هل أرجع زوجتي من أجل بناتي؟! - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         دعاء الشفاء ودعاء الضائع (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          تخريج حديث: رقيت يوما على بيت حفصة، فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم على حاجته، مستقبل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          أسماء العقل ومشتقاته في القرآن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          كيف نكتسب الأخلاق الفاضلة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: المؤمن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          وقفات تربوية مع سورة التكاثر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          {وما كان لنبي أن يغل} (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          بين الاجتهاد الشخصي والتقليد المشروع: رد على شبهة «التعبد بما استقر في القلب» (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          الإسلام والحث على النظافة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          فتنة تطاول الزمن.. قوم نوح عليه السلام نموذج (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى مشكلات وحلول
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 26-12-2021, 02:19 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,587
الدولة : Egypt
افتراضي هل أرجع زوجتي من أجل بناتي؟!

هل أرجع زوجتي من أجل بناتي؟!
أ. عائشة الحكمي



السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم

بداية شكر اللهُ لكم، وجزاكم خيرَ الجزاء؛ لما في هذه الشبكة مِن فائدة.
أمَّا الأمر الذي أقضَّ مضجعي، وهداني الله إليكم بسببه فهو:
أنا رجلٌ متزوِّج منذ أربع سنوات، وكانتْ أول سنتين جميلتين جدًّا، رُزِقْتُ بطفلتي الأولى، ثم حَصَل في أحد الأيام خلافٌ بيني وبين زوجتي، ومنذ ذلك اليوم والحماقات من كِلَيْنا مستمرَّة لمدة سنتين أخريين!
لا أزكِّي نفسي، ولكني لجأتُ لإخوانها وأخواتها وصديقٍ لي - زوجته صديقة زوجتي - عدَّة مرات، ولكن لم تُجْدِ المحاولاتُ نفعًا.
بدأتُ أغضب لدرجة أني أَضرِبها، ولا أَضرِبُها إلا وأنا غاضب، ولا أغضبُ إلا باستفزازٍ كبيرٍ مِن قِبَلها.
جرَّبتُ كلَّ الطرق التي أعتقد أنها صحيحة؛ كالإرضاء، والتعويض بشيء، والشدة، والهَجْر، والتعنيف، ولكن أعترف أنني ليِّن المعشر، وكثير التغاضي؛ وذلك لوجود طفلتين بيننا، ولحجم العَلاقة العائلية بيننا.
حاولتُ أن أُصلِح شأني داخليًّا بيني وبينها، ولكن كلما كنتُ كريمًا اعتبرتْه ضعْفًا، حتى وصلتِ العَلاقةُ إلى مراحلَ مُستَعصية معها.
ناقشتُها بهدوءٍ، وقلت: إذا استمرَّ هذا الوضعُ بيننا، فلن تدوم عَلاقتنا، مع العلم أنها تغار عليَّ جدًّا، وتعاملني - في آخر أيام قضيناها معًا - كأنني أحدُ ممتلكاتها.
في آخر مرَّة حصل بينها وبين بعضِ أهلي مشكلة، ولم أُقحِم نفسي بداية بعد حوارٍ طويلٍ، وبالرغمِ مِن أنها مخطئة فإنني قرَّرتُ تعويضَها برحلة رائعة، بعدها عادت لمناقشةِ الموضوع، فحاولتُ الهروب مِن الحوار، إلا أنها جعلتْ تستفزني لدرجة أنها تعرَّضتْ لأهلي، وأمي خاصة! مع اتفاقنا مسبقًا على أنَّ الأهل خطوطٌ حمراء، فتجنبتُها، ثم عادتْ لمشاكستي، وحصَل أن تشاجرنا شِجارًا عنيفًا، فطلقتُها طلقةً!
هي الآن عند أهلها، ولا أُكَلِّمها، ولا أرى طِفلتيَّ، ولأعرافٍ قَبَلِيَّة لدينا أرجعتُها، لكنها ما زالتْ عند أهلها.
المشكلةُ التي لم أستطعْ حلَّها أن إخوتها يقفون معها حتى لو كانتْ على خطأ، أدخلتُ بعضَ أقربائها في الأمر، وكلُّهم - بعد أن عَلِموا ببعض التفاصيل - وقفوا بجانبي، وخطَّؤوها وإخوتها.
لم يعدْ لديَّ مشاعرُ تُجَاه زوجتي سوى الكره؛ لِمَا فعلتْه في حياتِنا، وعدم استماعها لنُصحي في تجنُّب الألفاظ والأساليب المستفزَّة، فقدتُ حياتي العادية معها، والآن أصبحتُ حرًّا بعد فراقها.

ما يؤلمني الآن هو طفلتاي، فلا أرضى أن يعِيشا تجربةً قاسية، فماذا أفعل: هل أُرجِعها وأحاول إصلاحها؟


الجواب
بسم الله الموفِّق للصواب
وهو المستعان

أيها الأخ الكريم، قد أعطى الله - سبحانه وتعالى - كلَّ ذي حقٍّ حقَّه، فشرع للآباء والأمهات رؤيةَ أبنائهم وزيارتهم بعد وقوع الطلاق، دون اشتراط الرجعة لرؤيتهم؛ لأجل ذلك أرجو أن تتفقَ وامرأتك على رؤيةِ ابنتيك وديًّا، فإنِ استحالَ الاتفاق الودي، فاطلبْ حقَّك قضائيًّا، أما أنك لا تستطيع رؤية ابنتيك لأجْلِ أعرافٍ قبَليَّةٍ! فهذه أعرافٌ فاسدةٌ بُنِيتْ على أهواء لا تُوافق مبادئ الشريعة؛ لكوْنِها تحمل على قطيعة الرَّحِم، وقد أجمع أهل العلم على ردِّ العادة المخالفة للشرع؛ فالله يحكم لا معقِّب لحكمه - سبحانه، فرؤيةُ ابنتيك إذًا ليست المشكلة الحقيقية، وإنما في مدى صحة مراجعة امرأتك بعد طلاقها؟! وسأرجئ الإجابة عن هذا السؤال حتى أجيبَ عن سؤال آخر يطل برأسه: هل كان قرارُ الطلاق صحيحًا؟
رأيي في هذا القرار مُوافق لرأيك؛ لأن الحياة الزوجية لا تستقيم الْبَتَّةَ بتعدِّيك على امرأتك ضربًا؛ لعجزِك عن ردِّ سورة غضبِك بالحلم! ولا باستمرار امرأتِك في استفزاز أعصابِك حتى في ساعات الصفو والحميمية، مع علمها بأنك رجل غضوب، لا يهدأ غضبه حتى يخرجَ في يده!

