الإسلام والتربية مدى الحياة - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         بداية تدوين علم التفسير ومعرفة نسخ التفسير القديمة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          وسائل الديمقراطيين في إقناع المسلمين بالنظام الديمقراطي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          الخذلان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          إدانة التدين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          نحن ضعفاء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          مزاجية المبادئ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          كيف تكون سعيدًا طوال حياتك؟! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          أئمة التابعين وزهادهم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          آيات وأحاديث صحيحة في السياسة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          أزهار الإنسانية ونجوم الاهتداء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > الملتقى العلمي والثقافي
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى العلمي والثقافي قسم يختص بكل النظريات والدراسات الاعجازية والثقافية والعلمية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 13-02-2022, 10:46 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,627
الدولة : Egypt
افتراضي الإسلام والتربية مدى الحياة

الإسلام والتربية مدى الحياة (3)


شريف دويدار





للتربية مدى الحياة بُعدان:
بُعْدٌ رأسي: ويتمثَّل في امتداد التربية، بحيث تشمل حاجاتِ الإنسان طوال حياته.
وبعد أفقي: ويتمثل في امتدادِ شمولها، بحيث تشمل مَجالات النَّشاط الإنساني، من القيام بالأدوار الخاصة بالفرد، إلى الأدوار الاجتماعيَّة والمهنية المختلفة، إلى جانب طريقة شغل أوقات الفراغ فيما يعود على الفرد وعلى المجتمع بالفائدة المَرْجُوَّة.

وهى تَهتمُّ بشخصية الفرد من النَّواحي الجسمية والعقلية، والنفسية والعاطفية وغيرها، كما أنَّها تقوم على أساس نظرة شاملة، يتكامَلُ فيها النَّشاط التعليمي في ارتباطه بنمو الشخصية، وتتكامل فيها التَّربية مع الثَّقافة، والتعليم المدرسي مع التعليم غير المدرسي، والتعليم المهني مع التعليم العام وهكذا؛ ولذلك فإنه ينبغي أنْ تُحدد عناصر الثقافة وطريقة الحياة بجوانبها المادية.

كما أنَّ التربية مدى الحياة تقوم على أساس النَّظرية العضوية التفاعليَّة بين العقل والشخصية والمعرفة، وتؤكد الدَّوْر الوظيفيَّ لهذه المعرفة في تنمية روح البحث والرَّغبة المستمرة في التعليم، وتنمية الفكر التقدمي الواعي، والقدرة على الابتكار والإبداع.

لذلك كان لا بُدَّ من إرساء دعائم التعليم الطَّويل المدى، بِحيثُ يستطيع أفراد المجتمع النهوض بالأعباء المتعددة المطلوبة؛ للإسهام في التخطيط الاجتماعي المتنوع من ناحية، ولتأمين المزايا الأولى، وتحقيقها للفرد والجماعة من ناحية أخرى.

فالمجتمع مسؤول عن توفير الخدمات التي يحتاج إليها الناس، مثل: الغذاء، والصحة، والمأوى؛ وذلك لجميع أفراد المجتمع من كُلِّ سن، ومن كُلِّ طبقة، ولا بُدَّ للمجتمع من تحقيق هذه الأشياء أثناء حياتهم.

من هنا فإنَّ التعليم الذي يستمر مدى الحياة ينبغي أنْ يُعملَ فيه على تقنين التطوير والتحديث تقنينًا علميًّا، بحيث يَتَضمَّن تغيير بنية التعليم، وبذلك يشترك الوالدان وأفراد الأسرة ومؤسسات المجتمع بشكل أو بآخر في تَحمُّل بعض مسؤوليَّات التعليم، وفي المناهج الدِّراسية يُمكن أن ندرس المواد التي تفيد التلميذ، والتي تُحقق التوازن بين جوانب الفرد من ناحية، وإلى التنويع الذي يَحفظ للمجتمع ملامِحَه وللثقافة عموميتها من ناحية أخرى؛ يقول العالم الأمريكي "هربرت جريجورى": "لن يكونَ رجل الغد الأمي هو الذي لا يعرف القراءة ولا الكتابة، ولكن الذي لم يتعلم كيف يتعلم".

والإنسان مكمل لنظام شامل، بل إنَّه يستطيع من خلاله أنْ يؤثر في تطوره، وأن يتحكَّم في سيرته بما يتَّخذه من قرارات، وبما يقوم عليه من تنفيذ لهذه القرارات.

