حياتي تنهار بسبب ديوني - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4706 - عددالزوار : 1705827 )           »          المبسوط فى الفقه الحنفى محمد بن أحمد السرخسي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 479 - عددالزوار : 21383 )           »          هل قراءة سورة البقرة من المسجل يطرد الشيطان من المنزل؟ (اخر مشاركة : الروقي - عددالردود : 12 - عددالزوار : 6712 )           »          طريقة حذف حساب إنستجرام نهائيًا أو تعطيله مؤقتًا.. الخطوات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »          حماية أكبر للأطفال.. آبل تعزز الرقابة الأبوية وتحسن إعدادات حسابات أبنائك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          خطوة بخطوة.. إزاى تربط موبايلك بالكمبيوتر وتنقل البيانات بسهولة؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 65 )           »          نستجرام يطلق ميزات جديدة لتحسين تجربة المراسلة المباشرة.. تعرف عليها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          ما هو برنامج الفدية؟.. وكيف تحمي هاتفك من الاختراق؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 52 )           »          قبل ما تبيع موبايلك.. تأكد من مسح بياناتك بالشكل الصحيح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 39 )           »          6 مميزات فى ويندوز 11 غير موجودة بإصدار 10 (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى مشكلات وحلول
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 04-02-2022, 11:20 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 168,475
الدولة : Egypt
افتراضي حياتي تنهار بسبب ديوني

حياتي تنهار بسبب ديوني
أ. شروق الجبوري

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أكتب إليكم رسالتي هذه، وكلي أملٌ ورغبةٌ في أن تُوَجِّهوني وتُرشدوني مِن واقع خبرتكم العلمية والعملية في العلاقات الاجتماعية، وعلى وجْه الخصوص في العلاقات الأُسَريَّة لحلِّ مشكلتي، أو لنَقُلْ: مشاكلي العديدة، التي أثْقَلَتْ كاهلي، وحوَّلَتْني في عزِّ شبابي إلى هرمٍ عجوزٍ، لا يقوَى على مُواجَهةِ مُتطلبات الحياة بأشكالها كافة.

فقد بلغ بي التعَب والتشتُّت الذهني والعقلي إلى درجة أن أصبحتُ معها حائرًا ضائعًا، لا أستطيع التقدُّم إلى الأمام، أو التراجُع إلى الخلف، وأصبحتُ أكره نفسي وحياتي كلها، لدرجة أني فكَّرْتُ في الانتحار مرات عديدة! بعدما بلغ بي اليأس والإحباط مِن إصلاح حالي وحال أسرتي الصغيرة المسكينة التي أنظُر إليها دائمًا على أنني أنا المُذْنِبُ والمتسبِّب فيما أوصلتُهم إليه، بالرغم مِن محبَّتِهم لي، وحبي لهم، إلا أنَّ الحبَّ ليس كل شيءٍ في داخل الأسرة.

أما مشكلتي فكالتالي:
أنا شابٌّ في بداية الثلاثينيَّات مِن عمري، مُتزوِّج، وزوجتي في منتصف العشرينيات، رَزَقَنا اللهُ طفلةً عمرُها الآن سنة ونصف، قبل الزواج كنتُ أعمل في المجال الصحيِّ، وكانتْ حالتي المادية ممتازة، وكانتْ لديَّ شقة تمليك، والحمدُ لله استطعتُ أن أسدَّ كثيرًا من ديوني، ثم ارتبطتُ بشريكة حياتي التي رسمتُ معها - منذ أيام الخطوبة - أحلامنا السعيدة ببناء أسرةٍ يحبُّ بعضها بعضًا، ويتفانَى أعضاؤُها في خدمة بعضهم؛ بما يزيد الأُلْفَة والمحبَّة.

بعد الزفاف بدأت الحياةُ تتغيَّر شيئًا فشيئًا، وأكثرها غيرةُ زوجتي الشديدة والزائدة عن حدِّها، بحكم عملي والذي فيه اختلاط!

كانتْ سماتُ الغضب والغيرة تظهر عليها كلما أخذتُها إلى مجالِ عملي للاطمئنان على صحتِها أثناء الحمل، ثم حاولتُ أن أبتعدَ عن المكان الذي تأتي منه المشكلاتُ!

هذه أولُ مشكلة: (مشكلة الغَيْرَة الزائدة عن الحدِّ).

المشكلة الثانية: مِن الناحية الماديَّة:
مِن الناحية الماديةِ تأثرتْ مِيزانيتي بعض الشيء؛ بحُكم مَصاريف ونفقات الزواج والسفر... إلخ، واستطعتُ إلى حدٍّ ما إعادة ترتيب أموري المادية؛ بحيثُ كانتْ أموري - ولله الحمد - جيدة، ولم تصلْ إطلاقًا إلى درجة الاستدانة والاقتراض - كما هو حالي الآن.

ويرجع هذا لعدة أسباب:
أولها: تغيير عملي، وأخْذ راتبٍ أقل مِن راتبي الأول.

ثانيًا: انتقالي إلى مدينةٍ أخرى غير التي كنتُ أسكن فيها!

ثالثًا: زوجتي التي تبدو في كثيرٍ مِن الأحيان طفلةً صغيرةً، أو ذات عقلٍ قاصرٍ لا يقيس الأمورَ إلا بنظرة واحدة؛ فهي تريد أن تستمتع بالحياة - كأيِّ فتاةٍ - وتحلم بشراء مُستلزمات النساء؛ (العطور، والمكياج، والفساتين... إلخ).

فكلما ذهبتْ إلى السوق، وشاهدتْ شيئًا ما أعْجَبَها بشدة، تُطالب به، وتصرِّح لي بأنها (لا تقوى على تحمُّل رؤية بعض الأشياء الثمينة والغالية، والتي تمنِّي نفسها بها! فإذا تقاعستُ عن الشراء، أو مَاطلْتُها، أو وعدتُها بشيءٍ ما، ولم أستطعْ شِراءه؛ تغضب مني، وتتهمني بأني لا أحبها، ولا أهتم بها، وأني أبخل عليها، مع العلم بأني أُحاول - بقدْرِ الإمكان، ووفْق ظروفي المادية - أن أجلبَ لها ما تُحِبُّه!

يَزيد الألم والحُزن واليأس عندما ترى زوجتي بعضَ أخواتها المتزوِّجات وقد جلب لهنَّ أزواجهنَّ أشياءَ ثمينةً وغالية، فأُلاحظ على زوجتي شيئًا مِن الحسرة والحزن عندما تتحدث عنهنَّ.

ترتَّب على ذلك تدهورٌ كبيرٌ في الأمور الماديةِ، مما أدَّى إلى الاقتراضِ مِن البنك والاستدانة؛ حتى يتحسَّن وضعي المادي، لكن للأسف لم يتحسَّنْ، واقترضتُ مبلغًا أكبر من البنك!

وما يُحزنني بشدة أنه لا يعلمُ أحدٌ أني اقترضتُ مبلغًا من المال، ولو علم أهلي بذلك فستكون كارثةً!

أنا - واللهِ العظيم - نادمٌ أشد الندَم على ما فعلتُه بحقِّ أسرتي وأهلي، ولا أدري ماذا أفعل؟

دلوني على حلٍّ، وجزاكم الله خيرًا، ووفَّقكم، وسدَّد خُطاكم، وأدامكم ذخرًا للأمة الإسلامية.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الجواب:
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الكريم، السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
يُسعدنا بدايةً أن نرحِّبَ بك في شبكة الألوكة، سائلين المولى القديرَ أن يُسَدِّدنا في تقديم ما ينفعك وينفع جميع المستشيرين.

كما أودُّ أن أشيدَ بما لمستُه فيك مِن حبٍّ ومَودةٍ لزوجتك، وابنتك، وسعيك الجاد لإسعادهما والحفاظ عليهما، وهو أمرٌ يُحْسَبُ لك، وأتمنى منك الحِفاظ عليه وتعزيزه، ولكن في إطار سليمٍ، واتزانٍ عقلانيٍّ.

فالعقلانيَّةُ - يا أخي - هي أن تُراعيَ زوجتك، وتُنفق عليها، ضمن الواقع الذي تعيشه حقيقةً، وليس ضمن أمانٍ وتطلُّعاتٍ لا تمتُّ له بصلة، وما اسْتَشْفَفْتُه مِن رسالتك أن زوجتك لم تتفهَّمْ هذا الواقع، ولم تقبلْه، بل ثارتْ عليه، وبدل أن تقوم أنت بمَساعٍ نحو توعيتها وإرشادها للصواب، استجبتَ لتطلُّعاتها التي لا تنسجم - أبدًا - مع الواقع الذي تعيشُه، وهنا يكْمُن أساس الخطأ!

فأنت - يا أخي - تعتبر اليوم أن مُشكلتك تكمُن في (كثرة الديون عليك)، وفي (غيرة زوجتك الشديدة)، ولو ركَّزْتَ قليلًا في الأمرَيْنِ، لوجدتَ أنهما يرتبطان بشخصِ زوجتك وحدها، وليس بسبب ظروفٍ قاهرةٍ أو غيرها؛ ولهذا فإنَّ التصحيح لا بُدَّ أن يقعَ على شخصِ زوجتك وحدها، وليس بمُناطحة الواقع، أو تغيير المكان، وغير ذلك.

ولذلك فإني أنصحك بالتفكير على هذا النحو، وعدم الوقوع في شِراك المبَرِّرات غير المنطقيَّة التي تُوقعك في الخطأ، مثل أن زوجتك ما زالتْ في بداية عمرها، ولا بد لها من فِعل كذا كذا، أو أنَّ أزواج أخواتها يجلبون لهنَّ ما لا تتمكَّن أنت مِن شِرائِه لها... إلخ، فكَوْنُها ما زالتْ في بداية عمرها، لا بُدَّ لها مِن الاجتهاد، ومُساندتك لبناء غدٍ أفضل لكما ولأبنائكما، وهذا الأمر يحتاج إلى تضحياتٍ وتنازُلات يكون التزامُ زوجتك بها (واجبًا) وليس (تفضُّلًا).

