|
الملتقى العلمي والثقافي قسم يختص بكل النظريات والدراسات الاعجازية والثقافية والعلمية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||
|
||||
![]()
__________________
|
#2
|
||||
|
||||
![]() الإسلام والتربية مدى الحياة (4) شريف دويدار الإسلام منذ البداية يرى أنَّ التعليم مدى الحياة هو الأساس للتعليم في المجتمع الإسلامي على امتداد العصور؛ فالإسلام يطلب من كُلِّ مسلم أن يكون طالب علم مدى حياته، من يوم أن يولد إلى أن ينتقل إلى جوار ربِّه، فبابُ العلم واسع، وأوجهه كثيرة، ومكتشفاته مُستمرة، والإسلام بهذا سَبَقَ كُلَّ الحضارات في اعتبار العلم ضرورة من ضرورات الحياة، يَحتاج إليها الإنسان من المهد إلى اللحد، كالماء والهواء والغذاء، وهذا المعنى لم تدركه المجتمعات الإنسانيَّة إلا حديثًا. والمدارس ما هي إلاَّ وسائل لإعطاء القَدْر الضروري من التعليم المنظم، وإكساب التلاميذ الاتجاهات والقيم التي تُمكنهم من أن يستمروا في تعلُّمهم مدى الحياة. والمسلم حين يقرأ الآية الكريمة: ﴿ وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا ﴾ [الإسراء: 85]، فإنه يُدرك أنَّ الإسلام يطلب منه الاستزادة من العلم طوال حياته؛ حتى يدرك أكبر قَدْر مُمكن من التعليم الذي يفيده في حياته، ويُمكِّنه من تحقيق رسالته على الأرض، باعتباره خليفة لله فيها، يقوم بعمارتها وَفْق تعاليم الإسلام، وينشر بين ربوعها الأمن والعدالة والمحبة والاطمئنان. والقرآن الكريم الذي أنزله الله - سبحانه وتعالى - على نبيه مُحمد - صلوات الله وسلامه عليه - لم ينزله مرَّة واحدة، بل أنزله خلال ثلاثة وعشرين عامًا، وكانت أوَّل آية نزلت على رسوله الكريم: ﴿ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ ﴾ [العلق: 1-2]، وآخر آية نزلت قُبيل وفاة النبي هي: ﴿ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ﴾ [المائدة: 3]. وهذا هو الذي جعل المشركين يعترضون على ذلك بقولهم: ﴿ وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا ﴾ [الفرقان: 32]، ومعنى تثبيت الفؤاد: القُدرة على وَعْي ما حواه من لفظ ومعنى؛ ذلك أن المسلمين في حاجة إلى العلم طوال حياتهم. ووصايا الرَّسول - صلَّى الله عليه وسلَّم - كانت أشد إيجازًا وأعظم دلالة على معناها قُبيل وفاته، وفي حَجَّة الوداع؛ وبذلك أعطاهم القُدرة على الفهم والتدبُّر والاتجاهات والقيم، وذلك كلُّه يُمكِّنهم من أداء رسالتهم في هذه الحياة، وقد حثَّ النبي - صلوات الله وسلامه عليه - على مُداومة طَلَبِ العلم، وجعل العلماء هم وَرَثة الأنبياء، وإذا كان الأنبياء لم يُورثوا مالاً، فإنَّهم قد وَرَّثوا العلم، وحظُّ العلم أكبر من حظ المال؛ يقول الرسول الكريم: ((العلماء وَرَثة الأنبياء، وإنَّ الأنبياء لم يُورِّثوا دينارًا ولا درهمًا، وإنَّما ورَّثوا العلم، فمَنْ أخذه، أخذ بحظٍّ وافر))؛ رواه التِّرمذي، وجعل القرآن خشية الله الكاملة من اختصاص العلماء: ﴿ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ ﴾ [فاطر: 28]، وحَثَّ النبي الكريم على طَلَبِ العلم؛ لأنَّه يوصل إلى الجنَّة؛ يقول النبي الكريم: ((مَن سَلَكَ طريقًا يلتمس فيه علمًا، سَهَّل الله له به طريقًا إلى الجنة))؛ رواه مسلم، وقال - عليه السلام -: ((مَن خرج في طَلَبِ العلم، فهو في سبيل الله حتى يرجع، والله - سبحانه وتعالى - يكرمه ويعطيه الجزاء الأوفى، والملائكة تضع أجنحتها إكبارًا له وإعظامًا لحقه)). وقد جعل الإسلامُ العلمَ النافع من الأشياء التي يستمر فيها ثوابُ الإنسان، حتَّى بعد موته؛ يقول الرسول الكريم: ((إذا مات ابن آدم، انقطع عمله إلاَّ من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له))؛ رواه مسلم.
__________________
|
#3
|
||||
|
||||
![]() الإسلام والتربية مدى الحياة (5) شريف دويدار دور العلم في حياة المسلم: والتربية مدى الحياة تدعو إلى الملاحظة والتأمُّل الواعي واتِّباع الأسلوب العلمي، وفي ذلك يقول الله - تعالى -: ﴿ إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ ﴾ [آل عمران: 190]؛ ولذلك فإنَّ الله - تعالى - يأمُرُنا بالنَّظر في السموات والأرض؛ لنرى ما فيها: ﴿ قُلِ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا تُغْنِي الْآيَاتُ وَالنُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ ﴾ [يونس: 101]. كما طَلَبَ ربُّ العزة من المسلم أنْ يطلب من رَبِّه أن يزيده في العلم: ﴿ وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا ﴾ [طه: 114]، وما دام المسلم يطلُب من رَبِّه أن يزيده علمًا، فهو يطلبُ منه أن يزيده من العلم النافع، الذي يساعده على أداء رسالته في هذه الحياة، والذي يَهْدف إلى مصلحة الفرد، وإلى مصلحة المجتمع الإسلامي، بل والمجتمع الإنساني كله، والذي يتولى تعليم الناس ذلك هو في رحمة الله - تعالى - وكل ما في الكون ومَن فيه يدعو له؛ يقول الرسول الكريم: ((إنَّ الله وملائكته، وأهل السموات والأرض، حتَّى النملة في جحرها، وحتى الحوت - لَيُصَلُّون على مُعلِّمي النَّاس الخير))؛ رواه مسلم والترمذي، وهو هنا يعطينا أهميَّة المعلم، وأهمية اتجاهاتِه في هذه الحياة لأداء رسالته، بحيث تكون للبِنَاء لا للهَدْم، ولجلب النَّاس للخير لا لإفساد حياتهم. والعلم يزيد المسلمين في صلتهم بالله، والمسلمُ يصلُ من تفكيره وعمله إلى قوانين ونظريَّات وتطبيقات تُساعده على أداء رسالته في عِمَارة الأرض، وهو يَمشي في مناكبها، ويأكل من رزق الله، فالعِلْم فريضة يؤديها المسلم، كما يؤدي الصلاة والزكاة، وإذا كان الإسلام يرى أنَّ العلم فريضة وعبادة، فإنَّ معنى ذلك أن المسلم لا بُدَّ أنْ يستخدمه في ما يُحقق هدفه في هذه الحياة، ولا بُدَّ أنْ يكون ذلك في إطار الكتاب والسنة؛ حتَّى يَحمي نفسه، ويحمي المجتمع من شطحات العلم، أو انحرافات تطبيقه؛ يقول النبي الكريم: ((تركت فيكم شيئين لن تضلوا بعدهما: كتاب الله، وسنتي)).
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |