|
ملتقى القرآن الكريم والتفسير قسم يختص في تفسير وإعجاز القرآن الكريم وعلومه , بالإضافة الى قسم خاص لتحفيظ القرآن الكريم |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() ما صحة التفريق بين الفوز العظيم والكبير والمبين في القرآن؟ ماهر مصطفى عليمات السؤال: ما صحّة ما يتناقله العديد من الناس عبر وسائل التواصل الاجتماعي مكتوبًا أو في فيديو انتشر لشخصٍ يتحدّث فيه عن الفرق بين الفوز المبين، والفوز الكبير، والفوز العظيم في القرآن، فقال ما مضمونه: أولًا: الفوز المبين: فعندما يذكر الله تعالى الفوز المبين يذكره في أمرين: صرف العذاب والإدخال في رحمته: ١- صرف العذاب: قال تعالى: ﴿ مَنْ يُصْرَفْ عَنْهُ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمَهُ وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْمُبِينُ ﴾ [الأنعام: ١٦]، فهنا ذكر صرف العذاب ولم يذكر دخول الجنة. ٢- الإدخال في رحمته، قال تعالى: ﴿ فَأَمَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَيُدْخِلُهُمْ رَبُّهُمْ فِي رَحْمَتِهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْمُبِينُ ﴾ [الجاثية:٣٠]، وهنا أيضًا لم يذكر إدخال العبد الجنّة. ثانيًا: الفوز الكبير: فقد ذكره الله تعالى في موضعٍ واحد، قال تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْكَبِيرُ ﴾ سورة البروج:١١ وهنا ذكر جزاء الجنّة. ثالثًا: الفوز العظيم، فيزيد من الجزاء على ما ذكر في آية البروج إمّا بذكر الخلود والرضوان أو ذكر المساكن الطيبة، قال تعالى: ﴿ قَالَ اللَّهُ هَذَا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴾ [المائدة:١١٩]. الجواب: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، فهذا الكلام غير دقيق؛ وتفصيل ذلك كالتالي: أولًا: أنّ الله تعالى ذكر الفوز مجردًا عن (مبين، كبير، عظيم)، قال تعالى: ﴿ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ ﴾ [آل عمران: 185]، فمجرد الفوز يوم القيامة يعني دخول الجنّة، ولم يربطه بمبينٍ ولا كبيرٍ ولا عظيم، قال ابن كثير: ﴿ وذلك هو الفوز المبين ﴾ كقوله: ﴿ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ ﴾، والفوز: حصول الربح ونفي الخسارة[1]. ثانيًا: لو رجعنا إلى كتب التفسير كتفسير القرطبي[2] وابن كثير[3] وغيرهما لوجدنا أنّ معنى ﴿ فَيُدْخِلُهُمْ رَبُّهُمْ فِي رَحْمَتِهِ ﴾ [الجاثية: 30]؛ أي: في جنّته، قال الإمام الشوكاني في تفسير هذه الآية: (فالمؤمنون يدخلهم الله برحمته الجنّة) [4]، وهذا يردّ قولهم أنّ الفوز المبين هو الصرف عن العذاب والإدخال في الرحمة فقط ولا يعني دخول الجنّة. ثالثًا: جاء في الأحاديث الصحيحة أنّ الرحمة الواردة في الآية معناها الجنّة، ففي الصحيحين: أنّ الله تعالى قال للجنّة: (أنت رحمتي أرحم بك من أشاء من عبادي) [5]. رابعًا: نبّه بعض المفسرين من أن يُفهم من الآية أنّ الفوز المبين لا يعني دخول الجنّة، وبيّنوا أنّ الله إذا صرف العبد عن العذاب أعطاه الثواب أي الجنّة، فقد قال الخازن في تفسير قوله تعالى: ﴿ من يصرف عنه يومئذٍ فقد رحمه ﴾، قال: بأنْ أنجاه من العذاب، ومن أنجاه من العذاب فقد رحمه وأناله الثواب لا محالة، وإنما ذكر الرحمة من صرف العذاب لئلّا يتوهّم أنّه صرف العذاب فقط بل تحصل الرحمة من صرف العذاب عنه وذلك الفوز المبين[6]. والفوز المبين هو دخول الجنة كما جاء سابقًا في قول ابن كثير: ﴿ وذلك هو الفوز المبين ﴾ كقوله: ﴿ فمن زحزح عن النار وأدخل الجنّة فقد فاز ﴾[7]. وأخيرًا: لا ينبغي أن يُفسَّر القرآن بعيدًا عن السنّة وكتب التفسير المعتمدة، وعلى من عرضت له فكرةٌ وهو يتدبّر القرآن أن لا يسارع في نشرها قبل عرضها على أهل الاختصاص، وأن لا يغترّ بفكرته أو بثناء الناس عليها، فإنّ أكثر الناس لا يعلمون. والله أعلم. [1]تفسير القرآن العظيم: ٢/ ٨٠٦، ط٧: ١٤٣٥-٢٠١٤ جمعية إحياء التراث الإسلامي – الكويت. [2] الجامع لأحكام القرآن: ١٦/ ١٣٩، ط: المكتبة التوفيقيّة-القاهرة. [3] تفسير القرآن العظيم: ٤/ ٢١١٦. [4]فتح القدير: ٥/ ١٦، ط١: ١٤٣٣-٢٠١٢، دار ابن الجوزي-القاهرة [5]رواه البخاري (٤٨٥٠) ومسلم (٢٨٤٦). [6]لباب التأويل في معاني التنزيل المسمّى "تفسير الخازن": ٢/ ٣٦٢، ط: سنة ١٩٩٥، دار الكتب العلميّة – بيروت. [7]تفسير القرآن العظيم: ٢/ ٨٠٦.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |