الأسرة المسلمة .. تغيُّر الزمان وانقلابُ المعايير - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         الشرح الممتع للشيخ ابن عثيمين -رحمه الله-(سؤال وجواب) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 65 - عددالزوار : 52075 )           »          الحرص على الائتلاف والجماعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          شرح كتاب الصلاة من مختصر صحيح مسلم للإمام المنذري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 80 - عددالزوار : 45858 )           »          الدِّين الإبراهيمي بين الحقيقة والضلال (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 196 - عددالزوار : 64232 )           »          فتح العليم العلام الجامع لتفسير ابن تيمية الإمام علم الأعلام وشيخ الإسلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 374 - عددالزوار : 155275 )           »          6 مميزات جديدة فى تطبيق الهاتف الخاص بنظام iOS 18 (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »          إيه الفرق؟.. تعرف على أبرز الاختلافات بين هاتف iPhone 12 و Google Pixel 9 (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          برنامج الدردشة Gemini متاح الآن على Gmail لمستخدمى أندرويد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »          كيفية حذف صفحة Word فى 3 خطوات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          خطوات.. كيفية إعادة ترتيب الأزرار وتغيير حجمها في مركز التحكم بـiOS 18 (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الأسرة المسلمة > ملتقى الأخت المسلمة
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الأخت المسلمة كل ما يختص بالاخت المسلمة من امور الحياة والدين

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 23-12-2021, 09:45 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,565
الدولة : Egypt
افتراضي الأسرة المسلمة .. تغيُّر الزمان وانقلابُ المعايير

الأسرة المسلمة .. تغيُّر الزمان وانقلابُ المعايير


عبد المنعم منيب



كلُّنا يتذكر ذكرياته مع العمل الإسلاميِّ، في المسجد وفي الجامعة، قبل الزواج، أيام كان شابًا أو شابة في مُقْتَبَلِ العمر، لم يكوِّن أسرته الخاصة بعد... وكان الشاب منا (أو الفتاة) في تلك الأزمان الأولى يَفْرَحُ لمجرد هِدَايَةِ زميل له (أو هداية زميلة لها) لطريق الالتزام بتعاليم الإسلام والحفاظ على الصلاة في المسجد، والاهتمام بأمر الدعوة الإسلامية وهمومِها.
وتمرُّ الأيام والسنون، ونجد أننا تخرَّجنا من الجامعة وانخرطنا في الحياة العملية، وشدتنا الدنيا بهمومها وآمالها، ودخلنا في خِضَمِّ تكوين أسرة جديدة، فتزوج الواحد منا (أو الواحدة)، وصار الرجل ربَّ أسرة، يكدح ليلَ نهارٍ، لا ليُنْفِقَ على أسرته الجديدة فقط، ولكن أيضًا ليرتقيَ بشأنها الاقتصاديِّ فيُبَاهِيَ بمستواها الزملاءَ والأقارب والجيران.
أما المرأة المسلمة التي تزوجت، والتي كانت داعيةً في رَيْعَانِ شبابها، فقد صارت ربَّة أسرة، مهمومةً باحتياجات زوجها وأبنائها، تكدح في البيت ليل نهار، وفي بعض بُلْدَانِنَا الإسلامية تعمل بجانب ذلك خارج البيت كموظفة، في هيئةٍ ما، أو شركةٍ ما؛ لتساعد في نفقات الأسرة المتزايدة تحت ضغط ظروف الحياة، التي تزداد صعوبة مع الأزمات الاقتصادية المتلاحقة.
وكلُّ هذه التطورات أمورٌ لا غُبَارَ عليها، ولا مفرَّ منها، ولكن هناك ما يَشُوبُهَا من تصرُّفات خاطئة تُضْفِي قدْرًا من القصور والتقصير على هذه التطورات، فكثيرًا ما نجدُ نموذج الأَبِ الذي يكِدُّ ويتعبُ لتَتَطَوَّرَ زوجتُه وأولادُه في المجال المادي، من مأكل وملبس ومسكن ومستوًى تعليمي وغير ذلك من الشئون المادية، ونجده قلِقًا مؤرَّقًا؛ بسبب تأخرهم أو حتى شُبْهة تأخرهم في أي من هذه المجالات المادية الدنيوية الزائلة، بينما يغضُّ الطرفَ عن تأخر أيٍّ منهم في المجال الديني؛ فلا يهتم بمدى التزامهم بتعاليم الإسلام الحنيف، بل ربما لا يغضب ولا يصبه همٌ ولا كَدَرٌ لو أخَّر أحدهم الصلاة عن موعدها، أو خالف بعضَ تعاليم الإسلام في بعض سلوكياته، بينما قد لا ينام الليلَ لو أخَّر هذا الولد مذاكرة دروسه عن موعدها، أو تدهور مستوى درجاته الدراسية عن المستوى الذي تأمُله الأسرة.
ونفسُ الشيء نجده عند الأم ـ تلك التي كانت من فتيات الدعوة الإسلامية قبل زواجها ـ فهي في هذا النموذج الذي نتحدث عنه لا تبالي بسلوك أبنائها وبناتها من حيث مدى التزامهم بتعاليم الإسلام، فكل ما يهمها:- هل أكل الأولاد جيدًا وناموا جيدًا وذاكروا جيدًا؟ هل يلبسون ملابس تليق بهم لئلا يظهروا بمظهرٍ أقلَّ من أقرانهم في المدرسة أو الجامعة أوفي الحي؟
والعجيب أننا نرى هؤلاء الآباء والأمهات يلتزمون بكثير من تعاليم الإسلام في أنفسهم، فهم يؤدُّون الصلوات في أوقاتها، بل ويقومون بالعديد من النوافل؛ من صلاة وصيام وصدقة وعمرة وغيرها، ومع ذلك هم يهملون فريضة من أهم الفرائض؛ وهي رعاية مسئوليتهم الأسريَّة، هذا رغم أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ « «كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ؛ الْإِمَامُ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِي أَهْلِهِ وَهُو مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا وَمَسْئُولَةٌ عَنْ رَعِيَّتِهَا، وَالْخَادِمُ رَاعٍ فِي مَالِ سَيِّدِهِ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ» »، قَالَ وَحَسِبْتُ أَنْ قَدْ قَالَ: « «وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِي مَالِ أَبِيهِ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَكُلُّكُمْ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ» » (صحيح البخاري جـ 3 ص 414). ولا شك أن من هذه الرعاية الرعاية الدينية، لاسيما وأن ذلك مأمور به صريحًا في القرآن كما قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} [التحريم:6]
فالرعاية الدينية لا تَكْمُنُ أهميَّتُها فقط في كونها واجبًا شرعيًّا؛ بل لأن فيها أيضًا صلاحَ الدنيا والآخرة. والنبي صلى الله عليه وآله وسلم نبَّه على ذلك بقوله: « «مَنْ كَانَتِ الآخِرَةُ همَّهُ جَعَلَ اللهُ غِنَاهُ في قَلْبِهِ، وَجَمَعَ لَهُ شَمْلَهُ، وَأَتَتْهُ الدُّنْيَا وَهِيَ رَاغِمَةٌ، وَمَنْ كَانَتِ الدُّنْيَا همَّهُ جَعَلَ اللهُ فَقْرَهُ بينَ عَيْنَيْهِ، وَفَرَّقَ عَلَيْهِ شَمْلَهُ، وَلَمْ يَأْتِهِ مِنَ الدُّنْيَا إِلَّا مَا قُدِّرَ لَهُ» ». [(رواه الترمذي عن أنس وصححه الألباني حديث رقم : 6510 في صحيح الجامع الصغير)] .
والمقصود أن الأدلة تشير إلى وجوب وأهمية رعاية ربِّ الأسرة لأسرته رعايةً دينية، بالتَّوازي مع رعايته لهم ماليًّا ودنيويًّا، وهذا يشمل الزوج والزوجة، كلُّ في حدود مجال تأثيره في الأسرة؛ لأن الزوجة أحيانًا ما تقف عاجزةً في بعض المواقف، وتحتاج أن تتوسل بشخصية الزوج وتأثيره لحل هذه المواقف على الوجه الأمثل.
ولابد أن نَعِيَ جميعًا أن دورَنا في رعاية الأسرة دينيًّا لا يتوقفُ فقط عند حدِّ توجيه الأوامر والتعليمات الصارمة فقط لأفراد الأسرة بالالتزام بهذا أو ذاك من تعاليم الدين أو سلوكياته، بل بالعكس، ربما تتسبَّبُ هذه التعليمات في تحقيق عكس المقصود.
وإذا رجعنا بذاكرتنا إلى الوراء سنتذكر كيف كان أصدقاؤنا الذين كنَّا ندعوهم للالتزام بتعاليم الإسلام يطيعوننا ويسلكون سلوكًا في عكس الاتجاه الذي كانت تريده لهم أُسَرُهُم ..
ترى لماذا كان يحدث هذا؟ لقد كان يحدث هذا لأننا كنا ندخل لهم من مدخلَيْ الصداقة والإقناع العقلي أو العاطفي الذي يعطي مساحة من تفعيل دور الفعل الشخصي لذلك الشخص المدعو وإشعاره بوجوده وشخصيته وكيانه المستقلِّ، أما أسرته فكانت تسلك معه مسالك الضغط والتعليمات والإرغام، ومن هنا علينا ألا نكرِّرَ نفس الخطأ مع أبنائنا، بل وزوجاتنا، بل علينا أن نسلك معهم مسالك الصداقة والإقناع بالعقل، وأيضًا بالعواطف والوجدان، ومن هنا يأتي النجاح إن شاء الله في تحقيق واجبنا الشرعي الوارد في قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} [التحريم:6].










__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 50.01 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 48.35 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.33%)]