|
ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث ملتقى يختص في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وعلوم الحديث وفقهه |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() الكلام على قوله صلى الله عليه وسلم: (من سن في الإسلام سنة حسنة) فواز بن علي بن عباس السليماني قال المصَنِّفُ: وعن جرير بن عبدالله رضي الله عنه [1]أن رجلًا تصدق بصدقة، ثم تتابع الناس، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ سَنَّ فِي الْإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً؛ فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا بَعْدَهُ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْءٌ، وَمَنْ سَنَّ فِي الْإِسْلَامِ سُنَّةً سَيِّئَةً؛ كَانَ عَلَيْهِ وِزْرُهَا وَوِزْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا مِنْ بَعْدِهِ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أَوْزَارِهِمْ شَيْءٌ»؛ رواه مسلم[2]. المعنى الصحيح لقوله صلى الله عليه وسلم: (مَن سنَّ في الإسلام سنة حسنة): قد سبق بعض الكلام عن هذا الحديث، تحت عنوان: (ذكر بعض ما يستدل به على جواز الابتداع). وقال شيخ الإسلام ابن تيمية كما في "الفتاوى" (28/150): أي: أحيا سنة قد ماتت، فنشرها وبيَّنها للناس؛ اهـ. وقال الإمام النووي في "شرح مسلم" (7/206): الفضل العظيم للبادئ بهذا الخير، والفاتح لباب الإحسان؛ اهـ. وقال العلامة ابن باز: هذا معناه: أحياها وأظهرها، ليس المراد به البدعة. وإنما المراد هنا: إحياء السنة وإظهارها؛ لأنه صلى الله عليه وسلم رأى قومًا فقراءَ، فلما رأى فقرهم خطب الناس وحثَّهم على الصدقة ورغَّبهم فيها، وقال: «تصدق رجل من ديناره من درهمه من ثوبه من صاع بُره، من صاع تمره ـ حتى قالـ: ولو بشق تمرة»، فجاء رجل من الأنصار بصرة كادت كفُّه تَعجِز عنها، بل قد عجَزت، قال: ثم تتابع الناس حتى رأيت كومين من طعام وثياب، حتى رأيت وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم يتهلل، كأنه مذهبة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من سن في الإسلام سنة حسنة، فله أجرها وأجر مَن عمِل بها بعده، من غير أن ينقص من أجورهم شيءٌ، ومن سن في الإسلام سنة سيئة كان عليه وِزرها ووِزر مَن عمِل بها من بعده، من غير أن ينقص من أوزارهم شيء»؛ اهـ. الذي يثني على أهل البدع ويمدحهم هل يلحق بهم؟ سُئل العلامة ابن باز أثناء شرحه للكتاب ما نصه: الذي يثني على أهل البدع ويمدحهم هل يلحق بهم؟ فأجاب: نعم ما فيه شك من أثنى عليهم ومدحهم وهو داعٍ إليهم، هو من دعاتهم نسأل الله العافية؛ اهـ. قلت: وهذه العلامات الثلاث التي ساقها الإمام ابن باز من العلامات البارزة في أهل البدع، وإضافة إلى ذلك: حضور مجالسهم ودروسهم، وخطبهم ومحاضراتهم، والسفر معهم، والقراءة في كتبهم، ومناكحتهم، وغير ذلك إذا فعل لغير ما عذرٍ شرعي، والله أعلم. وقد بسطت القول في ذلك في كتابي: (إرشاد المريد لبيان ما نُهي عنه في العقيدة والتوحيد). [1] جرير بن عبد الله بن جابر البجلي صحابي مشهور مات سنة إحدى وخمسين، وقيل: بعدها ع؛ اهـ، "التقريب" (139). [2] أخرجه مسلم (2351).
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |