|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() أخاف من الزواج، فهل أترك خاطبي؟ أ. سحر عبدالقادر اللبان السؤال: تمَّت خِطْبَتي من أحدِ أقربائي منذ أشهر، وبعد مُوافقتي على الزواج منه، شعرتُ بعدم ارتياحٍ له، علمًا بأنه ذو خُلُق ودين. بدأتُ أفكِّر في الموضوع جيدًا، فوجدتُ أني قد استعجلتُ قليلًا، وأصبحتُ لا أُطِيق الحديث عنه، وبقربِ موعد الزفاف شعرتُ بأنَّ قراري بالمُوافَقة هو أكبر خطأ ارتكبتُه؛ فأنا لا أرى نفسي على استعدادٍ لتحمُّل المسؤولية القادمة. بدأتُ أنبذ فكرة الابتعاد عن أهلي؛ لأنَّ بيتَ الزوجية في منطقةٍ بعيدة جدًّا عنهم، وأدركتُ أن طموحاتي بدأتْ تتبعثر؛ فأنا ما زلتُ أحلم بإتمام دراستي، وتحقيق أهدافي، ومع هذا كله فأنا لا أرتاح لخاطبي، ولا أشعر تُجَاهه براحةٍ، قد يكون السبب فارق العمر بيننا؛ فهو يكبرني بأكثر مِن عشر سنين. أرجو أن تنصحوني، هل أفسخ الخطوبة أو لا؟! الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم أهلًا بكِ ابنتي الفاضلة، الزواج - ابنتي - هو نصف الدِّين، وهو شِرْعَة كونية، وكل شيء في الكون قائمٌ على الازدواج، والله - تعالى - يقول في كتابه الكريم: ﴿ وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ﴾ [الذاريات: 49]، ويقول: ﴿ سُبْحَانَ الَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ وَمِنْ أَنْفُسِهِمْ وَمِمَّا لَا يَعْلَمُونَ ﴾ [يس: 36]. والإنسان - ابنتي الحبيبة - لا ينبغي أن يشذَّ عن هذه السنة الكونية، ولذلك منذ خلق الله الإنسان الأول آدم وأسكنه الجنة، لم يَدَعْه وحده في الجنة؛ لأن ما معنى أن يسكن الإنسان في الجنة وحده ولا أنيس له ولا جليس؟! ولذلك خلق الله آدم وخلق من جنسه زوجًا؛ ﴿ وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ ﴾ [البقرة: 35]. والإسلام - حبيبتي - حثَّ على الزواج؛ فقال سيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم -: ((يا معشر الشباب، مَن استطاع منكم الباءة فليتزوَّج))، وحاجة الرجل إلى المرأة، وحاجة المرأة إلى الرجل؛ كحاجتهما إلى اللباس والثوب الذي يحقِّق لهما الستر والزينة والوقاية، والقرب واللصوق والدفْء؛ فهذه مكان الزوجية من كلا الطرفين. أما خوفك - حبيبتي - من الزواج، فهذا شعورٌ طبيعي لكل مُقبِل على أمرٍ جديد ومصيري في حياته، وكل مُقبِل على الزواج يخاف وتنتابه الهواجس، لكن تبقى ثقته بالله تعالى هي الغالبة، وأنه ينفذ سنة كونية لا بد منها. ابنتي الحبيبة، لم يَعُدْ في زماننا كلمةُ "بعيد"؛ فالتكنولوجيا والإنترنت قرَّبت المسافات، والبعيدُ صار قريبًا، وأنت - ولله الحمد - تستخدمين الإنترنت، وقد تواصلتِ بنا من خلاله، ولذا فلن تكوني أبدًا بعيدةً عن أهلكِ، وسيمكنكِ مكالمتهم ورؤيتهم يوميًّا عبر الإنترنت، حتى أكثر مما لو كنتِ في نفس المدينة، فأزيلي - حبيبتي - فكرة البُعد والخوف منه من رأسكِ، وركِّزي على خاطبكِ وكونه شابًّا صالحًا تتمنَّاه كل فتاة، والرسول - صلى الله عليه وسلم - قال: ((إذا أتاكم مَن ترضون دينه وخُلُقه فزوِّجوه)). والشبابُ الصالحُ عُمْلَةٌ نادرةٌ هذه الأيام؛ لذا - فيا حبيبتي - أعطي لنفسِكِ الفرصة للتفكير، وإن كنتِ لا تشعرين بحبٍّ نحوه فالزواجُ هو الكفيل بحلِّ هذه المسألة، فمِن مُعاملته الجيدة، وأخلاقه الحسنة، وحبه لك؛ سيتولَّد حُبٌّ وارتياح نحوه، المهم أن تكوني مقتنعةً بهذا وتريدينه، وماذا لو أطلتِ قليلًا فترة الخطوبة، وتركتِ لنفسِكِ فسحةً مِن الوقت تفكرين فيها، وتختبرين مشاعرك، فأنت صغيرة ولا دافع للسرعة، وفي التأني السلامة. أما بالنسبة للدراسة، فالزواج لم يَعُدْ عقبةً أمام التعلُّم، فباستطاعتك إكمال دراستكِ وأنتِ زوجةٌ وأمٌّ أيضًا، ناقِشي هذا الأمرَ مع خاطبك، وخُذي منه الموافَقة على تعليمكِ قبل الزواج، إن كنت تخافين مُمانعته لكِ. فارق العمر لم يقفْ عقبةً بين كثير من الأزواج، ورسول - صلى الله عليه وسلم - تزوَّج مَن تكبره بخمس عشرة سنة، ومَن تصغره بأكثر من أربعين سنة، والصحابة كذلك، قد ترينه فارقًا كبيرًا لكونِكِ صغيرة السن، لكن مع الوقت لن يكون كبيرًا، وإذا كان الحب والتفاهم السِّمَتينِ المرفرفتَينِ على عُشِّ الزوجية؛ فلن يكون هناك كلمةٌ لعمرٍ أو لسنٍّ، فلا تجعلي - يا حبيبتي - هذا الأمر ينغِّص سعادتكِ، وأَقبِلي على حياتكِ الجديدة بسعادةٍ وأملٍ، ويقينٍ بأنَّ الله تعالى سيُوفِّقكِ ما دمتِ تطلبين الخيرَ والستر والبيت السعيد. اسألي الله تعالى في صلاتكِ أن يُرشدَكِ للخير، وينور طريقكِ، واستخيريه فلا خاب مَن استخار. وأسأل الله تعالى لكِ التوفيق والسداد
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |