|
|||||||
| ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||
|
||||
|
عداوة بين عمي ومساعدِه في العمل أ. فيصل العشاري السؤال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. عمي أستاذٌ جامعي، ويُدَرِّس في إحدى الجامعات، وهو أستاذ كفء يشهد له كلُّ مَنْ عرَفه بالطيبة والأمانة، مُشكلته في وُجود شخص معه في العمل، كان طالبًا عنده، ويصغره بـ25 سنة، تَمَّ تعيينُه مُؤَخَّرًا مديرًا لمكتبه الشخصي, ولكن هذا الشخص بدأ يتهجَّم عليه، ويُرسل له رسائل تهديد وشتائم، ويتهمه بسرقة بُحوثه! كما أنه يطلُب مِن المدير عزْل عمي مِن العمل، وتعيينه بدلًا منه؛ لأنه - على حدِّ وصفِه - غير كفءٍ وغير أمين! عمي يُفَكِّر في تقديم استقالتِه مِن العمل؛ ليتخلَّصَ منه، فهل هذا حلٌّ صحيحٌ للمشكلة؟ نحن في قلقٍ كبيرٍ على صحة عمي، خصوصًا أنه متقدِّم في العمر، ونخشى أن تؤثِّر هذه الأزمةُ على صحته, كما أنَّ استقالته وجلوسه في البيت - بعد هذا العمر - ستُؤَثِّر سلبًا على نفسيته. فما الحل في رأيكم؟ الجواب: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. نشكركم على تواصُلكم معنا، وثقتكم في شبكة الألوكة . لقد أحْكَم أبو الطيب المتنبي عندما قال: ![]() عَدُوًّا لَهُ مَا مِنْ صَدَاقَتِهِ بُدُّ ![]() والعاقِلُ لو تأمَّل حالَ الدنيا لَوَجَدَها مُتَقَلِّبةَ الأطوار، تُسعد صاحبها يومًا، وتُشقيه يومًا آخر. جُبِلَتْ عَلَى كَدَرٍ وَأَنْتَ تَرُومُهَا ![]() صَفْوًا مِنَ الأَقْذَاءِ وَالأَكْدَارِ ![]() بعد كلِّ هذه الرحلةِ التربوية الطويلة لعمك - حفظه الله - يجد مَن يُنازعه موقِعَه الذي استحقه بعمَلِه وجهده، هذا مؤلمٌ حقًّا! لكن مع ألم الجرح هذا لا بُدَّ مِن السعي لعلاجِه وتضميدِه. لسنا نعلم حقيقةَ المُلابَسات التي حصلتْ بين عمك وبين هذا الرجل على وجْهِ الدِّقَّة، ولم نسمعْ مِن الطرف الآخر، ولكن يبدو أن عمك شخصية تجنُّبيَّة لا يُحِبُّ المشاحَنات الشخصية، وهذا وإن كان فيه إيثارُ السلامة وإراحةُ النفس مِن عناء المصاولة؛ إلَّا أنَّ فيه تنازُلًا عن الحقوق - غير ضروري - في كثيرٍ مِن الأحيان. لعلَّه مِنَ المناسِب لعمِّك - حفظه الله - ألا يَتنازلَ عنْ حقِّه ومنصبه لمجرَّد تُهَمٍ يسوقُها ذلك الشخصُ، بل عليه أن يجمعَ تلك الإساءات في أرشيف لحين الحاجة إليها في محاكمة قادمة بينه وبين خصمِه، وأن يتعامَل معه بشكلٍ قانونيٍّ، فكما فهمتُ بأنَّ عمك هو أرفع مَرتبة مِن هذا المُوَظَّف الجديدِ، فالعادةُ أن صاحب القرار والتأثير هو صاحب المرتبة الأعلى! مِن المفيد كذلك البحث عن سبب العداوة الشخصية، وهل يبحث خَصْمُه عن الحصول على منصب نائب المدير، أو مجرد عداوة شخصية لموقفٍ مُعين؟ فإن كان الدافعُ هو الاحتمال الأول، فالغالبُ أن هذا الصنف من الناس لن ينفعَ معه إلا سلوك الطرُق القانونية في التقاضي والتحاكُم وجَمْع الأدلة المتعلِّقَة. أما إن كان الاحتمال الثاني، فهنا يُمكن لعمك الكريم إصلاحُ ذلك الموقف الذي تسبَّب في هذه العداوة، إمَّا باعتذارٍ أو إحسانٍ بهدية ونحوها لكسْبِ قلبِه، مِصْداقًا لقوله تعالى: ﴿ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ ﴾ [فصلت: 34]. وربما بدا لعمك أن يرتاحَ في منزلِه مِن عناء العمل بعد هذه المسيرة الحافِلَة، فكانتْ هذه المشكلةُ شَمَّاعةً مناسبةً لتحقيق هذا المطلب! إن كانتْ هذه رغبته، فينبغي احترامها، وكفى الله المؤمنين شرَّ القتال! وربما كانت المشاكل الصحيَّة التي أشرتم إليها مِن بين دوافع عزْمِه على تقديم الاستقالة. أما الخوفُ مِن مشكلة الفراغ بعد ترْكِ العمل، فلا نظنها مُتحقِّقة في عمك؛ لأنَّ مثله يستطيع أن يتدبرَ أمرَه، أو يتفرغ للتأليف أو كتابة مذكراته الشخصية، أو المساهمة في مشاريع أخرى، المهم هو مُراعاة حاله بعد دراسة الأسباب على أرض الواقع. نسأل الله تعالى أن يكتبَ لكم ما فيه الخير، وأن يصرفَ عنكم السوء وأهله. والله الموفِّق
__________________
|
![]() |
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |