كيف أجعل والديَّ يعيشان في استقرار - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         الانتقام ليس خلق الكرام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          عولمة الأخلاق.. وأثرها على الشباب المسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          صبر الزوج على زوجته (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          الخوف شعار العارفين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          إياك والذنوب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          حياة القلب في محراب الاستماع (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          صمم على النجاح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          حين نتغيّر تتغيّر السماء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          فضل الحياء وحسن الخلق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          الزينة في اللباس (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى مشكلات وحلول
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 04-02-2022, 07:57 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 167,706
الدولة : Egypt
افتراضي كيف أجعل والديَّ يعيشان في استقرار

كيف أجعل والديَّ يعيشان في استقرار
أ. عائشة الحكمي



السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا فتاة وأكبرُ إخوتي، وأسرتي مُتعَبَة جدًّا، بسبب مشاكل قديمة، ومشاكل حديثة، تُوقظ القديم كلما حاوَلْنا تناسيه.

والدتي بلغتْ مِن كره أبي أنها ترى كلَّ شيءٍ يفعلُه خطأ، وكل شيء يفعله فهو ضدُّها وعنادٌ لها، وكذلك أبي يرى فيها ما ترى فيه، لكنهما متَّفقان على أنَّ كلًّا منهما لا يشعُر بالآخر!

طلبتُ أنا وأخي مِن أبي أن ينفَصِلَا لنرتاحَ ويرتاحَا؛ فغضب أبي كثيرًا مِن اقتراحنا عليه، ونَصَحَنَا بالإقلاع عن هذه الفكرة؛ لأنه لا يليق بعد هذا العُمر أن يتمَّ الطلاقُ، مهما بَلَغَا مِن السُّوء.

لا نجد غضاضةً في التنازُل عن بعض الأشياء في سبيل أن تسيرَ الحياةُ، وهذا يُغْضِب أمي، ويجعلها تقلب حياتنا تأنيبًا وتعنيفًا على تصرُّفاتنا.

أنا أبحث عن حلٍّ لأمي، أُريدها أن تتقبَّل أبي على ما هو عليه، وأبي معذورٌ لأنه لا يراها تُشاركه الحياة والحديث، وأجد أيضًا عُذرًا لأمي لأنَّ أبي لا يُؤمن بهذه الثقافة السيئة المتجذِّرة في العائلة، وهي أنَّ كلَّ طرف يتمنَّى إخفاء كلِّ شيءٍ عن الآخر مُقابل مُراقَبة الآخرين خطوة خطوة.

أشيروا عليَّ، كيف أجعل كلًّا منهما يقبَل الآخر؟


الجواب:
بسم الله الموفِّق للصواب
وهو المستعان
سلامٌ عليك، أما بعدُ:
فإنَّ أهنأ بيوت أهل الأرض عيشةً ورخاءً لا تخلو مِن الخلاف الذي يُنَغِّص على أهلِها الالتذاذ بدِفْءِ الاستقرارِ الأسريِّ، والسرور بالمودَّة والرحمة، إلَّا أنَّ الحياةَ الزوجيةَ مُستمرة، على الرغم مِن وجود الخلاف والاختلاف ما دامت العِشرةُ بين الأزواج قائمةً على المعروف، وقد قال اللهُ - عزَّ وجلَّ -: ﴿ وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا ﴾ [النساء: 19]، وفي الحديث الصحيح: ((لا يفرك مؤمنٌ مؤمنةً، إن كَرِه منها خلقًا رَضِي منها آخر))؛ رواه مسلم، والذي يحتاجه أبواك ليشعرَ كلٌّ منهما بقيمة الآخر وأهميته في حياته، أن يتَّفِقَا على أن يتركَا بينهما مسافةً زمنيةً مِن البُعد تقصرها لَوْعَة الفراق، ويطويها الاشتياقُ!
يُقَرِّبُ الشَّوْقُ دَارًا وَهْيَ نَازِحَةٌ
مَنْ عَالَجَ الشَّوْقَ لَمْ يَسْتَبْعِدِ الدَّارَا



أو أن يُوجِدَا لأنفسهما مساحةً مَكانيةً مِن القرب يَملَؤُها الحبُّ، وتغمرها الرحمةُ! فإن فَضَّلَا طريق البُعد فالبُعدُ الشرعيُّ يتم بكلمة الطلاق - الطلاقُ كما أفهمه أنا حلٌّ لمشكلةٍ، لا الطلاق الذي يفْهَمُه عامةُ الناس باعتباره مشكلة اجتماعية - أو أن يترك أحدُهما البيت ويعيش منفردًا في فندقٍ أو عند أهله مدة مِن الزمن، ومِن شأن هذا البُعد أن يهيجَ دواعي الشوق، ويستجلب الذِّكريات الحميمة، فتتحسَّن العلاقةُ الزوجيةُ - بمشيئة الله تعالى - فإنَّ مِن طبيعة البشر إدراكَ قيمة الأشياء بعد فَقْدِها، ولو جرَّب والداك شُعور الفقد لتغيَّرَتْ مُعاملتهما لبعضهما ، ألستِ تُلاحظين ردة فعل والدك الغاضبة حين ذكرتم له حلَّ الطلاق؟! لقد أغضبه فراقُ والدتك.

وأما القربُ فالقربُ بين والديك يحتاج إلى بُعدكم أنتم عنهما؛ سواءٌ بأن تتركوا المنزل وتعيشوا عند بعض قرابتكم فترةً مِن الزمن، أو أن يُسافِرا بمفردهما، أو يُقيمَا بعض الليالي في فندقٍ محلي مجاور؛ كي يتمَكَّنا مِن التفرُّد ببعضهما، ويتذكَّرَا تلك الأيام الخوالي التي أثمرتْ ابنةً بارَّة دافئة القلب!

وعسى الله أن يُصلِحَ الحال، ويُنعم البال، ويرزقكم قريبًا لذة السعادة والاستقرار، اللهم آمين.
والله - سبحانه وتعالى - أعلم بالصواب





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 60.71 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 58.99 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.83%)]