|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() ما هو علاج غيرة زوجي الشديدة والمرضيّة أ. عائشة الحكمي السؤال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أنا امرأةٌ متزوِّجةٌ منذ سنة ونصف، لاحظتُ بعد أشهر قليلةٍ مِن الزواج تغيُّر سلوك زوجي؛ إذ بدأ يغير من الطفل! كنتُ أظن أنَّ الأمر عادي في البداية، إلا أنَّه تمادَى وزاد، وأصبح يشكُّ فيَّ! فإذا مرَّ أحدٌ بجانب السيارة يسألني: هل رأيتِ هذا الشخص مِن قبلُ؟! لماذا يمرُّ من أمام السيارة؟ هل قمتِ بالتلميح له؟ ثم يتطاول عليَّ ويسبني ويشتمني! إذا سألني عن شيءٍ وأجبتُه، يأتي بالمصحف، ويقول: احلفي عليه! إذا وضعتُ يدي على جسمي سواء عن قصد أو عدم قصد، ينهرني، ويرى أني "قليلة الأدب"! يعتدي عليَّ بالضَّرْب كثيرًا، ويتَّهمني بـ"قلة الأدب" إذا مررتُ ولمس جسمي شيئًا! هذا معي أنا فقط، أما مع الآخرين فهو بشوشٌ، ودود، مَرِح. أنا متأكِّدة مِن أنَّ لديه مشكلةً نفسيَّةً، عرضتُ عليه الذهاب للطبيب لكنه رفَض الفكرة نهائيًّا، ويُصِرُّ على أنني أنا المريضة، و"قليلة الأدب"، وأنه يرى قلة أدبي بعينه! واللهُ يعلم أنني بريئة مما يتَّهمني به، شكوتُه إلى أهله، لكنه أنكر ما قلتُ، واتَّهَمَني بالكَذِب! أرجو منكم المساعدة، جزاكم الله خيرًا. الجواب: بسم الله الموفق للصواب وهو المستعان أيتها العزيزة، لِغَيْرةِ المحبِّ على حبيبه أو الزوج على زوجِه ضَرْبان؛ فالأول: طبيعي وشائعٌ جدًّا، والثاني: مرضيٌّ يتطلَّب علاجًا نفسيًّا، كسائر الأمراض والاضطرابات النفسية، وغيرةُ زوجك من النوع الثاني المرضي مع بالغ الأسف! الفرق بين الغيرة الشائعة والغيرة المرضية: الغيرة الشائعة Common jealousy: هي انفعالٌ عاطفي مُرَكَّبٌ مِن مشاعر وأفكار سلبية مختلفة؛ مِن الخوف، والقلق، والغضب، والحزن، وتظهر كردة فعلٍ عاطفية عند وجود طرفٍ ثالثٍ مُهددٍ لاستقرار العلاقة، حيث تستند إلى الحقائق القاطعة، والأدلة الدامغة، كرؤية الزوج وهو يُغازل فتاةً حسناء، أو يُضاحكها أو يُراسلها، أو لأنه لا يغض البصر إذا نظر، ومن ثم تقوم هذه الغيرة على الشعور بعدم الأمان العاطفي، وانعدام الثقة في الشريك، وفي الإمكان الحد مِن الغيرة الشائعة إذا أحدث الزوج المثير للغيرة سلوكًا مطمئنًا يُعيد الثقة إلى الزوج الغيور. الغيرة المرَضيَّة Morbid jealousy: وتُعرَف أيضًا بالغيرة الوهميةDelusional jealousy وهي اعتقادٌ غير طبيعي بأنَّ الشريك خائنٌ وغير مخلصٍ! ولا تستند إلى أية حقائق أو أدلة، بل تقوم على الظـنة والتهمة؛ فهي محضُ أفكارٍ غير عقلانية، تدفع بالشخص إلى الشك في مقاصد الزوج عند كل لفتةٍ أو نظرةٍ أو عطفة، فيدفعه الشكُّ إلى التجسُّس على زوجه، والتفتيش والبحث عن أدلة الخيانة، وتوجيه التُّهَم، وسرعة الغضب، والخروج إلى حدِّ الشتم، والأذى النفسي، والضرب والقتْل في أسوأ الأحوال! وغالبًا ما تكون الغيرة المرضية متعلقةً بمرضٍ عقلي أو اضطرابٍ نفسي كامنٍ؛ مثل: 1- الفِصام الاضطهاديParanoid Schizophrenia. 