي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          تفنيد دعوى وجود رواة أعاجم رووا الحديث بالمعنى فأفسدوه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          حين يلتقي الجهل بالتعصب: كيف يولد التطرف الفكري؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          30 طريقة لإحلال الهدوء في فصول المرحلة الثانوية الصاخبة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى اللغة العربية و آدابها
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى اللغة العربية و آدابها ملتقى يختص باللغة العربية الفصحى والعلوم النحوية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 25-02-2022, 11:07 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 159,066
الدولة : Egypt
افتراضي من سجايا الغروب

من سجايا الغروب



شمس النهار التي شرعت في الاتشاحِ بلون الأصيل قد أشاحت بوجه الحرور عن نسائم صيف ناعمة قادمة، لتعيد تمشيطًا لشجرة صفصافتنا القديمة الكائنة بين ساقية جدِّي المعطلة من زمن بعيد، وعليها نقش لثور ذي قرنين توشك معالم رسمه أن تختفي من تعاقب الشموس على الكواكب، فضلًا عن حقول تنتظر الحراث والدراس، وأنا ذلك المسلطن حينها على أريكة خشبية من صنع جدي القديم قد دكت أوتادها دكًّا في جزوع الصفصافة الصابرة التي لم تتوقف عن منحة الظل يومًا إلا نزولًا على رغبة الخريف العارمة!

ويكاد سلطان النوم أن يقهر مقلتي الناظرتين لهذا البديع الكوني والسكون الباعث على تداعي الأفكار وإرهاصات القصص الجميل، وما زلت أسعد بما أحياه حتى أرسل لي صديقي الآخر عَبر منصات التواصل "صورةً لحقل وشاحنة نقل، وشمس ساطعة، وعمال بقبعات كرعاة البقر، وينتظر منى أن أعلِّق أو أُبدي إعجابًا، أو وإشعارًا بالدهشة، فلم أتوان عن أن أرسل له تلك الإشعارات، فبعث لي بعلامة إعجاب كبرى؛ امتنانًا بما أرسلت، نظرت حولي، فرأيت أن ما أنا فيه أشد بهاءً وأصفى! وخليق بي أن أشاركه ذلك البديع والوصف، فكتبت بحماسة:
• سوف أرسل لك صورة من شرقنا العربي ودلتنا المصرية، وما أدراك ما ريفنا المصري ودلتا، فأتحفني بإشعار ذي ابتسامة كبيرة:
• يسعدني ذلك وأكون ممتنًّا.
• أمهِلني بعض الوقت.
• لك ذلك.

نهضت من مقعدي بأريكة جدي المفضلة لي وقت انكسار الظل عليها، والساقية في محيط العدسة الخاصة بهاتفي النقال، وما زلت أبتعد وأقترب قدر المستطاع، حتى حوت صورتي الساقية والصفصافة والأريكة التي انغمست في جزع الصفصافة وكأنَّهما جسد واحدٌ، ومن خلفهم الحقول، غير أن الأصيل قد طَمس نقش الثور وقرناه للأسف الشديد، ولما أصبحت كلها في محيط عيني وقد دفقت فوهة الغروب لي دفقةً من غَسقها المغيب تفاصيل الأشياء، التقطت الصورة وما أروعها، وبدون أدنى جهد أرسلتها له، وعلمت أنها قد استقرت أمام عينيه وأنا أنتظر ردَّ فعله، غاب صديقي بعض الوقت ولم يحر جوابًا حتى باغته بعلامة استفهام كبرى:
• وصلتك الصورة؟!
• بالتأكيد.
• وما رأيك؟!
• لوحة فنية رائعة!!
• هي ذلك وأكثر ولقد أفاض زمن الغروب عليها مسحة من الجمال!
• بالتأكيد فأجمل ما في الأصيل أنه يجعل الأشياء هياكلَ مبهمة، فيخفي تفاصيلَ ثانوية محرجة.

ابتسمت دون أن أرسل له الحالة: - تقصد الحقول التي تنتظر الحراث؟!
• ربما أو الثور الذي انْمجت معالمه وقرناه.

انتزعت الدهشة عيني من رائق المنظر إلى غريب الاستفهام!!
• كأنك الآن معي!!

فيرسل بضحكة ساخرة: لا عليك لا تهتم فتلك من سجايا الغروب!
منقول











__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 47.04 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 45.37 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.55%)]