حصاد السنين - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         بلاغة قوله تعالى: (ولكم في القصاص حياة)، مع موازنته مع ما استحسنته العرب من قولهم: "ا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          الإسلام كفل لغير المسلمين حق العمل والكسب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          أكثر من ذكر الله اقتداء بحبيبك صلى الله عليه وسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          أينقص الدين هذا وأنا حي؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          خلاصة بحث علمي (أفكار مختصرة) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          موعظة وذكرى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          أعمال يسيرة وراءها قلب سليم ونية صالحة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          {هم درجات عند الله} (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          نواقض الوضوء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          المتشددون والمتساهلون والمعتدلون في الجرح والتعديل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الأسرة المسلمة > ملتقى الأخت المسلمة
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الأخت المسلمة كل ما يختص بالاخت المسلمة من امور الحياة والدين

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 13-02-2022, 03:18 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,769
الدولة : Egypt
افتراضي حصاد السنين

حصاد السنين



د- ناصرالعمر








ذات يوم كنت في زيارة إحدى صديقاتي..
ابنة السبعة عشر عاماً.. أمها تصرخ وتشتكي من عدم طاعتها وعدم برها.
الابنة تدير وجهها وترمي حقيبتها على جنب، وتذهب بكبريائها إلى حجرتها.
صوت الأم وهي تصرخ:
أما تريدين أن تسمعي كلامي، لقد أصبح عمرك سبع عشرة سنة..
فكرت في كلماتها.. سبع عشرة سنة! إنني لا ألوم البنت على كبريائها.. ولا يعني ذلك أنني أؤيدها على ذلك فعلاجها غير.. لكن اللوم ليس علاجها..
نعم لقد كبرت البنت وأصبح عمرها سبع عشرة سنة، ولكن كيف كبرت؟ وماذا أثمرت؟
هي أو ابنها الذي يلحقها في السن وتشتكي منه في أحيان كثيرة بسهره أو صحبته السيئة أو عدم بره..
أبدت لي فرحتها بزيارتي لها، وبأنها كانت في همٍّ قد لحق بها، همُّ أبنائها الذين كبروا، بعد أن ترعرعوا في أحضانها...

سألت نفسي: لماذا الهم؟ فالهمُّ لا يأتي إلا بالتعلق، قد تكون قد علقت آمالاً كبيرة بهم ؟!!!
وهنا يكمن منشأ الخطأ.. أن نعلق آمالنا بأبنائنا بدلاً من أن نعلقها بإلهنا..
وهنا يظهر مبدأ الإخلاص.. أن نخلص تربيتنا لهم من كل ما يتعلق بها من شوائب الهوى، وأن نعلقها بكل ما فيه مراقبة لله _عز وجل_ لينشؤوا على مبدأ الإخلاص لله كما ينبغي ويراقبوا الله كما ينبغي..
إنهما حصاد السنين.
نعم..
هي وهو/ شجرة الآن، لكنك أنت التي غرستها وسقيتها
وكل يوم من هذه السنين السبع عشرة هي بمثابة شربة تشربها ابنتك أو ابنك بما رويتهما أنت وزوجك .

حيناً أخلاق، وحيناً عبادات، وحيناً آخر معاملات، وحيناً رابع توجهات... ولا تنسيا أنكما أحطتما ذلك بـ: العلاقات، والعواطف والمشاعر..
علاقتكما بهما وعلاقتهما بكما..

والإشباع العاطفي له دور كبير في لجوئهما إليكما في كل شيء، وكونهما كتاباً مفتوحاً أمامكما في كل حين.
وضرورة الاهتمام بهما في نعومة أظفارهما كان من أهم ما كان يشغل بالكما..
أتذكرين ذلك اليوم الذي كنت لا تبالين تركهما منفردين مع الخادمة أو السائق، وأنت لا تدركين خطورة ذلك..
أتذكرين ذلك اليوم الذي كنت تفتخرين فيه بجمال ابنتك وتختارين لها ما تشائين من اللباس الذي ينافي الحياء الحشمة.

ثم أتذكرين ذلك اليوم الذي كنت تفتخرين بتدليل ابنك وتلبية جميع الرغبات له، وأن والدهما لا ينقصه شيء..
الانضباط في تلبية رغبات البنين والبنات لا يعني نقص شيء من المال أو الجاه لديك..
ولكن يعني تقويم الذات، وغرس الصفات..
و من جهة أخرى كنت لا تبالين بأوقات نوميهما واستيقاظهما، وبكيفية تدريسهما ودراستهما سوى شراء متطلبات المدرسة، أتعتقدين أن الشجرة التي لا راعي لها تثمر؟
تأوهت.. ووضعت اللوم على أبيهما حيناً وعلى الصحبة حيناً آخر.. وكأنها أدركت خطأهما في سنين الزرع..

قلت لها: نحن لسنا بحاجة إلى دواء اللوم.. بل اللجوء إلى الله بصدق وعزيمة هو الخلاص الوحيد مما وقعنا فيه كلنا
ثم: الشعور بالمسؤولية- الاهتمام- الحرص- الانضباط –

من أجل الأمور التي على كل واحد وكل واحدة منا تفهمها،
ويأتي ذلك كله في الحديث الذي رواه ابن عمر- رضي الله عنهما-عن النبي- صلى الله عليه وسلم- : "كلكم راع و مسؤول عن رعيته؛ الإمام راع ومسؤول عن رعيته، والرجل راع في أهله
ومسؤول عن رعيته، والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها [وفي رواية مسلم: في بيت بعلها وولده...]، والخادم راع في مال سيده ومسؤول عن رعيته، والرجل راع في مال أبيه ومسؤول عن رعيته، وكلكم راع ومسؤول عن رعيته" رواه البخاري .


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 47.56 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 45.90 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.51%)]