2- اضطراب المزاجMood Disorder. 3- أحد اضطرابات الشخصية؛ مثل: اضطراب الشخصية الهذيانية (الزورانية) Paranoid Personality Disorder، واضطراب الشخصية الحدية Borderline Personality Disorder. وهذا التفريقُ النفسيُّ للغيرة قرأتُه مرةً عند ابن أبي حجلة في الباب السادس مِن "ديوان الصبابة" في قوله: "أقول: هذا بابٌ عقدناه لذِكْر غيرة المحب على المحبوب، حتى مِن نفسه وأبناء جنسه، والمحبون فيها نوعان، والمضروبون بِسَوْطِها ضربان؛ فالأول: يحبه الله ورسوله، ويتم به للعاشق رسوله، والثاني: مذمومٌ وصاحبه مَلومٌ، فالنوعُ المحبوب منها: أن يغار عند قيام الريبة، والنوع المذموم: أن يغار مِن غير ريبة، بل من مجرد سوء الظن، وهذه الغيرة تُفسد المحبة، ولا تترك منها حبة؛ لأنها توقع العداوة بين المحب والمحبوب، وربما حملتْه على الوقوع فيما اتهمه به، ويترتب عليها مفاسدُ كثيرةٌ، مما يؤدِّي إلى فساد الصورة، والحكايات في هذا الباب مشهورة". العلاج: تكمُن الخطوة الأولى في اعتراف الزوج بأنَّ غيرته على زوجه مشكلةٌ تستلزم الحل والعلاج، غير أن أكثر مرضى الغيرة يُنكرون ذلك، وهو ما يظهر أيضًا عند زوجك، الأمر الذي مِن شأنه أن يعوقَ العلاج، وتحسين العلاقة الزوجية؛ هذا فضلًا عن صعوبة علاج الغيرة المرضية، حيث يتجه المختصون إلى علاج المرض أو الاضطراب النفسي الذي يقف خلفها ويحركها، وهذا يعني أنَّ الخطوة الثانية بعد الاعتراف بالمشكلة هي الخضوع إلى التشخيص النفسي للمرض الكامن خلف الغيرة المرضية! ومتى اعترف زوجُك بمشكلته، أمكنه وقتئذٍ أن يطلبَ العلاج النفسي، أو يكتب إلينا في (الألوكة)؛ فهو الذي يحتاج إلى العلاج والنصح وليس أنت! كما أنَّ زوجكِ يجمع إلى غيرته المرضية كثيرًا مِن المفاهيم الخاطئة بشأن المرأة والعلاقة الحميمة، حيث يصف كل الحركات والسكنات الأنثوية الطبيعية بأنها "قلة أدب"! والرجل الذي يصف زوجته التي تتبعل له بسوء الأدب إنما يُسيء الأدب بهذا الوصف الحقير لزوجته! فالله - سبحانه - هو الذي خلق الأنثى، وركَّب فيها هذه الطبائع، وجعل الزواج بها آيةً من آياته الكبرى الدالة على عظمته! فإن لم يُعالَجْ زوجُك مِن أفكاره المرضية، فستعيشين حياةً تعيسةً للغاية، وباردةً جنسيًّا، وأراك قد بدأتِ بالفعل تستجيبين إلى اتهاماته المرضية بطرقٍ دفاعية؛ لإثبات شرفك وعفافك! وكأن الشرف والعفاف مرادفان للبرود الجنسي ووأد الأنوثة! فإن شئت الخلاص فاستريحي من هذا الصداع بما شرع الله! أو شئت فلتتحملي عواقبَ سوء اختيارك لشريك الحياة! راجية أن تنظري في استشارة: "شك زوجي وغيرته المرضية القاتلة"، لمزيد فائدةٍ واستبصار، وعسى الله أن يصلح الحال، وينعم البال، ويرزقك وزوجك السعادة والاستقرار، آمين. والله - سبحانه وتعالى - أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |