حديث أتي برجل قد شرب الخمر فجلده بجريدة نحو أربعين - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4948 - عددالزوار : 2051490 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4524 - عددالزوار : 1319408 )           »          شرح زاد المستقنع في اختصار المقنع للشيخ محمد الشنقيطي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 591 - عددالزوار : 334092 )           »          اكتشف الأسباب الخفية وراء انتفاخ البطن! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 33 )           »          الكافيين: فوائده، أضراره، والكمية الآمنة للاستهلاك يوميًا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          التعايش مع اضطراب ثنائي القطب: دليلك لحياة متوازنة! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 34 )           »          7 أطعمة تقوي العظام! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          نصائح بعد خرم الأذن: دليلك الشامل للتعافي بسرعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »          ما هي فوائد التبرع بالدم؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 34 )           »          متى يكون فقدان الوزن خطير؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث ملتقى يختص في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وعلوم الحديث وفقهه

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 26-12-2021, 08:41 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,341
الدولة : Egypt
افتراضي حديث أتي برجل قد شرب الخمر فجلده بجريدة نحو أربعين

حديث أتي برجل قد شرب الخمر فجلده بجريدة نحو أربعين
الشيخ فيصل بن عبدالعزيز آل مبارك





عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أتي برجل قد شرب الخمر فجلده بجريدة نحو أربعين، قال: وفعله أبو بكر، فلما كان عمر استشار الناس، فقال عبدالرحمن بن عوف: أخف الحدود ثمانون، فأمر به عمر - رضي الله عنه.

الخمر محرم بالكتاب والسنة والإجماع؛ قال الله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ * إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ ﴾ [المائدة: 90، 91].

قوله: (أخف الحدود ثمانون).
قال الحافظ: (والأولى في توجيهها ما أخرجه مسلم أيضًا من طريق معاذ بن هشام عن أبيه، ثم جلد أبو بكر أربعين، فلما كان عمرو دنا الناس من الريف والقرى، قال: ما ترون في جلد الخمر، فقال عبدالرحمن بن عوف أرى أن تجعلها كأخف الحدود، قال: فجلد عمر ثمانين، فيكون المحذوف من هذه الرواية المختصرة: أرى أن تجعلها، وأداة التشبيه، قال: وقد نسب صاحب العمدة قصة عبدالرحمن هذه إلى تخريج الصحيحين، ولم يخرج البخاري منها شيئًا، وبذلك جزم عبدالحق في الجمع، ثم المنذري، نعم ذكر معنى صنيع عمر فقط في حديث السائب بن يزيد، كنا نؤتى بالشارب على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وامرأة أبي بكر، وصدرًا من خلافة عمر، فنقوم إليه بأيدينا ونعالنا وأرديتنا، حتى كان آخر إمرة عمر فجلد أربعين، حتى إذا عتوا وفسقوا جلد ثمانين)[1].

قال الحافظ: (يجوز الجلد بالسوط، ويجوز الاقتصار على الضرب بالأيدي والنعال، قال: وتوسط بعض المتأخرين، فعين السوط للمتمردين، وأطراف الثياب والنعال للضعفاء ومن عداهم بحسب ما يليق بهم وهو متجه)[2]؛ انتهى.

وفي البخاري: عن أنس قال جلد النبي - صلى الله عليه وسلم - في الخمر بالجريد والنعال وجلد أبو بكر أربعين.

قوله: فامر به عمر - رضي الله عنه - وفي مرسل عبيد بن عمير عند عبدالرزاق: فلما رآهم لا يتناهون جعله ثمانين سوطًا، وقال: هذا أدنى الحدود.

قال الحافظ: (أراد بذلك الحدود المذكورة في القرآن وهي حد الزنا وحد السرقة للقطع وحد القذف، وهو أخفها عقوبة وأدناها عددًا، قال وروى النسائي عن ابن عباس أن الشراب كانوا يضربون على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالأيدي والنعال والعصا حتى توفِّي، فكانوا في خلافة أبى بكر أكثر منهم، فقال أبو بكر: لو فرضنا لهم حدًّا فتوخى نحو ما كانوا يضربون في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - فجلدهم أربعين حتى توفي، ثم كان عمر فجلدهم كذلك حتى أتى برجل فذكر قصة، وأنه تأول قوله تعالى: ﴿ لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا ﴾ [المائدة: 93]، وأن ابن عباس ناظره في ذلك واحتج ببقية الآية، وهو قوله تعالى: ﴿ إِذَا مَا اتَّقَوْا ﴾ [المائدة: 93]، والذي يرتكب ما حرمه الله ليس بمتقٍ، فقال عمر: ما ترون؟ فقال علي بن أبي طالب: نرى أن تجعله ثمانين، فإنه إذا شرب سكر وإذا سكر هذى، وإذا هذى افترى، وعلى المفتري ثمانون جلدة، فأمر به عمر فجلده ثمانين، وأخرج ابن أبي شيبة من رواية أبي عبدالرحمن السلمي عن علي قال: شرب نفر من أهل الشام الخمر، وتأولوا الآية المذكورة، فاستشار عمر فيهم، فقلت: أرى أن تستتيبَهم، فإن تابوا ضربتهم ثمانين ثمانين، وإلا ضربت أعناقهم؛ لأنهم استحلوا ما حرم الله، فاستتابهم فتابوا فضربهم ثمانين ثمانين، قال القاضي عياض: أجمعوا على وجوب الحد في الخمر، واختلفوا في تقديره فذهب الجمهور إلى الثمانين، وقال الشافعي في المشهور عنه وأحمد في رواية وأبو ثور وداود: أربعين)[3].

قال الحافظ: (قال الشافعية: أقل ما في حد الخمر أربعون، وتجوز الزيادة فيه إلى الثمانين على سبيل التعزير، ولا يجاوز الثمانين، واستندوا إلى أن التعزير إلى رأي الإمام؛ انتهى.

وفي البخاري عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أُتِيَ النبي - صلى الله عليه وسلم - برجل قد شرب قال: اضربوه، قال أبو هريرة: فمنا الضارب بيده والضارب بنعله، والضارب بثوبه، فلما انصرف، قال بعض القوم: أخزاك الله، قال: لا تقولوا هكذا، لا تُعينوا عليه الشيطان.

وعند أبي داود: ولكن قولوا: اللهم اغفر له اللهم ارحمه، زاد فيه: ثم قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأصحابه بكِّتوه، فأقبلوا عليه يقولون له: ما اتَّقيتَ الله عز وجل، ما خشيت الله جل ثناؤه، ما استحيت من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثم أرسلوه)[4].

تتمة:
قال في الاختيارات: وإذا شككت في المطعوم والمشروب، هل يسكر أو لا، لم يحرم بمجرد الشك، ولم يقم الحد على شاربه، ولا ينبغي إباحته للناس؛ إذ كان يجوز أن يكون مسكرًا؛ لأن إباحة الحرام مثل تحريم الحلال، فتكشف عن هذا شهادة من تُقبل شهادته، مثل أن يكون طعِمَه ثم تاب منه، أو طعِمه غير معتقد تحريمه، أو معتقدًا حلَّه لتَدَاوٍ ونحوه، أو على مذهب الكوفيين في تحليل يسير النبيذ، فإن شهِد به جماعة ممن يحاوله معتقدًا تحريمه، فينبغي إذا أخبر عددٌ كثير لا يمكن تواطؤهم على الكذب أن يحكم بذلك، فإن هذا مثل التواتر والاستفاضة كما استفاض بين الفساق والكفار الموت والنسب والنكاح والطلاق، فيكون أحد الأمرين، إما الحكم بذلك؛ لأن التواتر لا يشترط فيه الإسلام والعدالة، وأما الشهادة بذلك بناءً على الاستفاضة تحصل بمثل ما يحصل به التواتر، ولنا أن نمتحن بعض العدول بتأوله لوجهين:
أحدهما: أنه لا يعلم تحريم ذلك قبل التناول، فيجوز الإقدام على تناوله، وكراهة الإقدام على الشبهة تعارضها مصلحة بيان الحال.

الوجه الثاني: أن المحرمات قد تباح عند الضرورة، والحاجة إلى البيان موضع ضرورة، فيجوز تناولها لأجل ذلك بالحشيشة القنبية نجسة في الأصح، وهي حرام، سكِر منها أو لم يسكَر، والمسكر منها حرام باتفاق المسلمين، وضررها من بعض الوجوه أعظم من ضرر الخمر، ولهذا أوجب الفقهاء فيها الحد كالخمر، وتوقَّف بعض المتأخرين في الحد بها، وإن أكلها يوجب التعزير بما دون الحد فيه نظر؛ إذ هي داخلة في عموم ما حرَّم الله تعالى، وأكلتها يَتَبَشُّون عنها ويشبِّهونها بشرب الخمر وأكثر، وتصدهم عن ذكر الله، وإنما لم يتكلم المتقدمون في خصوصها؛ لأنها إنما حدث أكلها في أواخر المائة السادسة أو قريبًا من ذلك، فكان ظهورها مع ظهور سيف بن بخشخا، ولا يجوز التداوي بالخمر ولا بغيرها من المحرمات، وهو مذهب أحمد، ويجوز شرب لبن الخيل إذ لم يصر مسكرًا، والصحيح في حد الخمر أحد الروايتين الموافقة لمذهب الشافعي وغيره أن الزيادة على الأربعين إلى الثمانين ليست واجبة على الإطلاق، بل يرجع فيها إلى اجتهاد الإمام، كما جوزنا له الاجتهاد في صفة الضرب فيه بالجريد والنعال وأطراف الثياب في بقية الحدود، ويُقتل شارب الخمر في الرابعة عند الحاجة إلى قتله إن لم ينته الناس بدونه[5]؛ انتهى، والله أعلم.


[1] فتح الباري: (12/ 64).

[2] فتح الباري: (12/ 66).

[3] فتح الباري: (12/ 69).

[4] فتح الباري: (12/ 73).

[5] الاختيارات الفقهية: (1/ 600).







__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 51.93 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 50.26 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.21%)]