ولَمَّا كان لكل فرد في المجتمع الحقُّ في الإسهام في اتِّخاذ هذه القرارات؛ لأنَّها تتصل به وبحاجاته، فلا بُدَّ أن ينالَ كل فرد حظًّا من المعرفة التي تُمكنه من ممارسة هذا الحق، والطريقة السليمة التي تجعله يحصل على حقوقه، وفي الوقت نفسه تجعله يؤدي ما عليه من واجبات حتَّى ينهض المجتمع نهوضًا سليمًا.


والذين فاتَهم قطار التعليم لهم الحقُّ في أن يلحقوا به عن طريق تعليم الكِبار، والتعليم المنظم الذي يُمكِّنُهم من اكتساب المهارات والقيم، التي تجعلهم يستطيعون معالجة قضايا العالم المتغير، والتعبير عن مشكلاتهم الخاصة في إطار أهداف المجتمع.

يتبع..





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 15-02-2022, 08:27 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,627
الدولة : Egypt
افتراضي رد: الإسلام والتربية مدى الحياة

الإسلام والتربية مدى الحياة (4)


شريف دويدار






الإسلام منذ البداية يرى أنَّ التعليم مدى الحياة هو الأساس للتعليم في المجتمع الإسلامي على امتداد العصور؛ فالإسلام يطلب من كُلِّ مسلم أن يكون طالب علم مدى حياته، من يوم أن يولد إلى أن ينتقل إلى جوار ربِّه، فبابُ العلم واسع، وأوجهه كثيرة، ومكتشفاته مُستمرة، والإسلام بهذا سَبَقَ كُلَّ الحضارات في اعتبار العلم ضرورة من ضرورات الحياة، يَحتاج إليها الإنسان من المهد إلى اللحد، كالماء والهواء والغذاء، وهذا المعنى لم تدركه المجتمعات الإنسانيَّة إلا حديثًا.

والمدارس ما هي إلاَّ وسائل لإعطاء القَدْر الضروري من التعليم المنظم، وإكساب التلاميذ الاتجاهات والقيم التي تُمكنهم من أن يستمروا في تعلُّمهم مدى الحياة.

والمسلم حين يقرأ الآية الكريمة: ﴿ وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا ﴾ [الإسراء: 85]، فإنه يُدرك أنَّ الإسلام يطلب منه الاستزادة من العلم طوال حياته؛ حتى يدرك أكبر قَدْر مُمكن من التعليم الذي يفيده في حياته، ويُمكِّنه من تحقيق رسالته على الأرض، باعتباره خليفة لله فيها، يقوم بعمارتها وَفْق تعاليم الإسلام، وينشر بين ربوعها الأمن والعدالة والمحبة والاطمئنان.

والقرآن الكريم الذي أنزله الله - سبحانه وتعالى - على نبيه مُحمد - صلوات الله وسلامه عليه - لم ينزله مرَّة واحدة، بل أنزله خلال ثلاثة وعشرين عامًا، وكانت أوَّل آية نزلت على رسوله الكريم: ﴿ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ ﴾ [العلق: 1-2]، وآخر آية نزلت قُبيل وفاة النبي هي: ﴿ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ﴾ [المائدة: 3].

وهذا هو الذي جعل المشركين يعترضون على ذلك بقولهم: ﴿ وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا ﴾ [الفرقان: 32]، ومعنى تثبيت الفؤاد: القُدرة على وَعْي ما حواه من لفظ ومعنى؛ ذلك أن المسلمين في حاجة إلى العلم طوال حياتهم.

ووصايا الرَّسول - صلَّى الله عليه وسلَّم - كانت أشد إيجازًا وأعظم دلالة على معناها قُبيل وفاته، وفي حَجَّة الوداع؛ وبذلك أعطاهم القُدرة على الفهم والتدبُّر والاتجاهات والقيم، وذلك كلُّه يُمكِّنهم من أداء رسالتهم في هذه الحياة، وقد حثَّ النبي - صلوات الله وسلامه عليه - على مُداومة طَلَبِ العلم، وجعل العلماء هم وَرَثة الأنبياء، وإذا كان الأنبياء لم يُورثوا مالاً، فإنَّهم قد وَرَّثوا العلم، وحظُّ العلم أكبر من حظ المال؛ يقول الرسول الكريم: ((العلماء وَرَثة الأنبياء، وإنَّ الأنبياء لم يُورِّثوا دينارًا ولا درهمًا، وإنَّما ورَّثوا العلم، فمَنْ أخذه، أخذ بحظٍّ وافر))؛ رواه التِّرمذي، وجعل القرآن خشية الله الكاملة من اختصاص العلماء: ﴿ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ ﴾ [فاطر: 28]، وحَثَّ النبي الكريم على طَلَبِ العلم؛ لأنَّه يوصل إلى الجنَّة؛ يقول النبي الكريم: ((مَن سَلَكَ طريقًا يلتمس فيه علمًا، سَهَّل الله له به طريقًا إلى الجنة))؛ رواه مسلم، وقال - عليه السلام -: ((مَن خرج في طَلَبِ العلم، فهو في سبيل الله حتى يرجع، والله - سبحانه وتعالى - يكرمه ويعطيه الجزاء الأوفى، والملائكة تضع أجنحتها إكبارًا له وإعظامًا لحقه)).


وقد جعل الإسلامُ العلمَ النافع من الأشياء التي يستمر فيها ثوابُ الإنسان، حتَّى بعد موته؛ يقول الرسول الكريم: ((إذا مات ابن آدم، انقطع عمله إلاَّ من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له))؛ رواه مسلم.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 15-02-2022, 08:28 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,627
الدولة : Egypt
افتراضي رد: الإسلام والتربية مدى الحياة

الإسلام والتربية مدى الحياة (5)


شريف دويدار





دور العلم في حياة المسلم:
والتربية مدى الحياة تدعو إلى الملاحظة والتأمُّل الواعي واتِّباع الأسلوب العلمي، وفي ذلك يقول الله - تعالى -: ﴿ إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ ﴾ [آل عمران: 190]؛ ولذلك فإنَّ الله - تعالى - يأمُرُنا بالنَّظر في السموات والأرض؛ لنرى ما فيها: ﴿ قُلِ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا تُغْنِي الْآيَاتُ وَالنُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ ﴾ [يونس: 101].

كما طَلَبَ ربُّ العزة من المسلم أنْ يطلب من رَبِّه أن يزيده في العلم: ﴿ وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا ﴾ [طه: 114]، وما دام المسلم يطلُب من رَبِّه أن يزيده علمًا، فهو يطلبُ منه أن يزيده من العلم النافع، الذي يساعده على أداء رسالته في هذه الحياة، والذي يَهْدف إلى مصلحة الفرد، وإلى مصلحة المجتمع الإسلامي، بل والمجتمع الإنساني كله، والذي يتولى تعليم الناس ذلك هو في رحمة الله - تعالى - وكل ما في الكون ومَن فيه يدعو له؛ يقول الرسول الكريم: ((إنَّ الله وملائكته، وأهل السموات والأرض، حتَّى النملة في جحرها، وحتى الحوت - لَيُصَلُّون على مُعلِّمي النَّاس الخير))؛ رواه مسلم والترمذي، وهو هنا يعطينا أهميَّة المعلم، وأهمية اتجاهاتِه في هذه الحياة لأداء رسالته، بحيث تكون للبِنَاء لا للهَدْم، ولجلب النَّاس للخير لا لإفساد حياتهم.

والعلم يزيد المسلمين في صلتهم بالله، والمسلمُ يصلُ من تفكيره وعمله إلى قوانين ونظريَّات وتطبيقات تُساعده على أداء رسالته في عِمَارة الأرض، وهو يَمشي في مناكبها، ويأكل من رزق الله، فالعِلْم فريضة يؤديها المسلم، كما يؤدي الصلاة والزكاة، وإذا كان الإسلام يرى أنَّ العلم فريضة وعبادة، فإنَّ معنى ذلك أن المسلم لا بُدَّ أنْ يستخدمه في ما يُحقق هدفه في هذه الحياة، ولا بُدَّ أنْ يكون ذلك في إطار الكتاب والسنة؛ حتَّى يَحمي نفسه، ويحمي المجتمع من شطحات العلم، أو انحرافات تطبيقه؛ يقول النبي الكريم: ((تركت فيكم شيئين لن تضلوا بعدهما: كتاب الله، وسنتي)).

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 65.55 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 62.92 كيلو بايت... تم توفير 2.63 كيلو بايت...بمعدل (4.01%)]