أهلي يرونني شيطانًا، وخاطبي يراني ملاكًا! - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         الوصايا النبوية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 27 - عددالزوار : 8862 )           »          البشعة وحكمها في الشريعة الإسلامية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          الألباني.. إمام الحديث في العصر الحديث (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 4 - عددالزوار : 1197 )           »          لا تقولوا على الله ما لا تعلمون (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          نصائح وضوابط إصلاحية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 50 - عددالزوار : 21978 )           »          اصطحاب الأطفال إلى المساجد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          صلة الرحم ليس لها فترة زمنية محددة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          الدعاء بالثبات والنصر للمستضعفين من المسلمين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          الأسباب المعينة على قيام الليل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          النهي عن الانتساب إلى شيخ أو حزب أ و جماعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى مشكلات وحلول
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 08-01-2022, 04:37 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,276
الدولة : Egypt
افتراضي أهلي يرونني شيطانًا، وخاطبي يراني ملاكًا!

أهلي يرونني شيطانًا، وخاطبي يراني ملاكًا!
أ. يمنى زكريا


السؤال:
أنا فتاة مخطوبةٌ، سعيدة في خطوبتي، مستقرة عاطفيًّا جدًّا، ناجحة في عملي، وأجني الكثير مِن المال، تفوَّقتُ في دراستي تفوقًا مبهرًا، وأنعم الله عليَّ بجمالٍ أُحْسَد عليه؛ يعني باختصار: مَن يقرأ هذه المقدِّمة سيقول: هذه بنتٌ محظوظة جدًّا، والحمد لله، وهذا صحيح، ولا يمكن أن أنكر أن الله - عز وجل - أنعم عليَّ بالكثير، ولكنه - سبحانه - ابتلاني في عائلتي!
طوال عمري وأنا أعيش فاقدةً الثقة في نفسي؛ يعني: أرى نفسي بنتًا سيئة، أنانية، غضوبًا، صغيرة العقل، تافهة، عاقَّة، مغضوبًا عليها - فلا أمها راضية عنها، ولا ربُّها راضٍ عنها - بخيلة، قاسية، عديمة الإحساس بمشاعر الناس.
كل هذه الصفات لست أنا مَن أطلقها على نفسي، إلا أنني اقتنعتُ أني كذلك؛ لكثرةِ ما تشعرني بها أمي وأخواتي!
وبصراحة: البدايةُ كانتْ من أمي التي منذ صغري تُهِينني، وتَشْتُمني، وتدعو عليَّ أمام أخواتي، علمًا بأني أكبرهنَّ، وهنا المصيبة؛ إذ أصبحتْ أخواتي الصغيرات لا يحترمْنَني، لا أدري هل حقًّا لأني سيئة، أو لأنهن تعوَّدنَ على رؤيتي أُهَان من قِبَل أمي، أو لأنهن يغرْنَ مني؛ بسبب النجاح الكبير الذي حققتُه وأحقِّقه في جميع المجالات؟!
المشكلة أني من كثرة ما اقتنعتُ بأني بنتٌ سيئة؛ فقدتُ الثقة في نفسي، وأصبحتُ أحاولُ بشتَّى الطرق أن أغيِّر هذا الوضع؛ يعني:
• أحاول استرضاء أمي، لكن دون جدوى!
• أخواتي أُنفِق عليهنَّ ببذخٍ، وأي كلمة سيئة أو جارحة منهنَّ أسرُّها في نفسي، مع أن أمي لا تردعهنَّ، كذلك أمي أعطيها ببذخٍ، لكن دون جدوى أيضًا!
عند أول مشكلة تصفني بأني أنانية، خاصة إن رفضتُ أن أنزع اللقمة من فمي لأعطيَها لأخواتي، مع العلم أن لي أختًا أصغر مني، تزوَّجت قبلي، لا تتصورون كم أنفقتُ فقط؛ كي أُفرِحها، ولا أدعها تحسُّ بأنها أقل مِن أي بنتٍ أخرى!
والكارثةُ أنَّ كل ما أنفقتُه عليها جعلها تتحوَّل إلى بنتٍ غيور، وحقود عليَّ؛ لأن عندي المال، وهي لا، فأذلَّتْني، واحتقرتْني؛ لأنها تزوَّجتْ قبلي، مع أنها تعلم أنها رغبتي الخاصة؛ فأنا التي أردتُ أن أتمهَّل في زواجي إلى أن أَبنِي مستقبلي، والمصيبة أن أمي تشاركها في ذلك؛ فرغم أني كنتُ أعطيها من المال الكثير، وأعطيها من أشيائي الخاصة الأكثر عن طيب خاطر - وربي يشهد عليَّ - رغم كل ذلك انتزعتْ مني أمي أشياءَ أخرى، وأعطتْها لها، وأنا لم أستطع أن أفتح فمي، وزاد الأمر بسوء المعاملة.
كذلك فيما يخصُّ حالتي الدينية؛ فأنا مؤمنةٌ جدًّا، أحب ربي كثيرًا، وأدعوه كثيرًا، وأُنَاجِيه أكثر، لكني لن أكذب وأقول: إني متأكدة من أن ربي راضٍ عني، أنا أعمل ما بوسعي لإرضائه، لكن طبعًا لا يوجد إنسانٌ كامل بدون ذنوب، ومن المؤكد أني أقترف الذنوب بدون أن أشعر أو أقصد، لكني متأكدة من أن الذنوب التي أَقتَرِفُها وأعترف بها أستغفر منها فورَ حدوثِها.
خاطبي، وأهله، والناس، والعائلة الكبيرة، وأخي كذلك يرونني جميعًا مِن أحسن الناس، بل ملاكًا نازلًا من السماء.
أما أمي وأخواتي فيرونني أسوأ خلق الله، بل ربما شيطانًا حقيرًا.
وأنا ضائعة بين الرأيينِ، مَن أنا؟ وماذا أفعل?
والكارثة أن مشاكلي النفسية تحوَّلتْ إلى صحيةٍ، وأكَّد لي الطبيب أن مشكلتي الصحية سببُها نفسي، وربما هذا هو السبب في أن جسمي لا يريد الاستجابة للعلاج، رغم كمية الدواء الذي أتناوله!

