|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() زوجي ضعيف الشخصية وطلقني أ. عائشة الحكمي السؤال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أنا فتاة في منتصف الثلاثينيات من عمري، تزوجتُ منذ مدة قصيرة، تمَّ هذا الزواج برضا أهله وأهلي، واتفقنا على أنني لن ألتحقَ ببيت الزوجية حتى يتمَّ تجهيزُه؛ إذ كنتُ حريصة على ألَّا يكونَ بيننا أي لقاءٍ حتى يتم إجراءُ عقد الزواجِ، علمًا بأنه لم تكن بيننا خِطْبة، ومنذ أن عقد عليَّ وهو يدعوني للخروج معه إلى أماكن عمومية ومحترمة، وبعيدة نوعًا ما عن المدينة؛ لأنه بطبعه إنسان هادئ، وهو الشيء نفسه بالنسبة لي، خلالها كنا نتقارب في أفكارنا ومشاعرنا، وأدركتُ أنه إنسان محبوبٌ وطيب، لكنني لاحظت من خلال بعض المواقف وزيارتي لأهله أنه ضعيفُ الشخصية أمامهم، وكنت أنزعج من ذلك، ومع توالي لقاءاتِنا بدأتُ أشعر بمشاعر طيبة تُجَاهه، وفي إحدى زيارتي لأهله فاجأتْني أختُه الكبرى بتدخلها غير المنطقي في حياتِنا؛ فقلت لها: وجِّهي هذا الكلام لأخيك، ليس لي دخل بما تقولينه؛ فانزعجتْ مِن ذلك، لكنني - أقسم بالله العظيم - لم أُخبِره، ثم أخبره أحدُ أهله بالموضوع، علمًا بأن أخته كانتْ موجودة أثناء حديثها. وفي إحدى زياراتي لهم حدَث سوء تفاهم فطردتْني مِن البيت، وقد ملأتْ أذنَ والدِها بأقاويلَ سيئةٍ عني؛ فطَرَدني هو الآخر بأسلوب وكلام غير لائقين، عشتُ خلالها في حالة نفسيةٍ قاسيةٍ، ثم أجبروه على أن يرفعَ دعوى الطلاق، فأخبرهم أنه لن يطلقني؛ فقامتْ أخته ووالده بمحاولة التضييق عليه في عمله الذي هو مصدر رزقه، فحاول الانتحار، لكن الله سلَّم. تعذَّبت بسبب ذلك عذابًا لا يعلمه إلا الله، ولم أتخلَّ عنه، رغم اتهامهم لي، علمًا بأنني من عائلة محترمة، وأعيش في وضع حسن - ولله الحمد - وتتوفر لي أسباب الرزق. تفاجأتُ بعد خروجه من المستشفى بأنه غيَّر رَقْم هاتفه، وأنه سيستمر في إجراءات الطلاق، رغم أنه متأكِّد من أنني مظلومة! فبماذا تنصحوني، وأنا في قمة حزني؟ الجواب: بسم الله الموفِّق للصواب وهو المستعان أيتها العزيزة، ماذا تريدين من رجلٍ يُعالِج مشكلاتِه بقتْلِ نفسه؟! ماذا تُرِيدين من رجلٍ يَطرُدكِ من بيتِ أهله، فلا أَكرمَكِ زوجةً، ولا قضى حقَّكِ ضَيْفةً؟! ماذا تُرِيدين من رجلٍ يشتُمكِ في أحلى أيامِ عُمرِكِ وعمره؟! أنصحُكِ أن تَسجُدي الآن شكرًا لله، الذي فكَّ أَسْرَكِ، وأزال عنكِ هذا الرقَّ المُهِين! ففي الترمذي وغيره، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: ((استَوصُوا بالنساءِ خيرًا؛ فإنما هنَّ عندكم عَوَانٌ))، "فقد أخبر أن المرأة عانيةٌ عند الرجل؛ والعاني الأسير"؛ [الفتاوى الكبرى"؛ لابن تيميَّة]، وقد رُوِي لأسماء بنت أبي بكر قولُها: "النكاح رقٌّ، فانظرْ عند مَن تضع رقَّك"، وهذا القول نفسُه يُنسب لعائشة أم المؤمنين، كما ينسب لعمرَ أمير المؤمنين - رضي الله تعالى عنهم. المرأة الصالحة جوهرةٌ لا تقدَّر بثمن، وليس هناك من ظلمٍ أشدَّ من ظلمِ المرأة لنفسها، بالموافقة على الزواج من رجلٍ هذه بعضُ خصالِه! فالرجل إن لم يكن عزًّا للمرأة في الشدائد، ولا صونًا لها عن الذلِّ والمهانة، ولا يُشبِع حاجتَها الفطرية إلى الكلمات العاطفية والأفعال الرجولية؛ لا يستحق ألبتة أن يكونَ يومًا زوجًا لامرأةٍ! وأما ظلمُ أهلِه لكِ فارفعيه إلى مَن لا يشهدُ لكِ غيرُه؛ عالم الغيب والشهادة - سبحانه - واعلمي أن الله لِـمَنْ بُغِي عليه خيرُ الناصرين، وهو للظالمين بالمرصاد! جلُّ ما تحتاجين إليه بعد هذه الصدمة، أن تصحِّحي طريقةَ تفكيرِكِ، وترفعي من هذه الدرجاتِ المنخفضة جدًّا لتقدير الذات! فالمشكلةُ الحقيقية ليستْ في تأخُّر الزواج، ولا في ظلم الأزواج، بل في هذا الضعفِ الكبير لتقدير الذات، وأخطاء التفكير عند معظم الفتيات! فلتَعِيشي حياتَكِ بطولها وعَرْضها، ولتَشتَغِلي فيها بما هو أنفعُ لكِ من الحسرة والكآبة، وارضي عن الله تعالى برضاكِ عن قدر الله، وتابعي هَدْيَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عند المصيبة؛ ففي "الصحيحين"، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: ((ما من مسلمٍ يُصَاب بمصيبةٍ، فيقول: إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرني في مصيبتي، واخلف لي خيرًا منها؛ إلا آجره اللهُ في مصيبتِه، وأَخلَف له خيرًا منها))، وعسى الله أن يُخلِف لكِ خيرًا من هذا الرجل، ويرزقكِ بمَن يقرُّ عينَكِ ويسرُّ قلبَكِ، آمين. والله - سبحانه وتعالى - أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |