بقدر الكد تكتسب المعالي - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         هل قراءة سورة البقرة من المسجل يطرد الشيطان من المنزل؟ (اخر مشاركة : الروقي - عددالردود : 12 - عددالزوار : 6691 )           »          طريقة حذف حساب إنستجرام نهائيًا أو تعطيله مؤقتًا.. الخطوات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          حماية أكبر للأطفال.. آبل تعزز الرقابة الأبوية وتحسن إعدادات حسابات أبنائك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          خطوة بخطوة.. إزاى تربط موبايلك بالكمبيوتر وتنقل البيانات بسهولة؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 46 )           »          نستجرام يطلق ميزات جديدة لتحسين تجربة المراسلة المباشرة.. تعرف عليها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          ما هو برنامج الفدية؟.. وكيف تحمي هاتفك من الاختراق؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 33 )           »          قبل ما تبيع موبايلك.. تأكد من مسح بياناتك بالشكل الصحيح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 30 )           »          6 مميزات فى ويندوز 11 غير موجودة بإصدار 10 (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          مقارنة هواتف.. أبرز الفروق بين هاتفى iPhone 16e وiPhone 16 pro max ‎ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          كيف تحمى نفسك من تطبيقات التجسس على هاتفك الأندرويد؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 23-01-2022, 08:27 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 168,465
الدولة : Egypt
افتراضي بقدر الكد تكتسب المعالي

بقدر الكد تكتسب المعالي
وليد مرعي الشهري



الحمد لله حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه كما يحب ربُّنا ويرضى، والشكرُ له على ما أَولى من نعمٍ سابغة وأسدى، أحمده سبحانه وهو الولي الحميد، وأتوب إليه جلَّ شأنه وهو التواب الرحيم، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادةً نستجلب بها نعمه، ونستدفع بها نقمه، وندَّخرها عدةً لنا يوم لا ينفع مال ولا بنون، وأشهد أن محمدًا عبدُه ورسوله وخليله وصفيُّه من خلقه، صلى الله عليه وعلى آله وصحابته الأبرار الذين قاموا بحق صحبته، وحفظ شريعته، وتبليغ دينه إلى سائر أمته، فكانوا خير أمة أخرجت للناس.

أما بعد:
فاتقوا الله عباد الله حقَّ التقوى، فهي وصية الله للأولين والآخرين: ﴿ وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ ﴾ [النساء: 131].

عباد الله، إن ضعف الإرادة والطلب من ضعف حياة القلب، وكلما كان القلبُ أتمَّ حياة كانت همته أعلى وإرادته أقوى، فعلى قدر ذلك تكون الحياة الطيبة، وأقل الناس قدرًا أقلهم همةً، وأضعفهم إرادةً وطلبًا، إذِ الهمة المعتبرة ما كان يُرجى بها ما عند الله، وحياة الكفار أمثل دليل لذلك: ﴿ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا ﴾ [الفرقان: 44]؛ يقول عليُّ بن أبي طالب رضي الله عنه: قدر الرجل على قدر همته، بل حتى البهائم تتفاوت في هِممها، فالعنكبوت من حين يولد ينسج لنفسه بيتًا ولا يقبل مِنَّةَ الأم، والحيةُ تطلب ما حفر غيرُها إذ طبعها الظلم، والغراب يقع على الجيف، والأسد يأبى ذلك، والصقر لا يقع إلا على الحي، والخنفساء تُطرد فتعود.

إخوة الإيمان، لقد أجمع عقلاءُ كلِّ أمة على أن النعيمَ لا يدرك بالنعيم، وأنَّ من آثر الراحة فاتته الراحة، وأنه بحسب ركوب الأهوال واحتمال المشاق تكون الفرحة واللذة، فلا فرحةَ لمن لا همَّ له، ولا لذةَ لمن لا صبر له، ولا نعيمَ لمن لا شقاءَ له، ولا راحةَ لمن لا تعب له، بل إذا تعب العبدُ قليلًا استراح طويلًا، وإذا تحمَّلَ مشقةَ الصبرِ ساعةً قادته لحياة الأبد، وكلُّ ما فيه أهل النعيم المقيم، فهو صبر ساعة.
وإذا كانت النفوس كبارًا
تعِبت في مرادها الأجسامُ



لذلك قيل للربيع بن خثيم: لو أرحت نفسك؟ قال: راحتَها أريد، وقال رجل لعمرَ بنِ عبدالعزيز: تفرَّغْ لنا يا أميرَ المؤمنين فأنشأ يقول:
قد جاء شغلٌ شاغلُ
وعدلتُ عن طريق السلامة
ذهب الفراغُ فلا
فراغَ لنا إلى يوم القيامة


وقيل للإمام أحمد رحمه الله: متى يجد العبدُ طعم َالراحة؟ فقال: عند أول قدم تضعها في الجنة.
بَصرْتُ بالراحةِ الكبرى فلم أرها
تنالُ إلا على جسرٍ من التعبِ



عالي الهمة يعلم يقينًا أنه إذا لم يَزِدْ شيئًا في الدنيا، فسوف يكون زائدًا عليها، فهو لا يرضى أن يعيشَ في هامش الحياة، بل لا بد أن يكون في صُلبها، كبير الهِمَّةِ تتحدى همتُه ما يراه مستحيلًا، وينجزُ ما تنوءُ به العصبةُ أولو القوة، قال يحيى بن أبي كثير: "لا ينال العلم براحة البدن"، وصدق من قال: العيش في سبيل الله أصعب من الموت في سبيل الله.