وَالْعَيْشُ لَيْسَ يَطِيبُ مِنْ
إِلْفَينِ مِنْ غَيْرِ اتِّفَاقِ



روى أبو داود في "سننه"، عن عائشةَ، أن حبيبةَ بنت سهلٍ كانتْ عند ثابت بن قيس بن شماس، فضَرَبها فكسر بعضها، فأتتْ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعد الصبح فاشتكتْه إليه، فدعا النبي - صلى الله عليه وسلم - ثابتًا، فقال: ((خُذْ بعض مالها وفارقها))، فقال: ويصلح ذلك يا رسول الله؟ قال: ((نعم))، قال: فإني أصدقتُها حديقتين وهما بيدِها، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((خذهما ففارقها))، ففعل.
عودًا إلى سؤال صِحَّة قرار الرَّجْعة، فإنَّ الجواب منصوصٌ عليه في كتاب الله - عز وجل - قال - تعالى -: ﴿ إِنْ يُرِيدَا إِصْلَاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا خَبِيرًا ﴾ [النساء: 35]، "والألِف في: ﴿ إِنْ يُرِيدَا إِصْلَاحًا للحكمين، وفي: {يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا} ﴾ للزوجين؛ أي: إن قصدا إصلاحَ ذاتِ البَيْن، وكانتْ نيَّتُهما صحيحةً، وقلوبهما ناصحةً لوجه الله؛ بورك في وساطتهما، وأوقع الله بطيب نفسهما وحُسن سعيِهما بين الزوجين الوفاقَ والألفة، وألقى في نفوسهما المودَّة والرحمةَ، وقيل: الضميران للحكمين؛ أي: إن قصدا إصلاحَ ذات البَيْن والنصيحةَ للزوجين يُوَفِّق الله بينهما، فيتفقان على الكلمة الواحدة، ويتساندان في طلب الوفاق حتى يحصلَ الغرض ويتم المراد، وقيل: الضميران للزوجين؛ أي: إن يريدا إصلاح ما بينهما وطلبا الخير، وأن يزول عنهما الشقاق يطرح الله بينهما الأُلفة، وأبدلهما بالشقاق وفاقًا، وبالبغضاء مودةً؛ ﴿ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا خَبِيرًا ﴾ يعلم كيف يوفِّق بين المختلفين، ويجمع بين المفترقين؛ ﴿ لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ ﴾ [الأنفال: 63]؛ ["الكشاف"، للزمخشري]..
فالمسألةُ إذًا مَنوطةٌ بإرادة الصحبة أو الفُرْقة، وليس مِن حقِّ أحدٍ أن يُرغِمك - أو يرغم امرأتك - على الرجعة إن لم تنبعْ إرادة الرجعة والصحبة مِن نفسك ومن نفسها! فالقلوبُ ليستْ في الأيدي! ولم أجد في سطورك – بعد مُضِيِّ شهرين مِن الطلاق، وسكون الغضب، ومراجعة النفس - أيةَ علامة تدلُّ على الشوق، أو إرادة الرجعة! فأنتَ لم تكتبْ إلا شوقًا لابنتيك وحسب! ولستُ أعلم ما تريده امرأتك اليوم، ولا أسمح لنفسي بالخوض في نية أحدٍ!
رأيي؛ أن تترك أمرَ التفكير في مراجعة امرأتك حتى تحرِّكك الرغبةُ الصادقة في الحياة معها مرةً ثانية؛ لأني - في الواقع - ضدُّ الرجعة لأجل الأطفال وحسب! فهذا يُخالف أبعاد المصلحة؛ فالمصلحةُ لا تكون على الدوام في اجتماع الزوجين، بل كثيرًا ما تكون في الفُرقة والطلاق، ولا أظن أنَّ من مصلحة الطفل أن ينشأ على النِّزاع والشِّقاق بين أبويه، وضرب والدته أمام عينيه!
إن لم تكن الرجعةُ قائمةً على أوكدِ أسباب الألفة، وتبدُّلِ البغضاء بالرحمة والمحبة، والوعد الصادق بعدم تَكرار الأخطاء، فلا تشغل عقلك بالتفكير في الأمر! والذي أفهمه من قولِك: "لم يعدْ لديَّ مشاعرُ تُجَاه زوجتي سوى الكره؛ لِمَا فعلتْه في حياتِنا"، أنك غيرُ مُستعدٍّ بعدُ للصلحِ والمراجعة! لذلك أنصحك أن تطالبَ برؤية ابنتيك الجميلتين، فلعلك إن رأيتهما تاقتْ نفسُك إلى أمهما! فلا تقدِّم الرجعة على رؤية الصغيرتين، بل قَدِّم الرؤية على الرجعة، ومتى رغبتَ في مراجعة زوجِك رغبةً نابعةً من شغف مقلقٍ، ولوعة محرقة؛ فاطلب أن تحاورَ امرأتك حوارًا هادئًا وصريحًا جدًّا، تتفقان فيه خطيًّا على تجنُّب الأخطاء التي حصَل بسببها البغضاء، والتهاجر، والطلاق، واسأل امرأتك: ممَّ تنقم عليك؟ واكتبه في بضع نقاط، ثم عِدْهَا بتجنُّبه، وأخبرها أنتَ بما تنقم عليها واكتبه في نقاط، واطلب منها وعدًا بتجنُّب ما يُغضِبك، ثم اتَّفِقا على بعض الإستراتيجيات التي يمكنكما باتباعها أن تحافظا على الوفاء بهذه الوعود مِن أجل العودة إلى ما كنتما عليه في السنتين الأوليين مِن عمر الزواج، قبل أن يحدث "الخلاف الكبير" الذي لم توضِّحه لنا، وسلك بعَلاقتكما إلى هذا المنحدر الصعب!
"عن الزُّهْرِيِّ قال: قال أبو الدرداء لامرأته: إذا رأيتِني غضبتُ ترضيني، وإن رأيتُك غضبتِ ترضّيتك، وإلا لم نصطحب"، قال الزهري: وهكذا يكون الإخوان"؛ ["العقد الفريد" لابن عبدربِّه].
أما الحلول التي اتبعتَها، فأراها مِن العوامل التي عجَّلتْ بالفراق:
أولًا: وساطة الأهل والأصدقاء للإصلاح بينك وبين امرأتك؛ والعَلاقة الثنائية يُفسِدها تدخُّل طرفٍ ثالث، فكيف وقد أشركتَ في المشكلة أطرافًا متعدِّدة لها توجهات وأهواء وآراء مختلفة؟!
ثانيًا: استعمال العنف والضرب! وقد قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((لا تضربوا إماءَ الله))، فجاء عمر إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: "ذَئِرن النساء على أزواجهن"، فرخَّص في ضربهن، فأطافَ بآلِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نساء كثير يشكون أزواجهن، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((لقد طاف بآلِ محمَّد نساء كثير يشكون أزواجَهن، ليس أولئك بخيارِكم))؛ رواه أبو داود.
ثالثًا: الهجر في غير موضعه، والهجران لا يكون إلا بعد الحوار والموعظة.
رابعًا: الإرضاء في غير موضِعه، فأنتَ تقول: "وبالرغمِ مِن أنها مخطئة فإنني قرَّرتُ تعويضَها برحلة رائعة"، فكيف ترضيها وأنت تعلم أنها المخطئة؟! هل المخطئ يعاقَب أو يُثاب؟! لقد عزَّزتْ هذه الرحلة الخطأَ عند زوجك؛ لذلك لم تكن الرحلة موفَّقة!
وكلُّ عامل مِن هذه العوامِل يحتاج إلى كلام خاصٍّ فيه؛ لا تتسعُ له هذه الاستشارة، وقد ذكرت لك الأصل، فأرجو أن تعودَ إلى الاستشارات التي فصلت فيها بعض الطرائق للتعامل مع الزوجات؛ مثل: استشارة "زوجتي ناشز"، واستشارة "معاناتي ومشاكلي مع زوجتي الثانية"، وعسى الله أن ينفعك بها، ويقر عينك بمن تحبك وترضيك، وأنت في أسعد حال وأنعم بال، اللهم آمين.

والله - سبحانه وتعالى - أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب







__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 55.07 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 53.40 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.03%)]