إن الله ينهاكم أن تحلفوا بآبائكم - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         درر وفوائـد من كــلام السلف (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 15391 )           »          الثقافة والإعلام والدعوة في مواجهة الغزو الفكري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 8 )           »          أساليب نشر العلمانية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          سلوكيات غير صحيحة سائدة في حياتنا الأسرية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 5 - عددالزوار : 3612 )           »          الصوابية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          القوامة الزوجية.. أسبابها، ضوابطها، مقتضاها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 2 - عددالزوار : 20 )           »          القواعد والضوابط الفقهية في الأعمال الخيرية والوقفية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 28 - عددالزوار : 11297 )           »          قناديل على الدرب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 21 - عددالزوار : 5616 )           »          أهم تيارات التكفير والعنف ودور الدعوة السلفية في مواجهتها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          الحكمـة ضالـة المؤمن ***متجددة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 132 - عددالزوار : 76199 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام > فتاوى وأحكام منوعة
التسجيل التعليمـــات التقويم

فتاوى وأحكام منوعة قسم يعرض فتاوى وأحكام ومسائل فقهية منوعة لمجموعة من العلماء الكرام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 26-01-2022, 01:54 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,968
الدولة : Egypt
افتراضي إن الله ينهاكم أن تحلفوا بآبائكم

إن الله ينهاكم أن تحلفوا بآبائكم
الشيخ فيصل بن عبدالعزيز آل مبارك
عن عمر - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن الله ينهاكم أن تحلفوا بآبائكم".

ولمسلم: "فمن كان حالفًا فليحلف بالله أو ليصمت".

وفي رواية: قال عمر: فوالله ما حلفت بها منذ سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ينهى عنها ذاكرًا ولا آثرًا. يعني: حاكيًا أنه حلف بها.

قوله: (إن الله ينهاكم أن تحلفوا بآبائكم).

قال الحافظ: (وقع في مصنف ابن أبي شيبة من طريق عكرمة قال: قال عمر حدثت قومًا حديثًا فقلت لا وأبي فقال رجل من خلفي: "لا تحلفوا بآبائكم فالتفت، فإذا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: لو أن أحدكم حلف بالمسيح هلك، والمسيح خيرٌ من آبائكم"، وهذا مرسل يتقوى بشواهده، وقد أخرج الترمذي من وجه آخر عن ابن عمر أنه سمع رجلًا يقول: لا والكعبة، فقال: لا تحلف بغير الله، فإني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: (من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك"، قال الترمذي: حسن، وصحَّحه الحاكم، والتعبير (فقد كفر أو أشرك)، للمبالغة في الزجر والتغليظ في ذلك، وقد تمسك به من قال بتحريم ذلك؛ انتهى.

قوله: (ولمسلم: "فمن كان حالفًا فليحلف بالله أو ليصمت")، هذه الجملة في البخاري أيضًا ولفظه: من كان حالفًا فليحلف بالله أو ليصمت.

قال الحافظ: قال العلماء: السر في النهي عن الحلف بغير الله أن الحلف بالشيء يقتضي تعظيمه والعظمة في الحقيقة إنما هي لله وحده.

وقال ابن عبدالبر: لا يجوز الحلف بغير الله بالإجماع.

قال الماوردي: لا يجوز لأحد أن يحلف أحدًا بغير الله لا بطلاق ولا عتاق ولا نذر، وإذا حلف الحاكم أحدًا بشيء من ذلك، وجب عزله لجهله)[1].

5 قوله: (قال عمر: (فوالله ما حلفت بها منذ سمعت رسول الله ينهى عنها ذاكرًا)؛ أي عامدًا (ولا آثرًا")، يعني: حاكئًا عن الغير أنه حلف بها، كما فسره المصنف، وعند مسلم: (ما حلفت بها منذ سمعت رسول الله ينهى عنها ولا تكلمت بها).

قال الحافظ: (وفي هذا الحديث من الفوائد الزجر عن الحلف بغير الله، وإنما خص في حديث عمر بالآباء لوروده على سببه المذكور، أو خص لكونه كان غالبًا عليه؛ لقوله في الرواية الأخرى: وكانت قريش تحلف بآبائها، ويدل على التعميم قوله: من كان حالفًا فلا يحلف إلا بالله، وأما ما ورد في القرآن من القسم بغير الله، ففيه جوابان أحدهما أن فيه حذفًا والتقدير: ورب الشمس ونحوه، والثاني أن ذلك يختص بالله، فإذا أراد تعظيم شيء من مخلوقاته أقسم به، وليس لغيره ذلك؛ انتهى، وأما ما وقع مما يخالف ذلك كقوله - صلى الله عليه وسلم - للأعرابي: أفلح وأبيه إن صدق، وقوله: للذي سأل: أي الصدقة أفضل؟ فقال: وأبيك لتنبأن، فجوابه: أن هذا اللفظ كان يجري على ألسنتهم من غير أن يقصدوا به القسم، والنهي إنما ورد في حق من قصد حقيقة الحلف، وإلى هذا جنح البيهقي، وقال النووي: إنه الجواب المرضي.

قال الحافظ: وفيه أن من حلف بغير الله مطلقًا لم تنعقد يمينه، سواء كان المحلوف به يستحق التعظيم لمعنى غير العبادة؛ كالأنبياء والملائكة والعلماء والصلحاء، والملوك والآباء والكعبة، أو كان لا يستحق التعظيم؛ كالآحاد أو يستحق التحقير والإذلال كالشياطين والأصنام، وسائر من عبَد من دون الله.

وقال المهلب: كانت العرب تحلف بآبائها وآلهتها، فأراد الله نسخ ذلك من قلوبهم لينسيهم ذكر كل شيء سواه، ويبقى ذكره؛ لأنه الحق المعبود، فلا يكون اليمين إلا به والحلف بالمخلوقات في حكم الحلف بالآباء، وقال الطبري في حديث عمر: اليمين لا تنعقد إلا بالله، وأن من حلف بالكعبة أو آدم أو جبريل، ونحو ذلك، لم تنعقد يمينه ولزِمه الاستغفار، لإقدامه على ما نهي عنه، ولا كفارة في ذلك، وأما ما وقع في القرآن من القسم بشيءٍ من المخلوقات، فقال الشعبي: الخالق يقسم بما شاء من خلقه والمخلوق لا يقسم إلا بالخالق، قال: ولأن أقسم بالله فأحنث أحبُّ إليَّ من أن أقسم بغيره فأبر، ثم أسند الطبري عن مطرف عن عبدالله أنه قال: إنما أقسم الله بهذه الأشياء؛ ليعجب بها المخلوقين ويعرِّفهم قدرته لعِظَمِ شأنها عندهم ولدلالتها على خلقه.

قال الحافظ: وقع في رواية محمد بن عجلان عن نافع عن ابن عمر في آخر هذا الحديث زيادة أخرجها ابن ماجه من طريقه بلفظ: سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - رجلًا يحلف بأبيه، فقال: لا تحلفوا بآبائكم، مَن حلف بالله فليصدق، ومن حلف له بالله فليرضَ، ومن لم يرض بالله، فليس من الله) وسنده حسن[2].


[1] فتح الباري: (11 /531).

[2] فتح الباري: (11 /533-535).






__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 47.82 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 46.14 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.50%)]