إمام المفسرين ابن جرير الطبري - رحمه الله - طلب منه أحدُ طلابِه أن يمليَ عليهم التفسير أو تاريخ الإسلام، فأمرهم بإحضار ثلاثينَ ألف ورقة، فقال بعضُ طلابه: هذا أمرٌ تنقطع دونَها رقاب المُطي، فقال لهم معاتبًا: الله أكبر ماتت الهمم، أحضروا ثلاثة آلاف ورقة ثم أملى عليهم.

جاء في ذِكر طلبِ ابن عباس – رضي الله عنهما – للعلم، أنه قال: لما قُبِضَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم قلت لرجلٍ من الأنصار: هَلُمَّ، فلنسألْ أصحابَ رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإنهم اليوم كثير، فقال: واعجبًا لك يا بن عباس، أترى الناس يفتقرون إليك وفي الناس من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من فيهم، فقال: فتركت ذاك وأقبلت أسأل أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وإن كان يَبْلُغُني الحديثُ عن الرجل، فآتي بابه وهو قائل، فأتوسد ردائي على بابه يسفي الريحُ عليَّ من التراب، فيخرج فيراني، فيقول: يا بن عم رسول الله، ما جاء بك؟ هلا أرسلت إليّ فآتيك؟ فأقول: لا أنا أحقُّ أنا آتيك فأسأله عن الحديث، فعاش هذا الرجل الأنصاري حتى رآني وقد اجتمع الناس حولي يسألونني، فيقول: هذا الفتى كان أعقلَ مني.
بقدرِ الكدِّ تُكتسبُ المعالي
ومن طلب العُلا سَهِرَ الليالي
ومن رام العُلا من غير كدِّ
أضاع العمر في طلب المُحال
ترومُ العزَّ ثم تنامُ ليلًا يغوصُ
البحرَ من طلب اللآلي


فالتجلد خيرٌ من التبلد، والصلاة خير من النوم، والمنية خير من الدَّنيَّة، ومن عزَّ بزَّ، فترى عاليَ الهمة منطلقًا بإقدام وثقة نحو غايته التي حدَّدها على بصيرة وعلم، فيقتحم الأهوال ويستهين الصعاب، لذلك لا تنظر إلى من هَلَكَ كيف هلك، ولكن انظر إلى من نجا كيف نجا؟ ومن العجيب أن هناك من يرى أن همَّتَه عالية وتفوته تكبيرة الإحرام، أو يفوته في اليوم قراءة كتاب الله، أو يفوته الصف الأول، والنبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: (لو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول، ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه، لاستهموا)؛ [البخاري ومسلم]؛ أي: حصل خصام ونزاع على الأذان والصف الأول أيهم يكون الأحق؟ فلم يجدوا حلًّا لهذا النزاع إلا بالقرعة لاقترعوا، والتأخر عن مثل هذه الطاعات معناه التأخر عن مواسمَ وخيراتٍ أخرى، ولذلك صَغِّر نفسَك وأعمالَك لتعلوَ هِمَّتُك بأن تقول: منذ متى وأنا لا أخشع في الصلاة؟ ومنذ متى وأنا لم أتصدق؟ ومنذ متى وأنا لم أغتنم ساعاتي بطاعة الله؟
واحسرتاه تَقَضَّى العمرُ وانصرمت ساعاتُه بين ذلِّ العجزِ والكسلِ

إخوةَ الإيمان، انظروا إلى بعض الأوصاف التي ذكرها الله عن المؤمنين: ﴿ رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ ﴾ [النور: 37]، ما أجمل الوصف وما أجمل الهمة، وأنْعِمْ بها من هِمَّة حين يقول الله: ﴿ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ ﴾ [الأحزاب: 23]، فهم صادقون جادون لم تُضِعهم الحياة الدنيا، ولم تزعزعهم السبل، ولم تُعجزهم الحِيَل.
لولا المشقة ساد الناسُ
كلُّهمُ الجودُ يُفقرُ والإقدامُ قَتَّال



إن عاليَ الهِمَّة لا يرضى بما دون أعالي الجنان، وقد ربَّى النبي - صلى الله عليه وسلم - في أمته ذلك فقال: (إذا سألتم الله فاسألوه الفردوس، فإنه أوسط الجنة وأعلى الجنة، وفوقه عرش الرحمن ومنه تفجر أنهار الجنة)؛ [البخاري]، حتى قارئ القرآن زُرعت فيه الهِمَّةُ ليستبقَ ويزداد، وفي الحديث: (يقال لقارئ القرآن: اقرأ وارتقِ ورتِّل، كما كنت ترتل في الدنيا، فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها)؛ [صحيح أبي داود].

وقد رَغَّبَنا اللهُ بذلك أيضًا فعلمنا في الدعاء أن نقول: ﴿ وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا ﴾ [الفرقان: 74]، وقدم ذكر الأفضل في فعل الخيرات فقال: ﴿ وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ (10) أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ ﴾ [الواقعة: 10، 11] هذا هو المقياس والمعيار بالتفاضل، هذه هي الكرامة عند الله: ﴿ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ [الحجرات: 13]، فهل سيدخل أحدٌ الجنةَ بنسبِه أو منصبِه أو مالِه أو مكانتِه وجاهه؟ كل هذه لا تساوي عند الله شيئًا.
فلا تَحسبنَّ الأنساب تنجيك من لـــ
ظى ولو كنت من قيسٍ وعبدِ مدانِ



يتبع

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 92.54 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 90.82 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (1.86%)]