أمَّا كَوْنُ أخواتها ينْعَمْنَ بمُقتنياتٍ ثمينةٍ لا تستطيع هي امتلاكها، فما أدراك يا أخي وأدراها، عن خُلُق، وإخلاص، أزواجهن؟! وما أدراكما ما يُخبئ لهما القدرُ غدًا، وما يخبِّئه لكما إن تبنَّيْتُما الاجتهاد تحت مظلَّة الرضا والقناعة؟

كما أنَّ هذا النوع مِن المُقارَنات قد يكون - والله تعالى أعلم - بمَنْزِلة السخط على قدَر الله تعالى - والعياذُ به عزَّ وجلَّ - لأنه يتمثَّل في مشاعر حزنٍ وإحساس بالألم مِن أجل فضْلٍ مَنَّ الله تعالى به على فلانٍ دونكما!

ولذلك - يا أخي - فإنَّ أيَّ تغييرٍ تنشده في حياتك، لا بُدَّ أن يبدأ مِن أنفسكما أنت زوجتك، فعلى زوجتك أن ترتقيَ بفِكْرِها ونفسها، وتتوافَقَ مع الواقع، وتشدَّ مِنْ عَضُدِك في مُواجَهة ظروف الحياة وصعوباتها، وتفهَّم أنَّ هذا هو دورها الرئيسي كزوجة، وعليك أنت أن تُفَكِّر في هذا السبيل كحلٍّ للمشاكل، بدل التفكير في منزلقات تعزِّز تلك الأخطاء، وتزيد مِن اتساع حجم المشكلة وتعقيداتها.

أمَّا عن مُواجَهة الديون: فقد يكون التغييرُ المقبِل في مكان عملك إلى جانب والدك، بالإضافة إلى مُرتبك الوظيفي - بابَ حلٍّ لهذه القضية، إن أحسنتَ التصرُّفَ واستثمرتَ هذا الظرف؛ إذ يُمكن لك - مثلًا - أن تُخَصِّص ما تكسبه في العمل مع والدك لسداد الديون بالتدريج، وتُرتب حياتك العائلية ضمن مُرتبك الشهري، وصحيحٌ أن هذا الأمر سيُغَيِّر كثيرًا مِن تفاصيل حياتكما، لكنه أمرٌ لا بد منه لتصحيح أخطاء لا بُدَّ أن يتمَّ إيقافها حالًا، كما أرى أنْ تُفاتح والدك في هذا الأمر بعد انتقالك إلى قُربِه وإبدائك الاجتهاد والمثابرة في العمل معه، وتطلب منه الاحتفاظَ به سرًّا، وأنَّ ما تطلبه هو دَعْمُه ومُساندته النفسية لك، والتي أرى فعلًا أنك في حاجةٍ إليها أكثر.

كما أنصحك بكثرة الاستغفار، والْتِزام الأدْعِيَة التي يُرْجَى منها التخلُّص مِن الديون، لتكونَ ما يلتزمه لسانك، مع تبنِّيك التغيُّر النفسي والفكري المشار إليهما.

وقبل أن أختمَ أتمنى أن أُوَجِّه رسالةً إلى المرأة العربية في كلِّ مكان: بأن الأُنوثة والجمال لا يُبرزها اقتناء الثمين مِن الكماليَّات؛ (المكياج، والعطور، والمجوهرات... إلخ)، ولا الابْتِزاز العاطفي للزوج، وإشعاره بالتقصير، وإيقاعه فريسة هذا الشعور، بل الأُنوثة هي إحساسٌ تلقائيٌّ بجمال النفس الذي ينعكس على الشكل، وعلى حُسن التعامل والطيبة والتودُّد مع الزوج، ومع المحيطين.

واعلمي يا أختي أنَّ هذه الحيَل لا ترفع قدْر امرأةٍ مهما تصوَّرَتْ هي ذلك، بل إنها بداية سيئةٌ تهوي بها لاحقًا إلى حالٍ لا يُمكن لأحدٍ توقُّع نتائجه؛ ولذلك فهي دعوةٌ أتمنى أن تنالَ صداها في نفس الزوجة العربية في كلِّ مكان، لتوقف (مذبحة) القُروض لشراء (الفخم) من السيارات، والإثاث، وغيرها.

وأخيرًا، أختم بالدُّعاء إلى الله تعالى أن يُصلحَ شأنك كله، وزوجتك، وأن يفرجَ كربتك، وينفع بكم جميعًا، وسنسعد لسماع أخبارك الطيبة مجدَّدًا.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 72.36 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 70.64 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.37%)]