أعينوني أعانكم الله.


الجواب:
أرَحِّب بكِ - أختي الحبيبة - في شبكة الألوكة، ونرجو الله أن يملأَ قلبكِ بالسكينة والسعادة ، إنه على كل شيء قدير.
وبعدُ:
فاعلمي - عزيزتي - أن الدنيا دار ابتلاء، والذي ينجح في اغتنامها واحتسابها؛ يخرج منها بالأجر - إن شاء الله، وأنا أرى أنكِ متفهِّمة لهذا الابتلاء، ويظهر ذلك في حرصكِ على إرضاءِ والدتكِ وبرِّها ومساعدتها، وأيضًا تقديم يد العون لأخواتكِ؛ جزاكِ الله عنهن خيرًا، وأدعوكِ إلى فعل الآتي حتى تكسبي رضا أمكِ - إن شاء الله -:
استعيني بإحدى الصديقات المقرَّبات لأمكِ من الثقات، واشرحي لها حتى تساعدكِ، أو تتناقش مع والدتكِ وتتفهم منها.
اجتهدي في التقرُّب منها - حتى وإن بادلتْكِ الجفاء والقسوة - ابتغاءَ مرضات الله.

أكثري من الصلاة والدعاء، والابتهال إلى الله أن يُعِينكِ، وأن يُرضي أمكِ عنكِ، وأن يرفع البلاء.
وأطلب منك - أختي الحبيبة - أن تتجاهلي أي نقدٍ سلبي يوجَّه إليكِ من قِبَل أي أحد، وردِّدي على مسامعكِ دائمًا حديثًا إيجابيًّا، كله تفاؤل، يجعلكِ مُقبِلة على الحياة، ومع الوقت ستتحسَّن الأوضاع - إن شاء الله - وعمَّا قريب ترتبطين بشريكِ حياتكِ - إن شاء الله - وتسعدَا بحياتكما؛ فهو بفضل الله يراكِ على خلقٍ؛ كما في قولكِ: "خاطبي، وأهله، والناس، والعائلة الكبيرة، وأخي كذلك، يَرَوْنني جميعًا مِن أحسن الناس، بل ملاكًا نازلًا من السماء"، ونحسبكِ - إن شاء الله - كذلك.
وأذكِّركِ - أختي الحبيبة - أن قلب الأم رقيقٌ ورحيم، هكذا جُبِلت الأمهات؛ فقد ورد أن رجلًا جاء إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله، مَن أحقُّ الناس بحسن صحابتي؟ قال: ((أمك))، قال: ثم مَن؟ قال: ((أمك))، قال: ثم مَن؟ قال: ((أمك))، قال: ثم مَن؟ قال: ((أبوك))؛ متفق عليه.
وأبشِّركِ أن ثوابكِ عند الله لن يضيعَ؛ فاجتهدي في برِّها، واعملي قدرَ طاقتكِ حتى تكسبي رضاها - بإذنه تعالى.


أسأل الله أن يثبتكِ، ويعينكِ على فعل الخير دائمًا، ويكرمكِ بكل خير، ويرزقكِ برَّ أمكِ إن شاء الله.






__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 64.60 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 62.89 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.66%)]